الاستاذ الدكتور علي مصطفى مشرفة
علي مصطفى مشرفة باشا (22 صفر 1316 هـ / 11 يوليو 1898- 15 يناير 1950 م) عالم فيزياء نظرية مصري ،ولد في دمياط، يلقب بأينشتاين العرب لانه ناقش بعض أبحاثه مع ألبرت أينشتاين، تخرج في مدرسة المعلمين العليا 1917، وحصل علي دكتوراه فلسفة العلوم Ph.D من جامعة لندن 1923 ثم كان أول مصري يحصل على درجة دكتوراة العلوم D.Sc من إنجلترا من جامعة لندن 1924، عُين أستاذ للرياضيات في مدرسة المعلمين العليا ثم للرياضيات التطبيقية في كلية العلوم 1926. مُنح لقب أستاذ من جامعة القاهرة وهو دون الثلاثين من عمره. انتخب في عام 1936 عميداً لكلية العلوم، فأصبح بذلك أول عميد مصري لها. حصل على لقب البشاوية من الملك فاروق. تتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر، ومن بينهم سميرة موسى.
نشأته وتعلمه
ولد علي مصطفى مشرفة في 11 يوليو 1898 في مدينة دمياط بمصر، وكان الابن الأكبر لمصطفى مشرفة أحد وجهاء تلك المدينة وأثريائها، ومن المتمكنين في علوم الدين المتأثرين بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده العقلانية في فهم الإسلام ومحاربة البدع والخرافات، وكان من المجتهدين في الدين وله أتباع ومريدون سموه (صاحب المذهب الخامس).
علي مصطفى مشرفة
تلقى علي دروسه الأولى على يد والدتة ثم في مدرسة "أحمد الكتبي"، وكان دائماً من الأوائل في الدراسة، ولكن طفولته خلت من كل مباهجها حيث يقول عن ذلك: (لقد كنت أفني وأنا طفل لكي أكون في المقدمة، فخلت طفولتي من كل بهيج. ولقد تعلمت في تلك السن أن اللعب مضيعة للوقت - كما كانت تقول والدته -، تعلمت الوقار والسكون في سن اللهو والمرح، حتى الجري كنت أعتبره خروجاً عن الوقار).
توفي والده في 8 يناير 1910[2]، بعد أن فقد ثروته في مضاربات القطن عام 1907 وخسر أرضه وماله وحتى منزله. وبموت الأب صار الابن علي -الذي لم يكن قد تجاوز الثانية عشرة من عمره- عميدًا لأسرته المكونة من أمه إخوته نفيسة ومصطفى وعطية وحسن، وانتقلت الأسرة إلى القاهرة مع جدتهم لأمهم، حيث استأجروا شقة في حي محيي بك بعابدين[3].
بينما التحق علي بـمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية التي أمضى فيها سنة في القسم الداخلي المجاني انتقل بعدها إلى المدرسة السعيدية في القاهرة وبالمجان أيضاً لتفوقه الدراسي، فحصل منها على القسم الأول من الشهادة الثانوية (الكفاءة) عام 1912، وعلى القسم الثاني (البكالوريا) عام 1914، وكان ترتيبه الثاني على القطر المصري كله وله من العمر ستة عشر عاماً، وهو حدث فريد في عالم التربية والتعليم في مصر يومئذ. وأهلّه هذا التفوق -لاسيما في المواد العلمية- للإلتحاق بأي مدرسة عليا يختارها مثل الطب أو الهندسة، لكنه فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا، حيث تخرج منها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولى، فاختارته وزارة المعارف العمومية إلى بعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها.
تعليمه العالي خارج مصر
بدأت مرحلة جديدة من مسيرته العلمية بانتسابه في خريف 1917 إلى جامعة نوتنجهام الإنجليزية، التي حصل منها على شهادة البكالوريوس في الرياضيات خلال ثلاث سنوات بدلاً من أربع. وأثناء اشتعال ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول، كتب علي مشرفة إلى صديقه محمود فهمي النقراشي -أحد زعماء الثورة- يخبره فيها برغبته الرجوع إلى مصر للمشاركة في الثورة، وكان جواب النقراشي له: "نحن نحتاج إليك عالما أكثر مما نحتاج إليك ثائراً، أكمل دراستك ويمكنك أن تخدم مصر في جامعات إنجلترا أكثر مما تخدمها في شوارع مصر". و قد لفتت نتيجته نظر أساتذته الذين اقترحوا على وزارة المعارف المصرية أن يتابع مشرفة دراسته للعلوم في جامعة لندن، فاستجيب لطلبهم، والتحق عام 1920 بالكلية الملكية (بالإنجليزية: King's College London)، وحصل منها عام 1923 على الدكتوراه في فلسفة العلوم Ph.D بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلز توماس ويلسون Charles T. Wilson -الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1927- ، ثم حصل علي مشرفة عام 1924 م علي دكتوراه العلوم D.Sc من جامعة لندن وهي أعلي درجة علمية في العالم لم يتمكن من الحصول عليها سوى 11 عالماً في ذلك الوقت.
وظيفة أكاديمية
عاد إلى مصر بأمر من وزارة المعارف وعين مدرساً للرياضيات في كلية المعلمين العليا، ثم عندما حصل الدكتوراه في العلوم من إنجلترا -كان أول مصري يحصل عليها- ، وحين تم إفتتاح جامعة القاهرة عام 1925 عمل بها أستاذًا مشاركًا في الرياضيات التطبيقية في كلية العلوم لأنه كان تحت سن ال 30 -الحد الأدنى للسن المطلوب لتحقيق وظيفة أستاذ-، ثم منح درجة "أستاذ" عام 1926 رغم إعتراض قانون الجامعة على منحه اللقب لمن دون الثلاثين.
أعماله العلمية
أبحاثه
بدأت أبحاثه تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وكان لم يتجاوز 25 عاماً، حيث تم نشر أول بحثين له في عام 1922 وهم البحثين اللذان نال عليهما درجة دكتوراة فلسفة العلوم [6] وفي عام 1923م قدم د. مشرفة 7 أبحاث حول تطبيق فروض وقواعد ميكانيكا الكم على تأثير زيمان وتأثير شتارك ومن خلال تلك الأبحاث حصل على درجة دكتوراة العلوم D.Sc
مؤلفاته
كان الدكتور مشرفة من المؤمنين بأهمية دور العلم في تقدم الأمم، وذلك بانتشاره بين جميع طوائف الشعب حتى وإن لم يتخصصوا به، لذلك كان اهتمامه منصبا على وضع كتب تلخص وتشرح مبادئ تلك العلوم المعقدة للمواطن العادي البسيط، كي يتمكن من فهمها والتحاور فيها مثل أي من المواضيع الأخرى، وكان يذكر ذلك باستمرار في مقدمات كتبه، والتي كانت تشرح الألغاز العلمية المعقدة ببساطة ووضوح حتى يفهمها جميع الناس حتى من غير المتخصصين. وكان من أهم كتبه الآتي:
الميكانيكا العلمية والنظرية 1937
الهندسة الوصفية 1937
مطالعات علمية 1943
الهندسة المستوية والفراغية 1944
حساب المثلثات المستوية 1944
الذرة والقنابل الذرية 1945
العلم والحياة 1946
الهندسة وحساب المثلثات 1947
نحن والعلم 1945
النظرية النسبية الخاصة 1943
تلاميذه
كان من تلاميذه فهمي إبراهيم ميخائيل ومحمد مرسي أحمد وعطية عاشور وعفاف صبري وسميرة موسى ومحمود الشربيني
وفاته
توفي في 15 يناير 1950 م اثر أزمة قلبية، وهناك شك في كيفية وفاته فيعتقد أنه مات مسموماً، او أن أحد مندوبي الملك فاروق كان خلف وفاته، ويعتقد أيضا أنها أحدى عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي ولكن كتاب "دكتور علي مصطفى مشرفة: ثروة خسرها العالم" من تأليف شقيقه الدكتور عطية مشرفة ينفى تماماً هذه الأقاويل ويؤكد أنه مات على فراشه.
تكريمه
كتكريم له أنشأت حكومة المملكة المتحدة منحة تعليمية لدراسة الدكتوراة تحت اسم "منحة نيوتن-مشرفة للدكتوراة في المملكة المتحدة". قال عنه انشتاين تعليقا علي وفاته " انه لخسارة للعالم اجمع "
و قال الأستاذ الدكتور/ أديب عبدا لله : لقد كان لظهور مواهب مشرفة فى المجال العلمي أثر فى كفاحنا القومى ضد النفوذ الاجنبى فقد عجل ظهور مواهبه بتحرير الارادة المصرية فى مجال العلوم من السيطرة الاجنبية وكان الساسة فى كل بلد يتعلمون من مشرفة كيف يتم تحقيق الانتصار الضخم فى كل مجال من مجالات الحياة .
" وقدمت الإذاعة فى أمريكا د/ مشرفة على انه واحد من سبعة علماء فى العالم يعرفون اسرار الذرة .
وقد اطلق اسم د/ مشرفة على شارع فى القاهرة وهو شارع الذى كانت فيه الفيلا التى سكنها مشرفة حتى وفاته , واطلق اسمه على شارع فى الاسكندرية وعلى شارع فى دمياط كما اطلق اسمه على المدرج الاول فى كلية العلوم وعلى معمل قسم الرياضة بالكلية وعلى مدرسة اعدادية بمدينة دمياط ..كان لمشرفة فى النيل أمل عظيم وكان يدعو الى انشاء معهد علمي تجريبي لدراسة طبيعات النيل على ان يزود هذا المعهد بالمعامل اللازمة لإجراء التجارب العلمية والعملية
كان يدعو إلى استغلال مساقط النيل فى استخراج الطاقة الكهربية وكان يستحث الحكومة على السير قدما فى مشروع كهربة خزان أسوان
- نادى بتكوين المجمع المصري للثقافة العلمية ليكون على غرار " الجمعية البريطانية لتقدم العلوم " وكان د/ مشرفة واحداً من مؤسسي هذا المجمع وشارك بمحاضراته فى مؤتمره الأول في مارس 1930م .
أول من أسس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية فى السابع من فبراير 1936م واختير عضواً فى المجمع العلمي المصري وقام بتأسيس الأكاديمية المصرية للعلوم .
- اختير الدكتور مشرفة عضواً فى " المجمع العلمي المصري" من السادس من فبراير 1933 وكان اختياره عضواً فى شعبة الفيزياء والرياضة
- ظل الدكتور/ مشرفة طيلة حياته بعيدا عن الأحزاب رغم العروض والرجاءات المتكررة والصداقات المتينة مع زعماء تلك الأحزاب وكان يقول:
"اننى لن ابقي في اى حزب أكثر من يوم واحد وذلك انى لن اسكت عن خطأ وسيكون مصيرى الطرد من أول يوم" وكان الزعماء يعجبون لهذه المصداقية .
- شارك فى تأسيس اتحاد الجامعة وعمل على إرساء تقاليده وتنشيطه وظل عضوا بارزاً فى هذا الاتحاد إلى أن اختير وكيلا للاتحاد ثم تولى الرئاسة فجعل د/ مشرفة من الاتحاد برلمانا يضم الصفوة من الأساتذة والطلاب وضرب لهم المثل فى طريقة عرض المشروعات ومناقشتها فكان يعطى مؤيدي الرأي الفرصة للإدلاء بآرائهم ثم يعطى المعارضة حقها ثم يستخلص الأصوات للصالح العام .
- كان ينظم المناظرات فى رحاب الجامعة ويشارك فى هذه المناظرات وناظر الدكتور/ طه حسين / احمد امين والاستاذ/ محمد توفيق دياب والاستاذ / عباس العقاد
- تمتعت كلية العلوم في عصره بشهرة عالمية واسعة؛ حيث عني عناية تامة بالبحث العلمي وإمكاناته، فوفر كل الفرص المتاحة للباحثين الشباب لإتمام بحوثهم.. ووصل به الاهتمام إلى مراسلة أعضاء البعثات الخارجية..
- سمح لأول مرة بدخول الطلبة العرب الكلية؛ حيث كان يرى أن: "القيود القومية والفواصل الجنسية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة".
- - أنشأ قسمًا للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية.. كما حول الدراسة في الرياضة البحتية باللغة العربية.. صنف قاموسًا لمفردات الكلمات العلمية من الإنجليزية إلى العربية. - أرسى قواعد جامعية راقية.. حافظ فيها على استقلالها وأعطى للدرس حصانته وألغى الاستثناءات بكل صورها، وكان يقول: "إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق الذي يرتضيه ضميري". العلم للحياة
- "خير للكلية أن تخرج عالمًا واحدًا كاملاً.. من أن تخرج كثيرين أنصاف علماء" هكذا كان يؤمن الدكتور مشرفة، وكان كفاحه المتواصل من أجل خلق روح علمية خيرة.. - يقول في سلسلة محاضراته الإذاعية أحاديث العلماء
"هذه العقلية العلمية تعوزنا اليوم في معالجة كثير من أمورنا، وإنما تكمن الصعوبة في اكتسابها والدرج عليها.. فالعقلية العلمية تتميز بشيئين أساسيين: الخبرة المباشرة، والتفكير المنطقي الصحيح"
ولقد نادى بأفكاره هذه في كثير من مقالاته ومحاضراته في الإذاعة: مثل: كيف يحل العالم مشكلة الفقر؟ – العلم والأخلاق – العلم والمال – العلم والاقتصاد - العلم والاجتماع.. وغيرها.
- كان ينادي دائمًا أن على العلماء تبسيط كل جديد للمواطن العادي حتى يكون على إحاطة كاملة بما يحدث من تطور علمي.. يوجه كلامه إلى العلماء قائلاً:
- "ومن الأمور التي تؤخذ على العلماء أنهم لا يحسنون صناعة الكلام؛ ذلك أنهم يتوخون عادة الدقة في التعبير ويفضلون أن يبتعدوا عن طرائق البديع والبيان، إلا أن العلوم إذا فهمت على حقيقتها ليست في حاجة إلى ثوب من زخرف القول ليكسبها رونقًا؛ فالعلوم لها سحرها، وقصة العلم قصة رائعة تأخذ بمجامع القلوب؛ لأنها قصة واقعية حوادثها ليست من نسج الخيال".
فبسط الدكتور مشرفة كتبًا عديدة منها: النظرية النسبية - الذرة والقنابل - نحن والعلم - العلم والحياة.
- واهتم خاصة بمجال الذرة والإشعاع وكان يقول: "إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما تهمل الدفاع عن وطنها".
- - ثقافتنا في نظر الدكتور مشرفة هي الثقافة الأصلية التي لا بد أن نقف عندها طويلاً. ويرى أنه لا يزدهر حاضر أمة تهمل دراسة ماضيها، وأنه لا بد من الوقوف عند نوابغ الإسلام والعرب، ونكون أدرى الناس بها.. فساهم بذلك في إحياء الكتب القديمة وإظهارها للقارئ العربي مثل: كتاب الخوارزمي في الجبر والفارابي في الطب والحسن ابن الهيثم في الرياضة.. وغيرها.
-وآمن الدكتور مشرفة بأن "العلم في خدمة الإنسان دائمًا وأن خير وسيلة لاتقاء العدو أن تكون قادرًا على رده بمثله.. فالمقدرة العلمية والفنية قد صارتا كل شيء.. ولو أن الألمان توصلوا إلى صنع القنبلة الذرية قبل الحلفاء لتغيرت نتيجة الحرب.. وهو تنوير علمي للأمة يعتمد عليه المواطن المدني والحربي معًا".
علي مصطفى مشرفة باشا (22 صفر 1316 هـ / 11 يوليو 1898- 15 يناير 1950 م) عالم فيزياء نظرية مصري ،ولد في دمياط، يلقب بأينشتاين العرب لانه ناقش بعض أبحاثه مع ألبرت أينشتاين، تخرج في مدرسة المعلمين العليا 1917، وحصل علي دكتوراه فلسفة العلوم Ph.D من جامعة لندن 1923 ثم كان أول مصري يحصل على درجة دكتوراة العلوم D.Sc من إنجلترا من جامعة لندن 1924، عُين أستاذ للرياضيات في مدرسة المعلمين العليا ثم للرياضيات التطبيقية في كلية العلوم 1926. مُنح لقب أستاذ من جامعة القاهرة وهو دون الثلاثين من عمره. انتخب في عام 1936 عميداً لكلية العلوم، فأصبح بذلك أول عميد مصري لها. حصل على لقب البشاوية من الملك فاروق. تتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر، ومن بينهم سميرة موسى.
نشأته وتعلمه
ولد علي مصطفى مشرفة في 11 يوليو 1898 في مدينة دمياط بمصر، وكان الابن الأكبر لمصطفى مشرفة أحد وجهاء تلك المدينة وأثريائها، ومن المتمكنين في علوم الدين المتأثرين بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده العقلانية في فهم الإسلام ومحاربة البدع والخرافات، وكان من المجتهدين في الدين وله أتباع ومريدون سموه (صاحب المذهب الخامس).
علي مصطفى مشرفة
تلقى علي دروسه الأولى على يد والدتة ثم في مدرسة "أحمد الكتبي"، وكان دائماً من الأوائل في الدراسة، ولكن طفولته خلت من كل مباهجها حيث يقول عن ذلك: (لقد كنت أفني وأنا طفل لكي أكون في المقدمة، فخلت طفولتي من كل بهيج. ولقد تعلمت في تلك السن أن اللعب مضيعة للوقت - كما كانت تقول والدته -، تعلمت الوقار والسكون في سن اللهو والمرح، حتى الجري كنت أعتبره خروجاً عن الوقار).
توفي والده في 8 يناير 1910[2]، بعد أن فقد ثروته في مضاربات القطن عام 1907 وخسر أرضه وماله وحتى منزله. وبموت الأب صار الابن علي -الذي لم يكن قد تجاوز الثانية عشرة من عمره- عميدًا لأسرته المكونة من أمه إخوته نفيسة ومصطفى وعطية وحسن، وانتقلت الأسرة إلى القاهرة مع جدتهم لأمهم، حيث استأجروا شقة في حي محيي بك بعابدين[3].
بينما التحق علي بـمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية التي أمضى فيها سنة في القسم الداخلي المجاني انتقل بعدها إلى المدرسة السعيدية في القاهرة وبالمجان أيضاً لتفوقه الدراسي، فحصل منها على القسم الأول من الشهادة الثانوية (الكفاءة) عام 1912، وعلى القسم الثاني (البكالوريا) عام 1914، وكان ترتيبه الثاني على القطر المصري كله وله من العمر ستة عشر عاماً، وهو حدث فريد في عالم التربية والتعليم في مصر يومئذ. وأهلّه هذا التفوق -لاسيما في المواد العلمية- للإلتحاق بأي مدرسة عليا يختارها مثل الطب أو الهندسة، لكنه فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا، حيث تخرج منها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولى، فاختارته وزارة المعارف العمومية إلى بعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها.
تعليمه العالي خارج مصر
بدأت مرحلة جديدة من مسيرته العلمية بانتسابه في خريف 1917 إلى جامعة نوتنجهام الإنجليزية، التي حصل منها على شهادة البكالوريوس في الرياضيات خلال ثلاث سنوات بدلاً من أربع. وأثناء اشتعال ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول، كتب علي مشرفة إلى صديقه محمود فهمي النقراشي -أحد زعماء الثورة- يخبره فيها برغبته الرجوع إلى مصر للمشاركة في الثورة، وكان جواب النقراشي له: "نحن نحتاج إليك عالما أكثر مما نحتاج إليك ثائراً، أكمل دراستك ويمكنك أن تخدم مصر في جامعات إنجلترا أكثر مما تخدمها في شوارع مصر". و قد لفتت نتيجته نظر أساتذته الذين اقترحوا على وزارة المعارف المصرية أن يتابع مشرفة دراسته للعلوم في جامعة لندن، فاستجيب لطلبهم، والتحق عام 1920 بالكلية الملكية (بالإنجليزية: King's College London)، وحصل منها عام 1923 على الدكتوراه في فلسفة العلوم Ph.D بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلز توماس ويلسون Charles T. Wilson -الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1927- ، ثم حصل علي مشرفة عام 1924 م علي دكتوراه العلوم D.Sc من جامعة لندن وهي أعلي درجة علمية في العالم لم يتمكن من الحصول عليها سوى 11 عالماً في ذلك الوقت.
وظيفة أكاديمية
عاد إلى مصر بأمر من وزارة المعارف وعين مدرساً للرياضيات في كلية المعلمين العليا، ثم عندما حصل الدكتوراه في العلوم من إنجلترا -كان أول مصري يحصل عليها- ، وحين تم إفتتاح جامعة القاهرة عام 1925 عمل بها أستاذًا مشاركًا في الرياضيات التطبيقية في كلية العلوم لأنه كان تحت سن ال 30 -الحد الأدنى للسن المطلوب لتحقيق وظيفة أستاذ-، ثم منح درجة "أستاذ" عام 1926 رغم إعتراض قانون الجامعة على منحه اللقب لمن دون الثلاثين.
أعماله العلمية
أبحاثه
بدأت أبحاثه تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وكان لم يتجاوز 25 عاماً، حيث تم نشر أول بحثين له في عام 1922 وهم البحثين اللذان نال عليهما درجة دكتوراة فلسفة العلوم [6] وفي عام 1923م قدم د. مشرفة 7 أبحاث حول تطبيق فروض وقواعد ميكانيكا الكم على تأثير زيمان وتأثير شتارك ومن خلال تلك الأبحاث حصل على درجة دكتوراة العلوم D.Sc
مؤلفاته
كان الدكتور مشرفة من المؤمنين بأهمية دور العلم في تقدم الأمم، وذلك بانتشاره بين جميع طوائف الشعب حتى وإن لم يتخصصوا به، لذلك كان اهتمامه منصبا على وضع كتب تلخص وتشرح مبادئ تلك العلوم المعقدة للمواطن العادي البسيط، كي يتمكن من فهمها والتحاور فيها مثل أي من المواضيع الأخرى، وكان يذكر ذلك باستمرار في مقدمات كتبه، والتي كانت تشرح الألغاز العلمية المعقدة ببساطة ووضوح حتى يفهمها جميع الناس حتى من غير المتخصصين. وكان من أهم كتبه الآتي:
الميكانيكا العلمية والنظرية 1937
الهندسة الوصفية 1937
مطالعات علمية 1943
الهندسة المستوية والفراغية 1944
حساب المثلثات المستوية 1944
الذرة والقنابل الذرية 1945
العلم والحياة 1946
الهندسة وحساب المثلثات 1947
نحن والعلم 1945
النظرية النسبية الخاصة 1943
تلاميذه
كان من تلاميذه فهمي إبراهيم ميخائيل ومحمد مرسي أحمد وعطية عاشور وعفاف صبري وسميرة موسى ومحمود الشربيني
وفاته
توفي في 15 يناير 1950 م اثر أزمة قلبية، وهناك شك في كيفية وفاته فيعتقد أنه مات مسموماً، او أن أحد مندوبي الملك فاروق كان خلف وفاته، ويعتقد أيضا أنها أحدى عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي ولكن كتاب "دكتور علي مصطفى مشرفة: ثروة خسرها العالم" من تأليف شقيقه الدكتور عطية مشرفة ينفى تماماً هذه الأقاويل ويؤكد أنه مات على فراشه.
تكريمه
كتكريم له أنشأت حكومة المملكة المتحدة منحة تعليمية لدراسة الدكتوراة تحت اسم "منحة نيوتن-مشرفة للدكتوراة في المملكة المتحدة". قال عنه انشتاين تعليقا علي وفاته " انه لخسارة للعالم اجمع "
و قال الأستاذ الدكتور/ أديب عبدا لله : لقد كان لظهور مواهب مشرفة فى المجال العلمي أثر فى كفاحنا القومى ضد النفوذ الاجنبى فقد عجل ظهور مواهبه بتحرير الارادة المصرية فى مجال العلوم من السيطرة الاجنبية وكان الساسة فى كل بلد يتعلمون من مشرفة كيف يتم تحقيق الانتصار الضخم فى كل مجال من مجالات الحياة .
" وقدمت الإذاعة فى أمريكا د/ مشرفة على انه واحد من سبعة علماء فى العالم يعرفون اسرار الذرة .
وقد اطلق اسم د/ مشرفة على شارع فى القاهرة وهو شارع الذى كانت فيه الفيلا التى سكنها مشرفة حتى وفاته , واطلق اسمه على شارع فى الاسكندرية وعلى شارع فى دمياط كما اطلق اسمه على المدرج الاول فى كلية العلوم وعلى معمل قسم الرياضة بالكلية وعلى مدرسة اعدادية بمدينة دمياط ..كان لمشرفة فى النيل أمل عظيم وكان يدعو الى انشاء معهد علمي تجريبي لدراسة طبيعات النيل على ان يزود هذا المعهد بالمعامل اللازمة لإجراء التجارب العلمية والعملية
كان يدعو إلى استغلال مساقط النيل فى استخراج الطاقة الكهربية وكان يستحث الحكومة على السير قدما فى مشروع كهربة خزان أسوان
- نادى بتكوين المجمع المصري للثقافة العلمية ليكون على غرار " الجمعية البريطانية لتقدم العلوم " وكان د/ مشرفة واحداً من مؤسسي هذا المجمع وشارك بمحاضراته فى مؤتمره الأول في مارس 1930م .
أول من أسس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية فى السابع من فبراير 1936م واختير عضواً فى المجمع العلمي المصري وقام بتأسيس الأكاديمية المصرية للعلوم .
- اختير الدكتور مشرفة عضواً فى " المجمع العلمي المصري" من السادس من فبراير 1933 وكان اختياره عضواً فى شعبة الفيزياء والرياضة
- ظل الدكتور/ مشرفة طيلة حياته بعيدا عن الأحزاب رغم العروض والرجاءات المتكررة والصداقات المتينة مع زعماء تلك الأحزاب وكان يقول:
"اننى لن ابقي في اى حزب أكثر من يوم واحد وذلك انى لن اسكت عن خطأ وسيكون مصيرى الطرد من أول يوم" وكان الزعماء يعجبون لهذه المصداقية .
- شارك فى تأسيس اتحاد الجامعة وعمل على إرساء تقاليده وتنشيطه وظل عضوا بارزاً فى هذا الاتحاد إلى أن اختير وكيلا للاتحاد ثم تولى الرئاسة فجعل د/ مشرفة من الاتحاد برلمانا يضم الصفوة من الأساتذة والطلاب وضرب لهم المثل فى طريقة عرض المشروعات ومناقشتها فكان يعطى مؤيدي الرأي الفرصة للإدلاء بآرائهم ثم يعطى المعارضة حقها ثم يستخلص الأصوات للصالح العام .
- كان ينظم المناظرات فى رحاب الجامعة ويشارك فى هذه المناظرات وناظر الدكتور/ طه حسين / احمد امين والاستاذ/ محمد توفيق دياب والاستاذ / عباس العقاد
- تمتعت كلية العلوم في عصره بشهرة عالمية واسعة؛ حيث عني عناية تامة بالبحث العلمي وإمكاناته، فوفر كل الفرص المتاحة للباحثين الشباب لإتمام بحوثهم.. ووصل به الاهتمام إلى مراسلة أعضاء البعثات الخارجية..
- سمح لأول مرة بدخول الطلبة العرب الكلية؛ حيث كان يرى أن: "القيود القومية والفواصل الجنسية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة".
- - أنشأ قسمًا للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية.. كما حول الدراسة في الرياضة البحتية باللغة العربية.. صنف قاموسًا لمفردات الكلمات العلمية من الإنجليزية إلى العربية. - أرسى قواعد جامعية راقية.. حافظ فيها على استقلالها وأعطى للدرس حصانته وألغى الاستثناءات بكل صورها، وكان يقول: "إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق الذي يرتضيه ضميري". العلم للحياة
- "خير للكلية أن تخرج عالمًا واحدًا كاملاً.. من أن تخرج كثيرين أنصاف علماء" هكذا كان يؤمن الدكتور مشرفة، وكان كفاحه المتواصل من أجل خلق روح علمية خيرة.. - يقول في سلسلة محاضراته الإذاعية أحاديث العلماء
"هذه العقلية العلمية تعوزنا اليوم في معالجة كثير من أمورنا، وإنما تكمن الصعوبة في اكتسابها والدرج عليها.. فالعقلية العلمية تتميز بشيئين أساسيين: الخبرة المباشرة، والتفكير المنطقي الصحيح"
ولقد نادى بأفكاره هذه في كثير من مقالاته ومحاضراته في الإذاعة: مثل: كيف يحل العالم مشكلة الفقر؟ – العلم والأخلاق – العلم والمال – العلم والاقتصاد - العلم والاجتماع.. وغيرها.
- كان ينادي دائمًا أن على العلماء تبسيط كل جديد للمواطن العادي حتى يكون على إحاطة كاملة بما يحدث من تطور علمي.. يوجه كلامه إلى العلماء قائلاً:
- "ومن الأمور التي تؤخذ على العلماء أنهم لا يحسنون صناعة الكلام؛ ذلك أنهم يتوخون عادة الدقة في التعبير ويفضلون أن يبتعدوا عن طرائق البديع والبيان، إلا أن العلوم إذا فهمت على حقيقتها ليست في حاجة إلى ثوب من زخرف القول ليكسبها رونقًا؛ فالعلوم لها سحرها، وقصة العلم قصة رائعة تأخذ بمجامع القلوب؛ لأنها قصة واقعية حوادثها ليست من نسج الخيال".
فبسط الدكتور مشرفة كتبًا عديدة منها: النظرية النسبية - الذرة والقنابل - نحن والعلم - العلم والحياة.
- واهتم خاصة بمجال الذرة والإشعاع وكان يقول: "إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما تهمل الدفاع عن وطنها".
- - ثقافتنا في نظر الدكتور مشرفة هي الثقافة الأصلية التي لا بد أن نقف عندها طويلاً. ويرى أنه لا يزدهر حاضر أمة تهمل دراسة ماضيها، وأنه لا بد من الوقوف عند نوابغ الإسلام والعرب، ونكون أدرى الناس بها.. فساهم بذلك في إحياء الكتب القديمة وإظهارها للقارئ العربي مثل: كتاب الخوارزمي في الجبر والفارابي في الطب والحسن ابن الهيثم في الرياضة.. وغيرها.
-وآمن الدكتور مشرفة بأن "العلم في خدمة الإنسان دائمًا وأن خير وسيلة لاتقاء العدو أن تكون قادرًا على رده بمثله.. فالمقدرة العلمية والفنية قد صارتا كل شيء.. ولو أن الألمان توصلوا إلى صنع القنبلة الذرية قبل الحلفاء لتغيرت نتيجة الحرب.. وهو تنوير علمي للأمة يعتمد عليه المواطن المدني والحربي معًا".