مارسيليا (بالفرنسية: Marseille) هي ثاني أكبر مدن فرنسا بعد العاصمة باريس حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 850,000 نسمة ضمن نطاقها الإداري فقط، الذي تبلغ مساحته 240.62 كم مربع.تقع مارسيليا على ساحل فرنسا الجنوبي المطل على البحر الأبيض المتوسط، ويزيد عدد سكان منطقة مارسيليا الكبرى عن 1.7 مليون نسمة. يعد ميناء مارسيليا أكبر موانئ فرنسا التجارية مارسيليا هي عاصمة كل من إقليم بوش دو رون ومنطقة بروفنس ألب كوت دازور. اختيرت مارسيليا عاصمة للثقافة الأوروبية لعام 2013. تشتهر المدينة بوجود جالية عربية وإسلامية كبيرة، ويرى الباحثون أن مارسيليا يمكن أن تصبح أول مدينة ذات غالبية مسلمة في أوروبا الغربية.
مارسيليا هي ثاني أكبر مدن فرنسا بعد باريس عاصمة البلاد، وهي مركز ثاني أكبر منطقة حضرية بعد باريس كذلك. يحدها من الجنوب البحر الأبيض المتوسط، ومن الشمال يحدها سلسلة جبال سانت فيكتوار، أما من الشرق فيحدها مناطق ساحلية وعرة يتخللها فيورد صغير، كما يحدها من الشرق سلسلة جبال سانت بوم، وغابة من الأشجار النفضية، ومدينة تولون، بالإضافة إلى الريفييرا الفرنسية، ويحدها من الغرب خليج الأسد، ومنطقة كامارغ الواقعة في دلتا الرون. يقع مطار مارسيليا في الشمال الغربي من المدينة يوجد في خليج مارسيليا أرخبيل فريول الذي يتألف من أربعة جزر، ثمثل إحداها موقع قلعة ديف التي اشتهرت بسبب رواية ألكسندر دوما كونت دي مونت كريستو.
مناخ مارسيليا هو مناخ متوسطي، حيث يكون الشتاء معتدلاً ورطباً، أما الصيف فيكون بين الدافئ والحار، وجافاً في معظم الأحيان. ديسمبر ويناير وفبراير هم أبرد شهور السنة، حيث يكون معدل درجات الحرارة 12 درجة مئوية في النهار، و4 درجات مئوية في الليل. يوليو وأغسطس هما أحرّ أشهر السنة، حيث يكون معدل درجات الحرارة حوالي 30 درجة مئوية خلال النهار، و19 درجة مئوية خلال الليل في مطار مارسيليا (الذي يبعد 35 كم عن المدينة)، بينما معدل درجة حرارة المدينة يكون حوالي 27 درجة مئوية في شهر يوليو تتعرض المدينة لهبوب رياح المسترال (خصوصاً في فصلي الشتاء والربيع)، وهي رياح قوية وباردة قادمة من وادي الرون وغالباً ما تكون جافة كما تتعرض المدينة لهبوب رياح شهيلي الحارة والمحملة بالغبار قادمة من الصحراء الكبرى.
تتساقط الأمطار في مارسيليا بمعدل 515 ملم سنوياً. أغزر شهور السنة هو شهر سبتمبر، حيث تتساقط الأمطار فيه بمعدل 77.1 ملم، أما أكثر شهور السنة جفافاً فهو شهر يوليو، حيث تهطل الأمطار بمعدل 9.2 ملم فقط.
عصور ما قبل التاريخ
عملة فضية منقوش عليها اسم مارسيليا باليونانية من الحقبة الهيلينية في مارسيليا.
سكن البشر مدينة مارسيليا والمناطق المحيطة بها منذ حوالي 30,000 سنة. اكتُشف في نهايات القرن العشرين رسومات في كهوف في مارسيليا تعود إلى الفترة ما بين 27,000 و 19,000 قبل الميلاد، كما اكتشفت حفريات حديثة مساكن من طوب حجري تعود إلى عام 6000 قبل الميلاد تقريباً بالقرب من محطة سكة الحديد
يُطلق على مارسيليا لقب أقدم مدن فرنسا، حيث تأسست على يد الإغريق (الذين قدموا من منطقة تعرف الآن باسم فوتشا في أقصى غرب تركيا) عام 600 قبل الميلاد تقريباً لتكون ميناء تجارياً وأسموها ماساليا (باليونانية: Μασσαλία). ذُكرت العلاقة بين تلك المدينة الإغريقية ومدينة ماساليا في الكتاب الأول من تاريخ الحروب البيلوبونيزية لمؤلفه ثوسيديديس.
كانت ماساليا واحدة من أول الموانئ الإغريقية في أوروبا الغربية وفاق عدد سكانها الألف نسمة. كانت ماساليا أولى المستوطنات التي تحولت إلى مدينة في فرنسا. واجهت المدينة الجديدة خطراً بسبب تحالف إتروسكان، وقرطاج،والكلت ضدها، فقامت المدينة بتحصين نفسها خصوصاً مع بزوغ نجم الجمهورية الرومانية في ذلك الوقت. ازدهرت المدينة خلال العمل كحلقة وصل بين بلاد الغال، وباتت تصدر السلع والنبيذ بشكل مطّرد بحلول عام 500 قبل الميلاد شعرت روما أنها بحاجة إلى عبيد ومنتجات جديدة، فقام يوليوس قيصر باحتلال ماساليا بعد وقوفها في صف عدوه بومبيوس الكبير، وخسرت بذلك المدينة استقلالها لأول مرة عام 49 قبل الميلاد. نُفي أحد رجال الرومان -اسمه تيتوس أنيوس ميلو- إلى مارسيليا، فقال مازحاً أنه لا يندم على ترك روما طالما أنه يأكل سمك البوري الأحمر في مارسيليا.[24]
بعد وقوع المدينة في أيدي القوات الرومانية بعد معركة بحرية، تمت مصادرة الأسطول من قبل السلطات الرومانية، وسُميت المدينة باسم ماسيليا إبان العصر الروماني تم استبدال معظم البقايا الأثرية من الحقبة الإغريقية من خلال الإضافات الرومانية في وقت لاحق. تأقلمت مارسيليا جيداً مع وضعها الجديد تحت حكم روما. في العهد الروماني، كانت المدينة محكومة من قبل 15 عضو مختار من أصل 600 سناتور. ثلاثة منهم كانوا يملكون السلطة التنفيذية. كان من ضمن القوانين التي سنها المجلس تحريم شرب النبيذ على النساء وجواز مساعدة الناس على الانتحار.
ظهرت بعد ذلك المسيحية في مارسيليا لأول مرة، ويدل على ذلك سراديب الموتى وسجلات الشهداء الرومان طبقاً لتقاليد بروفنس، بشرّت مريم المجدلية برفقة أخيها لعازر في مارسيليا أنشئت أبرشية مارسليا في القرن الأول الميلادي.
العصور الوسطى وعصر النهضة
سقطت مارسيليا في أيدي القوط الغربيين حين انهارت الإمبراطورية الرومانية الغربية. ثم استولى عليها الفرنجة في منتصف القرن السادس الميلادي. منح الإمبراطور شارلمان وسلالة الكارولنجيين السلطة المدنية لمدينة مارسيليا، التي ظلت ميناء تجارياً شديد الأهمية حتى العصور الوسطى. استعادت المدينة الكثير من ثروتها وأهميتها التجارية في القرن العاشر عندما أُعيد إحياؤها من قبل كونتات بروفنس. في عام 1262، ثارت المدينة في وجه الحكام الأنجويون لكن الثورة أخمدت من قبل كارلو الأول ملك نابول في عام 1348، عانت المدينة الأمرّين عندما اجتاحها الموت الأسود حتى عام 1361 وتسبب في مقتل 15,000 شخص من أصل 25,000 نسمة هم سكان المدينة في تلك الفترة ويُعتقد أن مدينة مارسيليا كانت واحدة من أول مدن فرنسا التي واجهت هذا الوباء. تتابعت المصائب على المدينة; حيث تعرضت مارسيليا للنهب من قبل تاج أراغون عام 1423.
مارسيليا عام 1575.
سرعان ما تعافى وضع مارسيليا الاجتماعي والاقتصادي، وفي عام 1437، وصل إلى المدينة ريناتو الأول ملك نابولي (الذي خلف أبيه لويس الثاني دوق أنجو ليصبح ملك صقلية ودوق أنجو)، وبعد وصوله بنى فيها حصوناً وجعلها أشد المدن تحصيناً في جميع أنحاء فرنسا باستثناء باريس.[34] عمل الحاكم الجديد على الرفع من مكانة المدينة ومنحها امتيازات خاصة. استخدم ريناتو الأول مارسيليا كقاعدة بحرية استراتيجية في سبيل استرجاع مملكة صقلية التي ضاعت منه. أراد ريناتو الأول تقوية خطوط المدينة الدفاعية، فأمر ببناء سلسلة من المتاريس لحماية المدينة، وكان ذلك بين عامي 1447، و1453. ازدهرت بعد ذلك التجارة في المدينة وأمر الملك ريناتو بتأسيس مؤسسة للصيادين.
اتحدت مارسيليا مع بروفنس عام 1481، ثم اندمجت مع فرنسا في العام الذي تلاه. لكنها ما لبثت أن تتمرد في وجه الحكومة المركزية بعد حوالي 30 عام من الاندماج، قام فرانسوا الأول ملك فرنسا بزيارة المدينة من أجل رؤية لوحة وحيد القرن لدورر التي عزم مانويل الأول ملك البرتغال على إرسالها للبابا ليو العاشر، لكنها غرقت قبل أن تكمل مسيرتها. نتيجة لهذه الزيارة، شُيدت الحصون عند قلعة ديف، وهذا كان أحد العوامل التي ساعدت على حماية المدينة من التعرض للحصار من قبل قوّات الإمبراطورية الرومانية المقدسة في المستقبل القريب أصبحت مارسيليا قاعدة بحرية للقوات الفرنسية والعثمانية المتحالفة في عام 1536، حيث تمركز الأسطول الفرنسي العثماني في مينائها، مما هدد الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وخاصة جنوة وفي أواخر القرن السادس عشر، اجتاح الطاعون المدينة من جديد، وتأسس مستشفى أوتيل ديو على إثر ذلك. بعد ذلك بحوالي قرن، عادت المشاكل إلى مارسيليا مرة أخرى لدرجة أن لويس الرابع عشر ملك فرنسا جاء بنفسه على رأس الجيش لقمع انتفاضة محلية قامت ضده. نتيجة لذلك، تم إنشاء حصنين جديدين وأسطول بحري كبير في ميناء المدينة.
القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر
الطاعون العظيم يجتاح مارسيليا عام 1720.
على مدى القرن الثامن عشر، تم العمل على تحسين دفاعات المدينة وازدادت أهمية مارسيليا بصفتها الميناء العسكري الرئيس لفرنسا على البحر المتوسط. في عام 1720، ضرب المدينة الطاعون مرة أخرى، وفتك بحوالي 100,000 من سكان المدينة والمنطقة المحيطة بها كتب كاتب العدل الملكي جان بابتيست غروسون في الفترة ما بين 1770 و1791 كتاباً يتحدث عن تاريخ مارسيليا وأسماه (مجموعة من القطع الأثرية والآثار التي يمكن أن تثير التاريخ والفن)، والذي ظل لفترة طويلة المرجع الرئيس لتاريخ المدينة ومعالمها الأثرية.
انخرط سكان مارسيليا بحماس في الثورة الفرنسية، وأرسلت المدينة 500 متطوع إلى العاصمة باريس في يوليو من عام 1792 للدفاع عن الحكومة الثورية. غنّى المتطوعون في طريقهم من مارسيليا إلى باريس أغانٍ للثورة، عُرفت بعد ذلك باسم لامارسييز، وهي النشيد الوطني في فرنسا منذ عام 1879 وحتى الآن
خلال القرن التاسع عشر، كانت مارسيليا موقعاً للإبتكارات الصناعية ونمت فيها الصناعة بشكل ملحوظ. حفّز ظهور الإمبراطورية الفرنسية والفتوحات التي قامت بها فرنسا (لا سيّما الجزائر) التجارةَ البحرية في مارسيليا وازدهرت جراء ذلك المدينة. ازدادت فرص العمل في مارسيليا أيضاً عند افتتاح قناة السويس عام 1869 انعكست هذه الفترة من تاريخ مارسيليا في كثير من معالمها مثل المسلة النابليونية وقوس النصر الملكي.
القرن العشرين
ميناء المدينة القديم.
خلال النصف الأول من القرن العشرين، احتفلت مارسيليا بنفسها بصفتها ميناء الإمبراطورية من خلال معرض استعماري افتتح عاميّ 1906 و1922 في عام 1934، قدم إلى المدينة ألكسندر الأول ملك يوغوسلافيا ليلتقي بوزير الخارجية الفرنسي لويس بارثو، لكنّه قُتل على يد الثوري البلغاري فلادو شيرنوزيمسكي.
أثناء الحرب العالمية الثانية، تعرضت المدينة للقصف من قبل القوات الألمانية والإيطالية عام 1940. نجح الألمان في احتلال المدينة في شهر نوفمبر من عام 1942 حتى أُخرجوا منها في أغسطس عام 1944. في 22 يناير عام 1943، تم القبض على أكثر من أربعة آلاف يهودي في مارسيليا واحتُجزوا في معسكرات الاعتقال قبل أن يتم ترحيلهم إلى بولندا النازية ليُقتلوا. تعرض ميناء المدينة القديم للقصف من قبل قوات الحلفاء عام 1944 في سعيهم لتحرير فرنسا. أُعيد بناء أجزاء كبيرة من المدينة في الخمسينيات، حيث دفعت حكومات ألمانيا الشرقية، وألمانيا الغربية، وإيطاليا تعويضات هائلة بالإضافة إلى فائدة مركبة لتعويض المدنيين الذين قُتلوا أو جُرحوا أو شُرّدوا أو خسروا أملاكهم بسبب الحرب.[45]
بعد الحرب العالمية الثانية، دخل عبر مارسيليا أكثر من مليون مهاجر إلى فرنسا. وفي عام 1962، تدفّق أعداد كبيرة من الجزائر المستقلة حديثاً، من ضمنهم حوالي 150,000 مهاجر من الأقدام السوداء. بقي كثير من هؤلاء المهاجرين في مارسيليا وأسسوا فيها حياً فرنسياً-إفريقياً يحتوي على سوق كبير.
القرن الحادي والعشرين
تميزت المدينة في بدايات القرن الحالي بالإرادة السياسية لجعلها مدينة جاذبة للشركات والناس وبالتالي أُطلقت العديد من عمليات التجديد، من أجل تطوير الميناء وكذلك تطوير البنية التحتية السياحية من فنادق ومراكز مؤتمرات وغير ذلك.
دوائر مارسيليا الإدارية.
تتألف مارسيليا من 16 دائرة إدارية، تنقس كل دائرة منها إلى عدة أحياء ليصل المجموع الكلي 111. ترتبط كل دائرة مع مجاورتها لتكوين 8 أزواج من الدوائر الإدارية، لكل منها مجلس بلدي ورئيس بلدية. (على غرار النظام الإداري في باريس وليون).[48] تجري الانتخابات البلدية كل ست سنوات، ويبلغ مجموع أعضاء المجالس البلدية 303، ثلثاهم هم أعضاء مجالس بلدية أزواج الدوائر الإدارية، وثلثهم يعملون في مجلس المدينة
منذ عام 1950 وحتى منتصف التسعينات، كانت مارسيليا معقل الاشتراكية والحزب الاشتراكي. حيث أُعيد انتخاب عمدة المدينة الاشتراكي غاستون ديفير ست مرات ليبقى في المنصب 33 سنة ما بين عامي 1953 وحتى وفاته عام 1986. تبعه روبرت فيغورو، ومن ثم العمدة الحالي جان كلود غودان الذي انتخب عام 1995، وأُعيد انتخابه عامي 2001 و2008. في انتخابات عام 2008، انقسمت مارسيليا إلى الجزء الشمالي الذي سيطر عليه حزب اليسار، والجزء الجنوبي (الأكثر ثراء) الذي سيطر عليه حزب اليمين، بينما كان وسط المدينة وشرقها حلبة صراع بين الأحزاب.
كاتدرائية نوتردام دي لا غارد
مارسيليا هي مركز فرنسي رئيسي للتجارة والصناعة، تتمتع ببنية تحتية ممتازة (سواء الطرق أو الميناء أو المطار). مطار المدينة هو رابع أكبر مطار في البلاد. في مايو 2005، عُدّت مارسيليا أكثر مدن فرنسا الرئيسية ديناميكية، حيث أن هناك حوالي 7200 شركة أنشئت في المدينة منذ عام 2000. مارسليا هي أيضاً ثاني أكبر مركز بحوث في البلاد بوجود 3000 باحث في جامعة المدينة. بلغ الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة مارسيليا الحضرية 58.9 مليار دولار، و35,207 دولار من نصيب الفرد الواحد. انخفضت نسبة البطالة في مارسيليا من 20% عام 1995 إلى 14% عام 2004 لكن يبقى معدل البطالة في مارسيليا أعلى من متوسط المعدل الوطني. تصل نسبة البطالة في بعض أجزاء المدينة بين الشباب إلى حوالي 40%.شهد اقتصاد مارسيليا في الأعوام الأخيرة نمواً كبيراً في قطاع الخدمات، وتحول من اقتصاد يعتمد على الصناعات الخفيفة إلى اقتصاد متطور يعتمد على الصناعات التكنولوجية الدقيقة. يوجد في المدينة آلاف الشركات، 90% منها هي شركات أو مشاريع صغيرة، بالإضافة إلى وجود شركات هي من الأكبر من نوعها في البلاد.
تشتهر مدينة مارسيليا بصناعة الصابون ويسمي بإسم صابون مرسيليا (باللغة الفرنسيّة: Savon de Marseille) ذلك لأن مدينة مرسيليا هي أقدم وأشهر المدن في صناعته. هذا النوع من الصابون مُصنَّع من زيت الزيتون أو من زيوت نباتية. وقد تم تسجيل أول ماركة موثقة لصابون مرسيليا في سنة 1370 وبحلول سنة 1913 بلغ معدل الإنتاج 180,000 طن، وفي سنة 1924 كانت هناك 132 شركة صناعة صابون في مناطق مرسيليا وصالون دو بروفانس.
السياحة
ميناء مارسليا هو أحد أهم وسائل النقل إلى المدينة، حيث يعبر من خلاله 2.4 مليون مسافر سنوياً. تمتلك مارسيليا العديد من المقومات التي جعلتها واحدة من كبرى مدن فرنسا السياحية، حيث تتميز المدينة بشواطئها وتاريخها وعمارتها وثقافتها (يوجد فيها 24 متحف و42 مسرح). بلغ عدد زائري المدينة 4.1 مليون لعام 2012. حصلت مارسيليا على المركز 86 بين مدن العالم الجاذبة لسياحة العمل، بعد أن كانت في المركز 150 في العام الذي سبقه. يتم تطوير العديد من المشاريع الحضرية من منتزهات ومتاحف وأماكن عامة ومشاريع عقارية لجعل المدينة أكثر جاذبية. تعمل بلدية مارسيليا باعتبارها مركزاً ترفيهياً رئيسياً في جنوب البلاد، مع تركيز عالٍ على المتاحف ودور السينما والمسارح والنوادي والحانات والمطاعم ومحلات الأزياء والفنادق والمعارض الفنية.
بسبب مكانتها البارزة كميناء فرنسا الرئيس على البحر الأبيض المتوسط، كانت مارسيليا واحدة من البوابات الفرنسية الرئيسية. جذبت المدينة أعداداً كبيرة من المهاجرين من مختلف الجنسيات والأعراق والأديان. بحلول نهاية القرن الثامن عشر، هاجر العديد من سكان بروفنس وبقية مناطق فرنسا الجنوبية إلى المدينة ليشكلوا حوالي 50% من سكانها
جلبت الأوضاع الاقتصادية والإضطرابات السياسية في أوروبا وبقية أنحاء العالم عدة موجات من المهاجرين إلى المدينة خلال القرن العشرين. بدأ اليونانيون والإيطاليون الهجرة إلى مارسيليا في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، حتى أصبح 40% من سكان المدينة ينحدرون من أصول إيطالية أما الموجة التي تبعتها فكانت هجرة الروس إلي مارسيليا عام 1917 (وهو العام الذي قامت فيه الثورة البلشفية) وكذلك الأرمن في عامي 1915 و1923. ثم الكورسيكيون في العشرينيات والثلاثينيات، تلاهم الإسبان عام 1936 (وهو العام الذي بدأت فيه الحرب الأهلية الإسبانية) كما هاجر إلى مارسيليا سكان شمال أفريقيا (سواء العرب أو البربر) في فترة ما بين الحربين. تبع ذلك هجرة الأقدام السوداء من الجزائر الفرنسية عام 1962 (عام استقلال الجزائر)، ثم تلاهم سكان جزر القمر. في عام 2006، وُجد في المدينة حوالي 70,000 شخص يرجع أصله إلى بلاد المغرب العربي، خصوصاً من الجزائر. وكانت أكبر ثاني مجموعة سكانية ذات جنسية واحدة هي السكان الذين ينحدرون من جزر القمر، بواقع 45,000 شخص يعيشون في عاصمة الجنوب الفرنسي
حالياً، حوالي ثلث سكان مارسيليا ينحدرون من أصول إيطالية كما تعد مارسيليا ثاني أكبر قاعدة للأرمن والكورسيكيين في البلاد. كما يشكل المغاربة والأتراك والقمريون والصينيون والفيتناميون جزءاً هاماً من نسيج المجتمع في عام 1999، كان 40% من الشباب في أجزاء عديدة من المدينة ينحدرون من أصول مغاربية (أحد الوالدين على الأقل مهاجر تُلقب مارسيليا بلقب "الولاية رقم 49" (أي أنها متممة لولايات الجزائر التي يبلغ عددها 48) وذلك راجع لكثرة أعداد الجزائريين الذين يقطنون فيها
الدين
مثل بقية فرنسا، مدينة مارسيليا ذات غالبية مسيحية منذ العصور الوسطى، وفقًا لإحصائية تعود لعام 2013 حوالي 68.2% من سكان مارسيليا من المسيحيين المسلمون هم ثاني أكبر الطوائف الدينية في مارسيليا، حيث يُقدر نسبتهم بحوالي ثلث السكان وتعود أصول غالبيتهم العظمى إلى دول المغرب العربي وتركيا كما أن المدينة موطنٌ لثاني أكبر جالية يهودية في البلاد بعد العاصمة باريس. هناك حضور أيضاً للبوذيين واللادينيين في المدينة.
تشمل الطوائف الدينية الرئيسية في مارسيليا:
400,000 تقريباً يعتنقون الكاثوليكية الرومانية.
250,000 تقريباً يعتنقون الإسلام (يمثل المسلمون 30% - 40% من السكان، أي حوالي الثلث).
80,000 تقريباً يتبعون كنيسة الأرمن الأرثوذكس.
80,000 تقريباً يعتنقون اليهودية (مارسيليا هي ثالث أكبر تجمع يهودي في أوروبا).
20,000 تقريباً يعتنقون البروتستانتية.
10,000 تقريباً يعتنقون الأرثوذكسية الشرقية.
3,000 تقريباً يعتنقون البوذية .
الرياضة
ستاد فيلودروم.
تضم مارسيليا مجموعة متنوعة من الفرق والمرافق الرياضية. أكثر الفرق الرياضية شعبية في المدينة هو نادي أولمبيك مارسيليا لكرةالقدم، الذي فاز ببطولة دوري أبطال أوروبا 1992-1993 وحاز على وصافتها عام 1991 كما وصل نهائي كأس الإتحاد الأوروبي عامي 1999_2004. ملعب النادي هو ستاد فيلودروم الذي يتسع لأكثر من 60,000 متفرج ويستضيف العديد من الأحداث الرياضية المختلفة، مثل مباريات المنتخب الفرنسي للرجبي. استضاف الملعب عدة مباريات خلال كأس العالم لكرة القدم 1998 وكأس العالم للرجبي 2007 تشتهر المدينة كذلك بنشاطات البيتانك حتى أنها تُعرف بأنها عاصمة البيتانك حيث استضافت المدينة عام 2012 بطولة العالم للبيتانك، كما يُقام فيها مونديال مارسيليا للبيتانك سنوياً، أهم بطولات هذه الرياضة.
تُعد سباقات القوارب الشراعية إحدى الرياضات المهمة في مارسيليا، حيث تسمح ظروف الرياح بإقامة هذه المسابقات في مياه البحر المتوسط الدافئة. يُقام في مدينة مارسيليا العديد من الرياضات المائية الأخرى، مثل ركوب الأمواج. تحتوي مارسيليا على ثلاثة ملاعب للغولف، كما تحتوي على العشرات من الصالات الرياضية والعديد من المسابح العامة. تنتشر ممارسة الجري بين سكان المدينة أيضاً في المتنزهات العامة.
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
اجمل دعاء
"من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئا يعني أحب إليه من أن يسأل العافية "
Like/Tweet/+1
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 21 بتاريخ الجمعة سبتمبر 02, 2016 1:59 am
لا يوجد حالياً أي تعليق