منتدي .. احلي حكاية

بقلوب ملؤها المحـ.ــبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتدي .... أحلي حكاية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي .. احلي حكاية

بقلوب ملؤها المحـ.ــبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتدي .... أحلي حكاية

منتدي .. احلي حكاية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي .. احلي حكاية

في القلب حزن لا يذهبه الا السرور بمعرفة الله _ منتدي .... أحلي حكاية


سبحان الله و بحمده سبحان ربي العظيم

لا اله الا الله

الحافظ بلاست تجارة و توريدات 01222236093

سحابة الكلمات الدلالية

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

اجمل دعاء

‏ "من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئا ‏ ‏يعني ‏ ‏أحب إليه من أن يسأل العافية "

Like/Tweet/+1

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 21 بتاريخ الجمعة سبتمبر 02, 2016 1:59 am


    الدين في السودان

    mahomed_hafez
    mahomed_hafez
    Admin

    عدد المساهمات : 136
    تاريخ التسجيل : 20/05/2016
    العمر : 42
    الموقع : المنصورة _ ج م ع
    01092016

    الدين في السودان Empty الدين في السودان

    مُساهمة من طرف mahomed_hafez

    تميز السودان بحكم موقعه الجغرافي «الافريقي-العربي» بانه بلد متعدد الاعراق واللغات والديانات والنشاطات الاقتصادية، بالتالي فان ثقافته مركبة اي انها ثقافة هجينية ذات سمات وملامح افريقية واخرى عربية اسلامية ومسيحية.
    من المعروف ان المجتمعات السودانية كانت ولا يزال بعض منها يعتنق الديانات الوثنية، ومنها ما هو متصل بعبادة الملوك، ومنها ما هو متصل ببعض الظواهر الطبيعية واخرى بالكائنات حيث ان بعض الآلهة كانوا ذكوراً وبعضها إناثاً. هذا مع الاعتقاد لدى بعض الجماعات في الوسطاء من البشر سواء أكانوا ملوكاً او غيرهم للتوسط ما بين الآلهة وعامة الناس. وعندما جاءت المسيحية فقد صبغت الكثير من تلك الآثار بصبغتها الدينية خاصة في مجال العمارة الدينية المتمثلة في الكنائس وملحقاتهالقد بات من المتفق عليه ان اهم سمة اتسم بها دخول الاسلام وانتشاره في السودان انه تم بصورة سلمية، وتصالح مع المعتقدات والعادات والتقاليد المحلية واستوعبت كثير منها واحتواها بفكرته، وظلت تمارس وكأنها جزء منه او تحت رايته الامر الذي دفع ببعض المؤرخين الى تقسيم الاسلام في السودان الى اصولي وهو المنصوص عليه في القرآن الكريم والسنة المحمدية وآخر شعبي اي تاريخي وهو الممارس من ناحية اجتماعية وثقافية. وتجدر الاشارة هنا الى وجود عنصر مشترك بين جميع أصحاب الديانات في السودان وهو الاعتقاد في وجود القوة الالهية، والاعتقاد في فكرة البعث والحياة الابدية بعد الموت

    الاسلام
    الإسلام هو الدين الأكثر انتشارا في السودان، إذ تشير الإحصائيات إلى أن نسبة المسلمين في السودان تبلغ 95% تقريبا، منهم عرب ومنهم غير عرب، وينتشر المسلمون في شمال السودان بشكل كبير، مع وجود مجتمعات نصرانية كبيرة أيضا هناك، لا سيما في الأماكن التي يكثر فيها النازحون. وقد قُدّر عدد السودانيين الجنوبيين الذي نزحوا إلى الشمال هربا من الحروب بأكثر من 4 ملايين منذ عام 1970 تقريبا، ومعظم سكان الجنوب يتمسكون بالديانة النصرانية أو الإحيائية، ولكن هناك عدد كبير منهم يتمسكون بالإسلام أيضا. معظم مسلمي السودان يتبعون المذهب السني، وهم في الغالب صوفيون، وهناك تنوع بالطرق الصوفية التي يتبعها المسلمون هناك، وأكبر طريقتين هما طريقة الأنصار والطريقة الخاتمية.
    دخل الإسلام إلى السودان علنا في عهد عثمان بن عفان و واليه على مصر عمرو بن العاص، حيث أبرمت اتفاقية البقط - سميت بذلك لأن أول شروطها كان إلتزام النوبيين بتسليم 360 عبدا من ذكر و أنثى سنويا للمسلمين، هذا إضافة إلى 40 عبد يتم تقسيمهم على وجهاء مصر من الأمويين بعد هزيمة جيش النوبة على يد حملة عبد الله بن أبي السرح والي الصعيد مع النوبة في سنة 31 هجرية التي كان القصد منها تأمين التجارة بين مصر والسودان، لذا يذهب بعض العلماء المسلمون إلى أن إتفاقية البقط أدت إلى تأخير انتشار الإسلام في بلاد السودان لسبعة قرون، خاصة أن هناك رأي آخر بين المؤرخين الإسلامين يقول بأن الإسلام دخل إلى بلاد السودان قبل استحواذ الأمويين على مقاليد الحكم، حيث أن الاتفاقية تضمنت الاعتناء بمسجد دنقلا الذي كان مشيدا منذ السابق، كما أن من المشهود أن جماعات عربية كثيرة هاجرت إلى السودان بعد هجرة المسلمين الأولى إلى أرض الحبشة بقيادة جعفر بن ابي طالب الطيار، و من بعده إسلام ملك الحبشة النجاشي، واستقرت في مناطق البداوة في أواسط السودان ونشرت معها الثقافة العربية الإسلامية. وإزدادت الهجرات العربية إبّان الفتوحات الإسلامية، كما تدل الآثار ومن بينها شواهد قبور تعود إلى أحقاب قديمة عُثر عليها في منطقة إريتريا الحالية وشرق السودان، بالإضافة إلى كتب قدماء المؤرخين العرب أمثال ابن خلدون واليعقوبي وغيرهم. وجاء إلى السودان العلماء المسلمين في مرحلة أزدهار الفكر الصوفي فدخلت البلاد طرق صوفية سنية تجاوز نفوذها السودان ليمتد إلى ما جاوره من أقطار
    التأثيرات الأخرى
    الحركات والجماعات الدينية
    تقول كتب التاريخ. أنه بعد أن فتح المسلمون مصر في عام 20 هجرية . بعث عمرو بن العاص القائد عقبة بن نافع إلى بلاد النوبة .. ولكن المسلمين لقوا من أهلها قتالاً شديداً .. ولما تولى عبد الله بن سعد أمور مصر صالحهم على غير جزية .. وكانت غزواته قد وصلت إلى دنقلة عام 31 هجرية. وبنهاية الدولة الأموية كان بأرض النوبة مملكتان مسيحيتان: مملكة "المقرة" في الشمال ومملكة " علوة " في الجنوب .. وقد قامت بعض العناصر البشرية التي تعيش بين النيل والبحر الأحمر ـ في المنطقة جنوب النوبة ـ ببعض الغزوات على صعيد مصر .. مما جعل الخليفة العباسي المتوكل يقوم بإرسال حملة لتأديبهم .. فانتصر عليهم في حرب البجة عام 241 هجرية، وفرض على ملكهم دفع الجزية .. ومنذ هذا التاريخ تكاثر عدد العرب المسلمين في هذه المنطقة. ولما جاء عصر المماليك قاموا بحماية الساحل الإفريقي للبحر الأحمر ضد الصليبيين .. كما أرسل الظاهر بيبرس حملة استولت على "سواكن" فلم يعجب ذلك ملك " مقرة " المسيحي فهاجم حدود مصر الجنوبية. مما اضطر الظاهر بيبرس الاستيلاء على مملكتهم وضمّها إلى السلطنة المملوكية .. فأعلن ملك النوبة إسلامه في عام 823 هجرية. وتساقطت المملكات المسيحية وانتشر الإسلام في النوبة .. وواصل الإسلام مسيرته إلى كردفان وقامت ممالك إسلامية في السودان. ونشطت الدعوة الإسلامية، وتسابق العلماء إلى السودان لنشر هدايات الدين الإسلامي الحنيف وصارت السودان دولة عربية إسلامية.

    رجل درويش

    الدين في السودان 79px-Sudan_dervish_with_stick_25feb2005
    الدين في السودان 120px-Sudan_sufis
    طقوس الصوفية في الخرطوم
    الدين في السودان 93px-Sudan_Dervish_1920s                      رجل درويش 1920
    اليهوديــة
    في بداية القرن العشرين أخذت أفواج اليهود تتدفق نحو السودان تجارًا ومغامرين وموظفين في السلطة الاستعمارية ومؤسساتها، ثم مارس التجار منهم نشاطًا تجاريا محمومًا في أسواق جديدة واعدة فكونوا الشركات وراكموا الثروات وشيدوا المنازل الواسعة الفخمة، وانتقل بعضهم إلي المدن الإقليمية، وأقاموا علاقات واسعة مع السودانيين، وتشربوا الحياة الثقافية السودانية وتأثروا بالقيم الاجتماعية والأخلاقية، إلا أنهم ظلوا يهودًا ملتزمين بديانتهم، فأقاموا معبدًا وناديا اجتماعيا وأخذوا يتصاهرون في إطار جاليتهم، وتكاثروا حتي بات لديهم مقبرتان في الخرطوم وأم درمان. واستمر حالهم علي هذا المنوال حتي تفجر الصراع العربي الإسرائيلي وأعلن الكيان الصهيوني دولته عام 1948، فحدث تحول واضح في شعور العرب والمسلمين تجاه اليهود المقيمين ببلدانهم وإن لم يرق إلي مستوي المضايقات السافرة حتي وقع العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، وأخذت الجاليات اليهودية في الدول العربية بما في ذلك السودان ترتب أوضاعها وفق رؤي جديدة فأخذوا يتسللون إلي إسرائيل والدول الأوروبية والولايات المتحدة. وفي السودان ربما يكونون تباطأوا قليلاً إلا أنهم أخذوا يغادرون عائلات وفرادي عبر مصر وإريتريا حتي منتصف الستينيات من القرن الماضي. (أطفال يعقوب في بقعة المهدي مكي أبو قرجة أبو ظبي: 2004 ، 152 صفحة ) المسيحيـــة
    المسيحية
    أول ديانة سماويه دخلت شمال و اواسط السودان .و يرجع دخول المسيحية للسودان الي حوالي منتصف القرن السادس الميلادي عندما قامت ممالك في شمال و اواسط السودان اتخذت من المسيحية ديانة رسمية لها. تشير كتب التاريخ الي قيام ثلاث ممالك مسيحيه في السودان :
    مملكة نوباتيا (543م) و عاصمتها فرس.
    مملكة المقرة و (569م) عاصمتها دنقلا الغجوز.
    مملكة علوه(580م) و عاصمتها سوبا. و قد كانت الكنيسة الارثوذكسية بالسودان تابعه للبطريركيه الارثوذكسيه في الاسكندرية بمصر ، و كانت تستخدم اللغه القبطيه و اليونانيه ، فضلا عن اللغه المرويه . و حولت الهياكل الوثنية السائده وقتئذ الي كنائس، ثم شيدت الاديره للرهبان. في العام 1323م اندمجت مملكتا المقرة و نوباتيا في مملكة واحده وفيما بين عامي 641 – 645م فتح المسلمون بلاد النوبه بقيادة عبد الله بن ابي السرح و انتهي الأمر بعقد الصلح بين الطرفين فيما عرف باتفاقية البقط . و في عهد الملك مرقوبوس ملك النوبة الارثوذكسي ، دخل المسلمون بلاد النوبة و صاهروا ملوكهم فكانت تلك بدايات التمازج بين النوبة و العرب .
    نبذه عن الكنائس في السودان
    الكنيسه القبطيه الارثوذكسيه:- تحتوي الكنيسة القبطية الارثوذكسيه بالسودان علي مطرانيتين الأولي بالخرطوم (الخرطوم و جنوب السودان و اوغندا) و الثانية توجد بأم درمان . و شمال السودان .
    الكنيسة الكاثوليكية:- يبلغ عدد الكنائس الكاثوليكية في مختلف ولايات السودان 372 كنيسة ثابتة بالاضافه إلي 272 كنيسة عشوائية
    الكنيسة المشيخيه الانجيليه:- تمتلك الكنيسة الانجيليه عدد 39 كنيسة ثابتة ، 266 كنيسة عشوائية .
    الكنيسة الاسقفيه:- تمتلك الكنيسة الاسقفيه عدد 4 كنائس ثابتة بولاية الخرطوم ، 100 كنيسة عشوائية.
    الكنيسة اليونانية الارثوذكسيه:- تعتبر من الكنائس القديمة ، و مقرها بالخرطوم ،شارع الجمهورية و لها كنائس فرعيه.
    الكنيسة الاثيوبيه الارثوذكسيه بالسودان:- وضع حجر أساسها الإمبراطور السابق هيلا سلاسلي وكان ذلك في عام 1960م.
    الكنيسة ألاريتريه الارثوذكسيه:- تأسست عام 1983م في منزل تم استئجاره بحي الطائف بالخرطوم.
    كنيسة سيده البشارة للروم الملكيين الكاثوليك:- تأسست في امدرمان حوالي 1800م ثم أسس فروعها بالخرطوم عام 1910م إبان الحكم الثنائي.
    كنسية الأرمن الارثوذكسيه بالخرطوم                                                                                           :- كليه النيل اللاهوتية:- تأسست في عام 1988م في الخرطوم بحري وذلك بغرض تخريج القساوسة والمعلمين لتدريس ألتربيه المسيحية ، وترعاها الكنيسة المسيحية الانجليزيه بالسودان.
    وغير هذه الديانات السماوية يوجد أيضا ديانات أخرى في السودان فقبيلة الدينكا كمثال لها دينها الخاص وهي تؤمن بإله يسمونه ( نيالج ) أي الإله الأوحد و نجد في السودان الكثير من العتقدات الدينية عند بعض القبائل حتى أنه يوجد كما درسنا أحد معلمي التاريخ قبائل لا دينية في السودان
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    mahomed_hafez

    مُساهمة الخميس سبتمبر 01, 2016 4:38 pm من طرف mahomed_hafez

    تاريخ السودان الحديث (منذ 1956)
    الدين في السودان 220px-Religion_distribution_Africa_crop

    التقسيم الجغرافي بين غالبية الأديان الإسلام والمسيحية في أفريقيا المعاصرة وهو يترواح بين أكثر أو أقل على طول الحافة الجنوبية من الساحل.
    الدين في السودان 220px-WestAfrica1625
    الممالك الساحلية الغربية في القرن السابع عشر17
    الدين في السودان 220px-CentralEastAfrica1750
    ممالك الوسط والساحل الشرقية في القرن الثامن عشر 18
    دخل الاسلام الى السودان على انقاض ممالك مسيحية منقسمة لم تستطع توحيد نفسها رغم اشتراكها في دين واحد، وهذا ما اضعفها وسهّل سقوطها ولم تصمد المسيحية أمام دينامية الفاتحين والمهاجرين المسلمين المتدفقين من شبه الجزيرة العربية منطلقين الى العالم كله.                                                      ومن بين المواضع التي قصدتها العناصر الإسلامية، شمال افريقيا وبالذات مصر ومنها كان التدفق الاسلامي الهائل نحو بلاد النوبة. فقد بدأ احتكاك وتفاعل مباشران، بعد دخول عبد الله بن أبي السرح الى مصر.
    العرب
    ومن الثابت أن السودان الشرقي قد عرف الهجرات العربية منذ فترة بعيدة قبل الاسلام. فقد نزحت بعض المجموعات بسبب الصراعات القبلية أو شح الغذاء، وعبرت هذه القبائل البحر الأحمر مباشرة أو أتت من الشمال عن طريق مصر، أو من الساحل الشمالي لإفريقيا. وفي هذا الاثناء، جاءت قبائل بني هلال وبني سليم وجهينة وربيعة والجعافرة وقبائل مغربية من البربر. ويرى بعض المؤرخين أن بلاد البجا قد عرفت مبكرا قبل الإسلام هجرة الحضارمة، ثم تحولوا الى الاسلام، واطلق عليهم البجا اسم الحدراب.[4]
    تفاعل بلاد النوبة مع الهجرات العربية العربية السابقة للاسلام
    وتفاعلت بلاد النوبة ايجابيا مع الهجرات العربية السابقة للاسلام، لذلك كان من السهل على القبائل والمجموعات العربية المسلمة لاحقا، أن تجد طريقها الى الممالك النوبية المسيحية منذ القرن السابع الميلادي. ومثال ذلك إن المجموعة التي تسمى: المجموعة الجعلية أو المجموعة الجعلية-الدنقلاوية، والتي سكنت السودان الشمالي، كان أثرها أقوي وأشد مقارنة بالمجموعة الجهينية الاكثر عددا. فقد تمكنت هذه المجموعة من التمازج مع السكان المحليين ونشرت الإسلام والعربية الى حد كبير. ومن المعلوم أن الإسلام لم يدخل السودان من خلال غزوات والفتح العسكري، لذلك كانت عملية التحول الى الدين الإسلامي بطيئة للغاية. كما كان التدين بسيطا أقرب الى القدوة والتقليد منه الى الفكر والمعرفة العميقة.
    وظلت العلاقات بين بلاد النوبة والمسلمين في مصر متوترة باستمرار. وقد تميزت بالمناوشات وتهديد الحدود، وخطوط تجارة القوافل، خاصة بعد أن فتح المسلمون مصر على يد عمرو بن العاص عام 20هـ/641م، في عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه. وتواصلت محاولات اخضاع بلاد النوبة، فقد ذكرت المراجع العربية الوسيطة، أن عمرو بن العاص بعث عقبة بن نافع الفهري، وكان نافع أخا العاص لامه. فدخلت خيول المسلمين أرض النوبة، ويقول البلاذري: «فلقي المسلمون بالنوبة قتالا شديدا. لقد لاقوهم فرشقوهم بالنبل حتى جرح عامتهم، فانصرفوا بجراحات كثيرة وحدق مفقوءة، فسموا«أي النوبة»رماة الحدق». ولم تكن المعركة حاسمة، لذلك عاد النوبيون بعد فترة وجيزة الى الاغارة على الحدود والقوافل، وانتهت الهدنة القصيرة. اما عبد الله بن سعد بن ابي السرح، فقد استهل عهده بحملتين عاميّ 20 ــ 21هـ /641م و30 ــ 31هـ /651م. فقد قرر أن يضع حدا لتهديدات النوبة، فجرد جيوشه الى النوبة ووصل الى دنقلا وحاصرها ورماها بالمنجنيق الذي أفزع النوبيين، فطلب الملك قليدروت الصلح. وبالفعل تم توقيع اتفاقية البقط.
    اتفاقية البقط
    وهي كما يقول ابن الحكم، هدنة امان لا عهد ولا ميثاق. وهي في حقيقتها أقرب الى معاهدة تجارية وسياسية بين مصر الاسلامية ومملكة دنقلا المسيحية، أو مجرد معاهدة حسن جوار تضمن حرية الحركة والتجارة بين البلدين. وهي تختلف عن كل اشكال المعاهدات الاخرى التي عقدت بين المسلمين وغير المسلمين. وقد جاء في نص اتفاقية البقط ما يلي:
    (أنكم معاشر النوبة آمنين بأمان الله وأمان رسوله  ألا نحاربكم ولا ننصب لكم حربا ولا نغزوكم ما أقمتم على الشرائط التي بيننا وبينكم على أن تدخلوا بلدنا مجتازين غير مقيمين فيه. وندخل بلدكم مجتازين غير مقيمين فيه. وعليكم حفظ من نزل بلدكم أو يطرقه من مسلم أو معاهد حتى يخرج عنكم . وأن عليكم رد كل آبق «هارب» خرج اليكم من عبيد المسلمين حتى تردوه الى أرض الاسلام. ولا تستولوا عليه ولا تمنعوا منه. ولا تتعرضوا لمسلم قصده وجاوره الى أن ينصرف عنه. وعليكم حفظ المسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم. ولا تمنعوا منه مصليا. وعليكم كنسه واسراجه وتكرمته. وعليكم في كل سنة ثلثمائة وستون رأسا تدفعونها الى امام المسلمين من أوسط رقيق بلادكم غير المعيب يكون فيها ذكران وإناث ليس فيها شيخ هرم ولا عجوز ولا طفل لم يبلغ الحلم. تدفعون ذلك الى والي اسوان«. . . .» فإن أنتم آويتهم عبدا لمسلم أو قتلتم مسلما أو معاهدا أو تعرضتم للمسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم بهدم أو منعتم شيئا من الثلثمائة رأس والستين رأسا فقد برئت منكم هذه الهدنة والأمان، وعدنا نحن وانتم على سواء حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين).
    ومن الملاحظ أن المسلمين لم يلتزموا بدفع أي شيء للنوبيين في المقابل. ولكن جرى العرف على ان يقوم المسلمون بإرسال كمية من الحبوب والملابس الى النوبيين. وهذا نتيجة اقتناع عبد الله بن سعد بحاجتهم اليها لفقر بلادهم، فصار هذا التقليد رسما اتبعه كل من جاء بعده من ولاة المسلمين. ويرى في عدم التزام المسلمين بدفع شئ رسميا ما يوحي بادعاء نوع من السيادة في بلاد النوبة، من وجهة نظر اسلامية. كما لم يلتزم المسلمون بالدفاع عن النوبيين اذا هاجمهم عدو خارجي. وهذا شكل مختلف تماما عن المعاهدات التي أبرمها في البلدان التي فتحت عنوة. ويرجع بعض المؤرخين ذلك العهد المختلف الى فقر البلاد وسوء حالتها الاقتصادية. كما أن المسلمين لم يروا بأسا في مجاورة دولة مسيحية ليست ذات خطر، خاصة ان المسلمين قد واجهوا في المراحل الاولى للتوسع الاسلامي مشاكل كثيرة داخلية وخارجية، رغم أن المادة الخاصة برعاية المسجد الموجود في المنطقة والاجراءات المنظمة للنشاط الاقتصادي، قد مهدت لاحقا بانتشار الموجات المهاجرة من رأوا ضرورة التفرغ لها وعدم تشتيت الجهود.  
    منطقة البجا
    لم يتضمن البقط منطقة البجا، اذ لم يرد عنهم نص في المعاهدة. ويبدو أن عبد الله بن سعد لم يعطهم اي اعتبار ــ كما يقول بعض المؤرخين مثل ابن عبد الحكم ــ لأنهم لم يمثلوا خطرا على المسلمين. ولكن البجا أغاروا على صعيد مصر حوالي عام 725م، فصالحهم ابن الحبحباب وكتب لهم عقدا خاصا. وقد نص العقد على أن يدفعوا ثلثمائة من الابل الصغيرة، وعلى أن يجتازوا الريف تجارا غير مقيمين، والا يقتلوا مسلما أو ذميا وألا يأووا عبيد المسلمين، ويظل وكيلهم في الريف، رهينة في يد المسلمين. ولكن البجة عاودوا مهاجمة المسلمين وأغاروا على قوافلهم من جديد في منطقة أسوان. لذلك جرد عليهم الخليفة المأمون حملة بقيادة عبد الله بن الجهم سنة 841م، انتهت بعهد جديد مع رئيسهم كنون بن عبد العزيز، ومن أهم شروطه:
    أن تكون بلاد البجة من حد أسوان الى حد مبين دهلك «مصوع» وباضع «جزيرة الريح» ملكا للخليفة، وأن كنون بن عبد العزيز وأهل بلده عبيد لأمير المؤمنين، على ان يبقى كنون ملكا عليهم. وأن يؤدي ملك البجة الخراج كل عام مائة من الابل أو300 دينار لبيت المال.
    أن يحترم البجة الإسلام ولا يذكروه بسوء، وألا يقتلوا مسلما أو ذميا حرا أو عبدا في أرض البجة أو في مصر أو النوبة، وألا يعينوا أحدا على المسلمين.
    ألا يهدموا شيئاً من المساجد التي ابتناها المسلمون بصيحة وهجر.
    وعلى كنون أن يدخل عمال أمير المؤمنين بلاد البجة لقبض صدقات من أسلم من البجة.
    وهذا عقد مختلف عن البقط الذي أبرم مع النوبة، اذ يلاحظ أن بلاد البجة حتى مصوع صارت جزءا من الدولة الإسلامية، وطبق عليها شروط البلاد المفتوحة، بدليل فرض الخراج. وفي العقد ما يدل على وجود مسلمين في المنطقة مثل شرط عدم التعرض للمسلمين بأذى، وجمع الصدقات من المسلمين، ثم شرط حفظ المساجد القائمة. وهذا يعني دخول جماعات إسلامية لأسباب مختلفة وبطرق شتى الى بلاد البجة. وظلت علاقة النوبيين مع المسلمين متوترة باستمرار مما أثّر على استقرار وتطور بلاد النوبة، فقد لعبت اتفاقية البقط دوراً مهماً في استمرار التنازع والتوتر.
    ومن الواضح أن اتفاقية البقط لم تحقق سلما دائما بين النوبيين والمسلمين، ولكن مع ذلك تمسكت بها كل الاسر الحاكمة وظلت سائدة قرابة سبعة قرون. ويبدو ان اتفاقا ضمنيا ومعلنا بين الطرفين ثبّت مبدأ الدفع، وإن ظهر أحيانا خلاف حول الفترة: هل كل عام أم كل ثلاث سنوات أم مرة واحدة فقط؟ ولكن تفسير المسلمين رأى فيها التزاما ابديا لا يسقط عن النوبيين ابدا.
    وتقول المصادر أنها قد نفذت كاملة في عهد ولاة مصر من قبل الخليفتين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وفي عهد الخلفاء الامويين والعباسيين. ولكن في عهد الخليفة المهدي وفي عهد المعتصم الخليفة قبل الاخير في العصر العباسي الاول «833 ــ 842»، حصل النوبيون على استثناء يقضي على أن يؤدي البقط كل ثلاث سنوات حسب ادعاء النوبيين. وقد حدثت بعض الانقطاعات في عهد المأمون «813 ــ833» حيث توترت العلاقات لمدة أربع عشرة سنة من العداء. واعقبت ذلك حروب انتقامية، مثل حملة عام 855 في ايام الخليفة المتوكل اول خلفاء العصر العباسي الثاني. وحملة عام 951م في أيام المطيع لله الخليفة الرابع عشر في العصر العباسي الثاني «946 ــ 974»، عندما كان الاخشيديون يحكمون مصر. وبعد عهد المتوكل «847 ــ 861» لم يعد حكام مصر يختارون من العرب بل من الاتراك المنافسين للعرب وفقد العرب نفوذهم، وكان من نتائج ذلك تأسيس الدولة الطولونية علي يد أحمد بن طولون، والذي أعد حملة سنة 868م بقيادة العمري. والذي يقول عنه «مسعد» انه أحد رواد الثقافة الاسلامية الاول الذين يدين لهم النوبة والبجة بالاسلام. ولكن في مصر «وصلته أنباء مناجم الذهب بالنوبة والعلاقي فسال لعابه، وهكذا تحول رجل الدين الى مغامر كبير. واجتمع اليه كثير من طلاب المعدن، وسار على رأسهم نحو بلاد النوبة وأرض البجة». وهذا مثال لغياب علماء محترفين ومتفرغين لتعليم اصول الدين الاسلامي للسودانيين. خاصة أن الاسرة الحاكمة اللاحقة لم تنشغل قصدا بنشر الإسلام والفقه الاسلامي المجمع عليه.
    واستقل الاخشيديون بحكم مصر خلال الفترة من935م حتى 969م، واستمروا بنفس حماس سابقيهم في جباية رقيق البقط، وقد سيروا عددا من الغزوات على النوبة الذين شعروا بضعف الدولة الإسلامية في الشمال فتمردوا عليها عدة مرات ورفضوا دفع البقط. ومن أشهر هبات النوبيين، قيامهم بالإغارة على الواحة الخارجة عام 951م واتبعوها بحملة أخرى على أسوان عام 956م حيث قتل ملك النوبة جمعا من المسلمين. وسيَّر الاخشيديون في العام التالي حملة بقيادة محمد بن عبد الّله الخازن على عسكر مصر، والذي هزم النوبيين وتقدم حتى ابريم وسبى كثيرا من اهلها وقدم بهم الى مصر. ويعلق «مسعد» على هذا الوضع: «بيد أن هذه الهزيمة لم تضع حدا لهجمات النوبيين على حدود مصر من ناحية الجنوب فتجددت إغاراتهم على صعيد مصر زمن كافور، وتقدموا شمالا حتى ادفو منتهزين فرصة اضطراب الأحوال في مصر، وقيام المجاعة فيها بسبب انخفاض مياه النيل وتعرضها من الشرق لتهديد القرامطة. وليس من المستبعد أن تكون هذه الاغارات النوبية نتيجة لدعاية فاطمية واسعة، الغرض منها اضعاف الادارة المصرية وشغلها في أكثر من جهة حتى لا تركز جهودها ضد الزحف الفاطمي من الغرب».
    ويرى كثير من المؤرخين أن عهد الفاطميين في مصر «969ــ 1171م» كان أقل توترا في علاقة المسلمين والنوبيين، رغم استمرار الفاطميين في المطالبة بدفع البقط. فلما أتم جوهر الصقلي قائد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي فتح مصر؛ أرسل أحمد بن سليم الاسواني الى جورج الثاني ملك النوبة، مطالبا بالبقط على أساس أن الفاطميين هم الآن حكام مصر. واستجاب ملك النوبة، فقد كان يعرف قوة وقدرة الفاطميين. وجاء في بعض المصادر أن جوهرا دعا الملك جورج الى اعتناق الاسلام ولكنه لم يستجب للدعوة. وهذه مسألة واردة بسبب حماس الفاطميين للدعوة والتوسع والترويج للمذهب الشيعي في هذه المناطق. ورغم ذلك، استمرت العلاقة ودية بين الطرفين، لأن الفاطميين لم يروا خطرا حقيقيا في وجود دولة مسيحية على حدودهم الجنوبية. يضاف الى ذلك، أن الفاطميين اقاموا بصورة دائمة في ثغر اسوان من جهة الشلال الاول. وشهدت هذه الفترة ميلاد امارة عربية قوية اتخذت مدينة أسوان مركزا لها، وامتد نفوذها جنوبا في أرض مريس، وأنشأ هذه الامارة زعيم من عرب ربيعة. ورغم نشوب النزاع بين بطون ربيعة، إلا أن هذه العشيرة كونت طبقة حاكمة خضع لها النوبيون في مريس بعد زوال السلطان الفعلي لملك النوبة المسيحي، وتحول معظم السكان الى الاسلام
    الفونج
    تقول الروايات اصل الفونج . و هم كبقية معظم سكان السودان الاوسط و الشمالي يرجعون باصولهم الى العرب و الى بني امية بالذات . و المصادر العربية تذكر ان بعضا من امراء بني امية هربوا من مصر الى بلاد النوبة و البجة عندما خر صريعا في مصر مروان بن محمد آخر خليفة لهم حوالى اوائل القرن السادس عشر الميلادى وفى فترة الغموض و قلة المصادر عن أخريات مملكة علوة أو العنج كما يسمونها في السودان ظهرت دولة اسلامية يرأسها الملك عمارة دونقس من مجموعة تدعى الفونج . و بالرغم من ان هذه الحقبة من تاريخ السودان قريبة منا نسبيا فان مصادرها قليلة و مشوشة و العهد الذي سبقها في علوة المسيحية كان أشد غموضا . ثار جدل لم ينته بعد حول أصل الفونج و من أي موطن دخلوا السودان و في أي وقت دخلوا في حلف مع العبدلاب , و مملكة سوبا التي قامت على أنقاضها دولة الفونج لم يتضح لنا على وجه التحديد هل كانت نهايتها تدريجية أم كانت بهجوم على عاصمتها سوبا و تخريبها على حسب الروايات , و الروايات الوطنية تفقد أحيانا الحاسة الزمنية مما يجعل مهمة الباجث بالغة الصعوبة و مع ذلك فلا بد لنا من الأعتماد على مصادر مكتوبة و مدونة عندما نبدأ قصة التأسيس الأول كدولة الفونج , ز هنا يبرز لنا مصدران رئيسيان في هذا الصدد أولهما مخطوطة للشيخ أحمد كاتب الشونة الذي عاصر أواخر عهد الفونج و أوائل عهد الحكم التركي المصري و عمل حينا في شونة الخرطوم , و لذلك سمي بكاتب الشونة , و مخطوطته تسرد تاريخ الفونج منذ تأسيسها و تذكر عن ملوكها الأوائل نبذا قصيرة و لكن عندما تمتد القصة الى عهد تزدحم الحوادث و يطيل في سردها ,
    mahomed_hafez

    مُساهمة الخميس سبتمبر 01, 2016 4:44 pm من طرف mahomed_hafez

    المسيحية في السودان
    الدين في السودان 220px-Sudan_Farras_fresco_of_cathedral_22dez2005
    جداريّة تصور ميلاد يسوع في النوبة.
    كانت السودان دولة ذات أغلبية مسيحية حتى وصول الإسلام في القرن السابع والثامن. واصل النوبيين المسيحيين من أتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قي تكوين جزء كبير من التركيبة السكانيّة في البلاد حتى القرن التاسع عشر، عندما اضطر معظمهم اعتناق الإسلام في ظل الثورة المهدية (1881-1898). بعد إنفصال جنوب السودان في عام 2011 إنخفضت نسبة وعدد المسيحيين في السودان، الآن نسبة المسيحيين في السودان 1.5% من السكان.
    الطوائف المسيحية
    الدين في السودان 220px-St._Matthew%27s_Catholic_Cathedral_%28Khartoum%29_001
    كاتدرائية القديس متى في الخرطوم.
    تأثير الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تزال موجودة بشكل هامشي في السودان، مع مئات الآلاف من الأتباع المتبقيين. في عام 2011، انفصلت المناطق ذات الأغلبية المسيحية في جنوب السودان لتشكيل دولة جديدة. المسيحيين في جبال النوبة، وهي المنطقة تحوي أغلب الثروة المعدنية في البلاد، يتعرضون للإضطهاد. وقد وصفت العمليات العسكرية والحكومية السودانية ضد شعب النوبة بالتطهير العرقي.      
    مساهمة الاقباط في الحياة السياسية في السودان واضحة وجلية، تولى الأقباط عادة وظائف الصرافة والحسابات. عدد بلا حصر عملوا داخل الخدمة المدنية. كثيرون عملوا في هيئة السكك الحديدية. عمل الأقباط أيضًا في التجارة. كما هناك حضور صغير من الأرمن في السودان يتبغ أغلبيتهم كنيسة الأرمن الأرثوذكس يعمل الكثير منهم كتجار وأطباء ومهندسين.
    هناك ما يقرب من 1.1 مليون من الكاثوليك في السودان  وتدير الكنيسة الرومانية الكاثوليكية شكبة واسعة من المدارس تعتبر من مدارس النخبة أبرزها مدارس كومبوني التي أسسها الراهب كمبوني.
    mahomed_hafez

    مُساهمة الخميس سبتمبر 01, 2016 5:04 pm من طرف mahomed_hafez

    الدين في السودان 6c8e1e3e61b93158e219ad28bc3989749c5e3e68


    أقباط سودانيون يصلون في كنيسة الشهيدين بالخرطوم

    بوابة كنيسة الشهيدين في الخرطوم مفتوحة على مصراعيها، أول من رأيت من مجموعة الجالسين بفنائها كاهن الكنيسة بردائه الأسود المميز.

    كان القمص فيلوساوث فرج يجلس بشكل غير متكلف مع ثلاثة آخرين يتجاذبون أطراف الحديث وليس على الباب أي حرس يسأل الداخلين أو تعزيزات أمنية تحمي الموقع المقدس.

    المشهد ربما يكون غريباً على كنيسة قبطية  لكنه أكثر من عادي في السودان. فأقباط البلاد يعيشون تجربة مختلفة في تفاصيلها لم تسفر حتى اليوم عن اعتداء على كنيسة أو استهداف لأحد أبناء الطائفة؛ فما هو السبب يا ترى؟
    أجابني القمص فرج بأن السبب يعود إلى مساحات الود والوئام الممتدة بين المسيحية والإسلام في السودان.

    لكن القارئ للتاريخ القديم والحديث سرعان ما يكتشف بأن هذه المساحات ضاقت أكثر من مرة، أولها في القرن التاسع عشر عندما بسطت الدولة المهدية نفوذها في ربوع السودان كدولة إسلامية وطالبت المسحيين، ابتداء من الأقباط في داخلها وانتهاء بالملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا، باعتناق الإسلام.

    الملكة فيكتوريا لم تكترث للدعوة التي بعثها لها الخليفة عبد الله التعايشي، ربما لأنها لم تكن تحت إمرة الدولة المهدية، لكن أقباط البلاد في ذلك الحين لم يكن لديهم حل سوى الإذعان لرغبة حاكمهم أو الهجرة أو الموت.

    اضطر الكثير منهم لاعتناق الإسلام صيانة لحياتهم ومصالحهم وتزوج بعضهم من مسلمي المهدية حتى مالت بشرة هؤلاء إلى السمرة وقربت ملامحهم من السحنة الإفريقية.

    كان مركزهم الرئيسي في مدينة أمدرمان وأُطلق على الحي الذي تمركزوا فيه بحثاً عن الاحتماء بعضهم ببعض بـ"المسالمة". غير أن دخول الاحتلال الثنائي الإنجليزي المصري للبلاد في نهاية القرن التاسع عشر جعلهم يتنفسون الصعداء ويعودوا إلى ديانتهم الأصلية التي حُرموا منها لسنين عدة.

    وفي حينها أصبحوا هم من الصفوة المقربة للحاكم في الدوائر الرسمية تاركين بصمتهم في الصيرفة والإدارة والتعليم.

    ضيق المساحات

    أما ضيق المساحات الآخر الذي تعرضوا له فكان مع تولي ثورة الإنقاذ للسلطة بالسودان عام 1989 حيث يعتبر الباحث في شؤون الأقباط الدكتور نصري مرقص أنها أقسى الفترات التي مرت على الأقباط في التاريخ الحديث حيث فقدت الطائفة عشرات الآلاف من أبنائها الذين آثروا بيع أملاكهم والرحيل بصمت ليحل بهم الرحال في أنحاء أوروبا الغربية وأمريكا وأستراليا وكندا.

    "ليست لدينا قوات ضاربة ولا نحمل السلاح" هكذا علق الأب فيلوساوث فرج على ركون الأسر القبطية للانسحاب من أرض الأجداد عندما ضاق بهم الحال.

    السبب في رأيه يعود إلى الشريعة الإسلامية التي أعلنها البشير في ذلك الوقت قانوناً لبلاد يدين جزء كبير من أبنائها بالجنوب والشمال بالمسيحية.

    غير أن الأقباط "المسالمين" كما وصفهم كاهنهم لم يتخذوا من السلاح وسيلة لهم في المطالبة بحريتهم كما فعل الجنوبيون الذين يدلون بأصواتهم الآن لتفرير مصيرهم. لعل هذا ما جعل تعداد الأقباط بداخل السودان يتقلص ليقل بشكل ملحوظ عن تلك التجمعات الموجودة خارج الحدود.

    بوادر القلق تبدو جلية على وجوه من تحدثت إليهم من أقباط هم الأغلبية الساحقة لمسحيي شمال السودان. فالحريات التي كفلتها اتفاقية السلام الشامل لغير المسلمين بالسودان ربما ذهبت أدراج الرياح عند انفصال الجنوب عن الشمال.

    قلق

    وقد وصل هذا القلق أوجه عندما حذر الرئيس البشير في خطابه بمدينة القضارف بشرق السودان من أن الجنوب إذا ما قرر الانفصال فإن لا دين سيسود في الشمال سوى الإسلام ولا دستور سوى الشريعة.

    مها، عضو مجلس إدارة النادي القبطي بالخرطوم قالت لي إنها غير قلقة على مستقبل الأقباط إذا ما قرر الجنوب الانفصال إذ إنها كقبطية لم تُضر قط أو تشعر في يوم بالتضييق عليها كمسيحية. وتضيف: "كل ما أتمناه هو أن أعامل بشكل يحترم إنسانيتي". وعندما سألتها عن شعورها تجاه إيقاف رجال الأمن لحفل عيد الميلاد بالنادي أجابتني بأن المسلمين أيضاً أوقفت حفلاتهم: "أنا لست أفضل منهم".

    ليلة عيد الميلاد
    عدت إلى كنيسة الشهيدين في ليلة عيد الميلاد لتسجيل القداس؛ حشود كبيرة من الأسر والأفراد قصدت الكنيسة لأداء الصلوات طلباً لرحمة من رحلوا في حادث كنيسة الإسكندرية وأملاً في مستقبل أفضل في أيام مفصلية في تاريخ البلاد.

    أقباط السودان الذين يقدّر الأب فرج تعدادهم بثلاثة ملايين خارج السودان وداخله يترقبون كما يترقب كل أبناء الشعب السوداني ما ستفضي له نتيجة استفتاء الجنوب.

    كاهن كنيسة الشهيدين لا يرى داعيا لقلق الأقباط لأن الشريعة حتى وإن طُبّقت فهي ستطبق على المسلمين "وليس علينا، فمساحات الود ما زال بها متسع".

    لكن الدكتور نصري مرقص غير مستبشر بالخطاب السياسي الذي وصفه بأنه حاد في ما يتعلق بالديانات الأخرى وحذر من أن استمرار النبرة العالية قد يزج بآلالاف من أبناء الطائفة القبطية إلى الخارج من جديد.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت يوليو 27, 2024 11:40 am