![وادى الملوك ( الاقصر ) 1 %D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%88%D9%83](https://sites.google.com/site/cityamon/_/rsrc/1468860756178/valley-of-the-kings/%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%88%D9%83.jpg)
اصبح واضحا لملوك الاسرة الثامنة عشرة ان الطريقتين السابقتين لم تمنعا اللصوص من محاولة سرقة الفراعنة ، ولهذا كان من الضرورى البحث عن طريقة اخرى ، وعلى امل ان يحفظ جثمان الملك او الملكة فى مكان امين بعيد عن اللصوص فى بيته الابدى ولهذا لجأ ملوك الاسرة الثامنة عشرة وخلفائهم من بعدهم الى نقر مقابرهم فى تكتم شديد فى صخر الجبل مختفية وراء الهضاب فى واد بعيد عن اللصوص فى طيبة الغربية ، اصطلح على تسميته بوادى الملوك. وكان فى ذلك الوقت منطقة لا يطرقها انسان او حيوان ، جدباء ليس بها ماء ولا نبات بمعنى آخر تعتبر احسن مكان لإخفاء المقبرة.
اطلق المصرى القديم على الضفة الغربية لطيبة فى الدولة الحديثة اسماء متعددة نذكر منها :
1-غرب المدينة. 2-غرب واست . 3-الغرب . 4-الجانب الغربى .
5-هذا الجانب. 6-هذا الجانب من المدينة.
وقد ذكر استرابو عالم الجغرافيا الإغريقى فى القرن الاخير قبل الميلاد بأن وادى الملوك به 40 مقبرة تستحق الزيارة اما ديودور الصقلى فقد اشار الى 17 مقبرة فقط. واشار الرحالة الانجليز رتشارد بوكوك الذى زار مصر فى عامى 1737 _1738 ميلادية الى 14 مقبرة فقط وقد ذكرها بدون ذكر اسماء ويعتبر بوكوك اول من كتب عام 1743ميلادية عن مقابر وادى الملوك فى العصر الحديث. وتذكر بعثة نابليون احدى عشرة مقبرة فقط ويشير بلزونى الى 18 مقبرة اما التعداد الحالى للمقابر المكتشفة بوادى الملوك فيصل الى 63 منها الملكية وغير الملكية.
وقد ابتكروا ملوك الاسرة الثامنة عشرة الى حيلة جديدة وهى اخفاء الجزء المخصص لدفن الجثمان الملكى فى مكان غير معروف مهجور بوادى الملوك اما الجزء الذى خصص لاقامة الشعائر الدينية والشعائر التى تفيد المتوفى وهى معبد تخليد الذكرى بالقرب من من الاراضى المزروعة على البر الغربى لمدينة الاقصر ، وذلك بخلاف ماكان متبعا فى الاسرة العشرين ، فقد فضل ملوك هذه الاسرة ترك فكرة اخفاء مداخل المقابر وخاصة انه لم يحقق الهدف منه وهو المحافظة على مومياواتهم وما بداخل المقابر من اثاث جنائزى ، فقد اعتمدوا على صيانة مقابرهم بسد مداخلها بكتل ضخمة كما اشرفوا على حراستها ، ولهذا نجد اختلاف واضح بين مقابر ملوك الاسرة الثامنة عشرة ومقابر ملوك الاسرة العشرين فقد اهتم ملوك الاسرة العشرين بمداخل المقابر وأمروا بنقشها وتلوينها بعكس مقابر ملوك الاسرة الثامنة عشرة التى تركت ممراتها الامامية بدون نقوش او نصوص كذلك يلاحظ ان توابيت ملوك الاسرة الثامنة عشرة صغيرة بعكس توابيت ملوك الاسرة العشرين التى تتميز بضخامتها وثقل وزنها.
كان تحتمس الاول هو اول ملك من ملوك الدولة الحديثة الذى اتخذ وادى الملوك مقرا لمقبرته الملكية وكان فى هذه الوقت منطقة جرداء لا زرع فيها ولا ماء لا يطرقها انسان او حيوان لهذا اختارها وأمر بأن تنقر مقبرته فى صخر الجبل ويبدو انه تكتم فى البداية سر بناء هذه المقبرة بدليل النص المنقوش على لوحة المهندس ( انينى ) والمحفوظه فى مقبرته بمنطقة شيخ عبد القرنه بالبر الغربى فى طيبة. يقول النص ( لقد اشرفت على حفر المقبرة الصخرية لجلالته بمفردى ولا احد رأى ولا احد سمع ) على انه من الصعب قبول ماذكره ( اتينى ) فالقبر كان معروفا ولو لعدد بسيط من العمال والفنانين كذلك اشترك بلا شك عدد غير قليل من كبار رجال الدولة فى مراسم الدفن. والاراء التى تقول بأن الملك كان يستخدم اسرى الحرب وان العمل كان يتم اثناء الليل حتى لا يرى احد مكان القبر ، كلها افتراضات لا اساس لها من الصحة ، فإذا فرضنا جدلا بأن الملك كان يأمر القضاء على عماله من الاسرى الاجانب ؛؛؛هذا فى حالة وجودهم ، فماذا فعل فى صناعة المهرة من المصريين؟.
على الرغم من الاعتقاد السائد بأن الحكم القوى لملوك الاسرة الثامنة عشرة كان يوحى بالأمان بالنسبة لمقابر فراعنة هذه الاسرة ، إلا ان نقل حتشبسوت لجثمان والدها تحتمس الاول فى مقبرته وإخفاء مومياءه فى مقبرتها لا يؤكد ذلك. كذلك تبين ان مقبرة توت عنخ امون فتحت فى الازمنة القديمة ، فثمة آثار لفتحتين متعاقبتين وأعيد طلاؤهما بالملاط وأكد ذلك وضع الأختام على المدخل فيبدو ان اللصوص قد فوجئوا حين سرقتها. كذلك هناك نص بالخط الهيراطيقى كتب على الجدار الجنوبى للصالة التى تسبق حجرة الدفن فى مقبرة تحتمس الرابع ويرجع الى عهد حور محب ، الذى اصدر تعليماته الى المشرف على اعمال الجبانة فى ذلك الوقت المدعو ( معيا ) وإلى مساعده (جحوتى مس) بإعادة (دفن الملك تحتمس الرابع فى المسكن المقدس بالبر الغربى) ممادعا الى نقل مومياء الملك مع مومياوات أخرى الى مقبرة الملك امنحوتب الثانى. كل هذا يدل انه رغم حكم الاسرة الثامنة عشرة القوى لم تسلم مقابر الملوك من ايدى لصوص المقابر.
قد لاحظنا ان مبادىء ضعف السلطة الملكية وانهيار الحالة الاقتصادية وزيادة نفوذ كهنة امــــــــون كان واضحا فى السنوات الاخيرة من حكم رمسيس الثالث وبدأت الامور تسير من سىء الى اسوأ ، ولم يعد ملوك الاسرة الحادية والعشرين قادرين على حراسة مومياوات اجدادهم المعرضة للسلب والنهب ولذا فكروا فى جمع هذه المومياوات الملكية ودفنوها حفاظا عليها فى اكثر من مخبأ فقد عثر عائلة عبد الرسول عام 1881م مخبا المومياوات الشهير بالدير البحرى وكان به 40 مومياء بدون الاثاث الجنائزى وذلك داخل مقبرة لسيدة تدعى (ان حعبى) وهى صاحبة المقبرة رقم 320 بالقرب من الدير البحرى وكان من بين المومياوات التى عثر عليها مومياوات ملوك مصر العظام المحفوظه الآن بالمتحاف المصرى امــــثال ســــقنن رع ،امــــــنحوتب الاول ، تحتمس الثانى ، رمسيس الثالث وآخرون.وكانوا الملوك راقدين داخل توابيت خشبية سميكة ، خالية من كل زخرف وليس عليها الا ما يشير الى اسماء اصحابها.
كما اكتشف فيكتور لوريه عام 1898 م مقبرة الملك امنحوتب الثانى وكان بها 13 مومياء ، كان من بينهم تسعة فقط تخص ملوك مصر نذكر منهم بجانب مومياء صاحب المقبرة امنحوتب الثانى مومياء كل من تحتمس الرابع وأمنحوتب الثالث و رمسيس الرابع والخامس والسادس وآخرين. ويرقد الجميع الان فى صالة المومياوات بالمتحف المصرى.
تتكون المقابر الملكية فى وادى الملوك فى العادة من ممرات او دهاليز وغرف نحتت فى صخر الجبل تعترضها بعض الأبار اما جدران المقبرة فكانت مسرحا للمناظر والرسوم والنصوص الدينية المختلفة اغلبها من كتاب (ماهو موجود فى العالم الاخر) وكتاب (البوابات) وكتاب (الكهوف) وكتاب (الارض)واناشيد شمسية و (قصة هلاك البشرية) و (كتاب الموتى) بجانب بعض الطقوس الدينية مثل طقسة فتح الفم.
ومن اهم مقابر وادى الملوك
مقبرة الملك تحتمس الثالث
تختلف هذه المقبرة فى نظامها ومظهرها عن باقى مقابر وادى الملوك ، فمقبرة تحتمس الثال تتكون من محورين وهذان المحوران يكونان زاوية تكاد تكون قائمة. ومدخل المقبرة فخم يقع فى مكان عال،ولهذا اقامت مصلحة الاثار سلما من الحديد لكى يسهل الوصول الى هذا المدخل المحفور فى منطقة مرتفعة فى صخر باطن الجبل وقد اكتشف المقبرة هذه المقبرة لوريه عام 1898 م.
نصل الى المدخل الذى يؤدى الى دهليز منحدر انحدار شديدا الى اسف يوصل هذا الدهليز الى ممر،وهذا الممر ينتهى عند حجرة صغيرة يتوسطها سلم هابط ومنها الى ممر صغير وأخيرا نصل الى حجرة البئر وهو مسقوف حاليا مقبل هيئة الآثار لكى يستطيع الزوار المرور من فوقه، وقد لون سقف حجرة البئر باللون الازرق وبه نجوم بيضاء ويصل عمقه الى 6 امتار. بعد ذلك نصل الى حجرة تكاد تكون مربعة يحمل سقـفها عمودين وسقـفها مزين بنجوم صفراء على ارضية زرقاء وسجل على جدرانها كشف طويل بأسماء الآلهة والآلهات التى ذكرها فى كتاب ما هو موجود فى العالم الآخر ويصل عددها الى 741 اسم. وهذه الحجرة تعتبر نهاية المحور الاول وبداية المحمر الثانى. ويوجد فى الركن الشمالى من هذه الحجرة سلم هابط يوصل الى حجرة الدفن التى اتخذت شكل الخرطوش الملكى.
نصل الآن الى حجرة الدفن ويحمل سقفها عمودين ويوجد على جانبيها اربعة حجرات صغيرة،وزعت بمعدل حجرتين على كل جانب وتغطى حجرة الدفن رسوم ونصوص تخطيطية وقد كتبت بالخط المختصر وهو الخط الوسط بين الخطين الهيروغليفى والهيراطيقى. وقد كتبت على ارضية صفراء باللونين الاسود والاحمر حتى لتبدو حجرة الدفن كأنها بردية ضخمة مفتوحة مليئة بنصوص ومناظر كتاب ما هو موجود فى العالم الآخر. وهذه الرسوم والنصوص فى حالة حفظ تام وتعطينا النسخة الأولى لكتاب ما هو موجود فى العالم الآخر "امى دوات" بفصوله الاثنى عشر. وهذه المناظر والنصوص تمثل الخطوة الاول للرسوم التى سوف نشاهدها بعد ذلك بالنقش البارز ابتداء من عهد الملك حور محب.
ومن اجمل مناظر حجرة الدفن المناظر المرسومة على الواجهة الشمالية للعمود الاول اذ نرى عليه اكثر من منظر فريد،غير متبع فى المقابر الملكية فى طيبة وهى المناظر التى تمثل الملك مع افراد عائلته ، ويمثل المنظر الأول الملك تحتمس الثالث مع امه ايزيس وهما فى مركب فى العالم الآخر ويتقدمها رجلين يحمل الاول منهما رمز الاله نفرتم والثانى رمز الاله حورس وتحت هذا المنظر يوجد منظر آخر يمثل الملك تحتمس الثالث يرضع من امه ايزيس والتى صورها المصرى القديم كشجرة الهية ذات ايدى انسانية ممسكة بثديها لترضع ابنها الملك تحتمس الثالث. وهناك منظر يمثل الملك تحتمس الثالث يتبعه ثلاثة من زوجاته هن "مريت رع" و"سات اعج " و "نبتو" واخيرا ابنته" نفر ارو".
اما باقى واجهات العمودين الاول والثانى فهى مليئة بمناظر كتاب ما هو موجود فى العالم الآخر. ويوجد فى اقصى حجرة الدفن التابوت المصنوع من الحجر الرملى الاحمر وهو منقوش ايضا ومثلت الالهة نوت على قاعدته رافعة ذراعيهاويوجد بجوار التابوت غطائه. وقد وجد التابوت فارغا اما المومياء فقد عثر عليها بخبيئة الدير البحرى.
مقبرة الملك تحتمس الرابع
اكتشفت هذه المقبرة عام 1903 م على يد تيودور دافيز ومساعده كارتر،وتتكون هذه المقبرة من ثلاث محاور كل محور يكون مع الآخر زاوية تكاد تكون قائمة،ولم يتبع هذا النظام غير ملكين من ملوك الاسرة الثامنة عشرة وهما الملك تحتمس الرابع والملك امنحوتب الثالث الذى فضل مكانا اخر يعرف بوادى الغربى ويطلق عليه ايضا وادى القرود، ولم يشاركه فى هذا الوادى غير الملك "اى" صاحب المقبرة رقم 23 بالوادى الغربى.
وتبدأ مقبرة تحتمس الرابع بمدخل يؤدى الى سلم هابط يوصل الى دهليز يوصل بدوره الى حجرة مستطيلة شكلت ارضيتها على هيئة سلم يوصل الى ممر الذى يوصل الى حجرة البئر ويجب هنا ملاحظة المناظر المرسومة الملونة بأعلى جدران حجرة البئر اذ نرى على يسار الداخل ستة مناظر تمثل الملك امام كل من الاله اوزيريس والاله انوبيس والالهة حتحور،كما نشاهد الاله انوبيس فى منظر لم يكتمل.
ونجتاز حجرة البئر وهى الآن مسقوفه من قبل هيئة الاثار لنصل الى حجرة ذات عمودين وهى تعتبر نهاية المحور الاول وبداية المحور الثانى وهى خالية النقوش. ونجد فى ركنها الشمالى درج هابط يوصل بدوره الى سلم هابط يؤدى الى حجرة التى ينتهى عندها المحور الثانى ويبدأ ايضا المحور الثالث. ويجب ملاحظة المناظر والنصوص المسجلة على جدران هذه الصالة اذ نلاحظ انه على الجدار الشمالى المناظر الملونة التى تمثل الملك مع كل من الاله اوزيريس والاله انوبيس والالهة حتحور ، كما نلاحظ عى يمين الداخل اى على الجدار الجنوبى للحجرة نص بالخط الهيراطيقى يرجع للملك حور محب الذى اصدر التعليمات الى المشرف على اعمال الجبانة فى ذلك الوقت المدعو "معايا" والى مساعده "جحوتى مس" بإعادة "دفن الملك خبرة رع (تحتمس الرابع) فى المسكن المقدس بالبر الغربى لطيب وقد نقلت المومياء مع مومياوات اخرى بعد ذلك الى مقبرة امنحوتب الثانى. وقد يدل هذا ان مقبرة تحتمس الرابع قد فتحت بعد وفاته مما دعا حور محب ان يصدر اوامره بأعادة دفنها ونشاهد ايضا فى نفس الحجرة على الجدار الشرقى مناظر تمثل الملك وهو يتقبل علامة الحياة(عنخ)من الألهة حتحور ومن الاله انوبيس ثم واقـفا امام الاله اوزيريس.
بعد ذلك نصل الى حجرة الدفن ويحمل سقفها ستة اعمدة فى صفين وبين العمودين الأخيرين درج يوصل الى منخفض حيث يوجد التابوت المنقوش والمصنوع من حجر الجرانيت الاحمر،كذلك تنفتح حجرة الدفن على اربع حجرات صغيرة،حجرتان فى كل جانب،وحجرة الدفن لم ينتهى العمل منها اما الاثاث الجنائزى الذى عثر فى هذه المقبرة فهو معروض بالمتحف المصرى
مناظر للمقبرة من الداخل
للموضوع بقية يتبع .... وادى الملوك ( الاقصر ) 2