اتخذ ملوك الدولة الحديثة مدينة طيبة عاصمة لهم وفضلوا المنطقة الجبلية المعروفة الآن بوادى الملوك على الشاطىء الغربى لطيبة ، مكانا مختارا لحفر مقابرهم. ولم يختاروا هذه المنطقة عبثا ولم يفضلوها بطريق الصدفة فنحن نعرف ان المصرى القديم قد وجه كل عنايته للمحافظة على الجسد ، فحنطوه ووضعوه فى مكان حصين امين فكانت حجرة الدفن تحت الهرم وداخله بالنسبه للملوك وحجرة الدفن تحت المقابر بالنسبة للأفراد ، وإختلفت بعد ذلك نظرية الملوك فى تشييد مقابرهم بعد ان عاصروا سرقة محتوياتهم ، فالهرم فى الدولة القديمة بضخامته ملفت للأنظار ودليل مادى ملموس على القبر الملكى ، ولم يحقق الغرض الذى شيد من أجله وهو وقاية جثمان الملك والحافظ على كل مايودع فيه من ذخائر ونفائس من عبث لصوص المقابر.اما ملوك الدولة الوسطى فقد شيد البعض منهم أهرام صغيرة نسبيا إلا انهم تلمسوا الامان عن طريق تعقيد الممرات الداخلية الموصلة الى حجرة الدفن داخل الهرم. ولم تنجح هذه الطريقة ايضا لحماية جثمان الملك ومابداخل الهرم من اثاث جنازى من عبث لصوص القابر.
اصبح واضحا لملوك الاسرة الثامنة عشرة ان الطريقتين السابقتين لم تمنعا اللصوص من محاولة سرقة الفراعنة ، ولهذا كان من الضرورى البحث عن طريقة اخرى ، وعلى امل ان يحفظ جثمان الملك او الملكة فى مكان امين بعيد عن اللصوص فى بيته الابدى ولهذا لجأ ملوك الاسرة الثامنة عشرة وخلفائهم من بعدهم الى نقر مقابرهم فى تكتم شديد فى صخر الجبل مختفية وراء الهضاب فى واد بعيد عن اللصوص فى طيبة الغربية ، اصطلح على تسميته بوادى الملوك. وكان فى ذلك الوقت منطقة لا يطرقها انسان او حيوان ، جدباء ليس بها ماء ولا نبات بمعنى آخر تعتبر احسن مكان لإخفاء المقبرة.
اطلق المصرى القديم على الضفة الغربية لطيبة فى الدولة الحديثة اسماء متعددة نذكر منها :
1-غرب المدينة. 2-غرب واست . 3-الغرب . 4-الجانب الغربى .
5-هذا الجانب. 6-هذا الجانب من المدينة.
وقد ذكر استرابو عالم الجغرافيا الإغريقى فى القرن الاخير قبل الميلاد بأن وادى الملوك به 40 مقبرة تستحق الزيارة اما ديودور الصقلى فقد اشار الى 17 مقبرة فقط. واشار الرحالة الانجليز رتشارد بوكوك الذى زار مصر فى عامى 1737 _1738 ميلادية الى 14 مقبرة فقط وقد ذكرها بدون ذكر اسماء ويعتبر بوكوك اول من كتب عام 1743ميلادية عن مقابر وادى الملوك فى العصر الحديث. وتذكر بعثة نابليون احدى عشرة مقبرة فقط ويشير بلزونى الى 18 مقبرة اما التعداد الحالى للمقابر المكتشفة بوادى الملوك فيصل الى 63 منها الملكية وغير الملكية.
وقد ابتكروا ملوك الاسرة الثامنة عشرة الى حيلة جديدة وهى اخفاء الجزء المخصص لدفن الجثمان الملكى فى مكان غير معروف مهجور بوادى الملوك اما الجزء الذى خصص لاقامة الشعائر الدينية والشعائر التى تفيد المتوفى وهى معبد تخليد الذكرى بالقرب من من الاراضى المزروعة على البر الغربى لمدينة الاقصر ، وذلك بخلاف ماكان متبعا فى الاسرة العشرين ، فقد فضل ملوك هذه الاسرة ترك فكرة اخفاء مداخل المقابر وخاصة انه لم يحقق الهدف منه وهو المحافظة على مومياواتهم وما بداخل المقابر من اثاث جنائزى ، فقد اعتمدوا على صيانة مقابرهم بسد مداخلها بكتل ضخمة كما اشرفوا على حراستها ، ولهذا نجد اختلاف واضح بين مقابر ملوك الاسرة الثامنة عشرة ومقابر ملوك الاسرة العشرين فقد اهتم ملوك الاسرة العشرين بمداخل المقابر وأمروا بنقشها وتلوينها بعكس مقابر ملوك الاسرة الثامنة عشرة التى تركت ممراتها الامامية بدون نقوش او نصوص كذلك يلاحظ ان توابيت ملوك الاسرة الثامنة عشرة صغيرة بعكس توابيت ملوك الاسرة العشرين التى تتميز بضخامتها وثقل وزنها.
كان تحتمس الاول هو اول ملك من ملوك الدولة الحديثة الذى اتخذ وادى الملوك مقرا لمقبرته الملكية وكان فى هذه الوقت منطقة جرداء لا زرع فيها ولا ماء لا يطرقها انسان او حيوان لهذا اختارها وأمر بأن تنقر مقبرته فى صخر الجبل ويبدو انه تكتم فى البداية سر بناء هذه المقبرة بدليل النص المنقوش على لوحة المهندس ( انينى ) والمحفوظه فى مقبرته بمنطقة شيخ عبد القرنه بالبر الغربى فى طيبة. يقول النص ( لقد اشرفت على حفر المقبرة الصخرية لجلالته بمفردى ولا احد رأى ولا احد سمع ) على انه من الصعب قبول ماذكره ( اتينى ) فالقبر كان معروفا ولو لعدد بسيط من العمال والفنانين كذلك اشترك بلا شك عدد غير قليل من كبار رجال الدولة فى مراسم الدفن. والاراء التى تقول بأن الملك كان يستخدم اسرى الحرب وان العمل كان يتم اثناء الليل حتى لا يرى احد مكان القبر ، كلها افتراضات لا اساس لها من الصحة ، فإذا فرضنا جدلا بأن الملك كان يأمر القضاء على عماله من الاسرى الاجانب ؛؛؛هذا فى حالة وجودهم ، فماذا فعل فى صناعة المهرة من المصريين؟.
على الرغم من الاعتقاد السائد بأن الحكم القوى لملوك الاسرة الثامنة عشرة كان يوحى بالأمان بالنسبة لمقابر فراعنة هذه الاسرة ، إلا ان نقل حتشبسوت لجثمان والدها تحتمس الاول فى مقبرته وإخفاء مومياءه فى مقبرتها لا يؤكد ذلك. كذلك تبين ان مقبرة توت عنخ امون فتحت فى الازمنة القديمة ، فثمة آثار لفتحتين متعاقبتين وأعيد طلاؤهما بالملاط وأكد ذلك وضع الأختام على المدخل فيبدو ان اللصوص قد فوجئوا حين سرقتها. كذلك هناك نص بالخط الهيراطيقى كتب على الجدار الجنوبى للصالة التى تسبق حجرة الدفن فى مقبرة تحتمس الرابع ويرجع الى عهد حور محب ، الذى اصدر تعليماته الى المشرف على اعمال الجبانة فى ذلك الوقت المدعو ( معيا ) وإلى مساعده (جحوتى مس) بإعادة (دفن الملك تحتمس الرابع فى المسكن المقدس بالبر الغربى) ممادعا الى نقل مومياء الملك مع مومياوات أخرى الى مقبرة الملك امنحوتب الثانى. كل هذا يدل انه رغم حكم الاسرة الثامنة عشرة القوى لم تسلم مقابر الملوك من ايدى لصوص المقابر.
قد لاحظنا ان مبادىء ضعف السلطة الملكية وانهيار الحالة الاقتصادية وزيادة نفوذ كهنة امــــــــون كان واضحا فى السنوات الاخيرة من حكم رمسيس الثالث وبدأت الامور تسير من سىء الى اسوأ ، ولم يعد ملوك الاسرة الحادية والعشرين قادرين على حراسة مومياوات اجدادهم المعرضة للسلب والنهب ولذا فكروا فى جمع هذه المومياوات الملكية ودفنوها حفاظا عليها فى اكثر من مخبأ فقد عثر عائلة عبد الرسول عام 1881م مخبا المومياوات الشهير بالدير البحرى وكان به 40 مومياء بدون الاثاث الجنائزى وذلك داخل مقبرة لسيدة تدعى (ان حعبى) وهى صاحبة المقبرة رقم 320 بالقرب من الدير البحرى وكان من بين المومياوات التى عثر عليها مومياوات ملوك مصر العظام المحفوظه الآن بالمتحاف المصرى امــــثال ســــقنن رع ،امــــــنحوتب الاول ، تحتمس الثانى ، رمسيس الثالث وآخرون.وكانوا الملوك راقدين داخل توابيت خشبية سميكة ، خالية من كل زخرف وليس عليها الا ما يشير الى اسماء اصحابها.
كما اكتشف فيكتور لوريه عام 1898 م مقبرة الملك امنحوتب الثانى وكان بها 13 مومياء ، كان من بينهم تسعة فقط تخص ملوك مصر نذكر منهم بجانب مومياء صاحب المقبرة امنحوتب الثانى مومياء كل من تحتمس الرابع وأمنحوتب الثالث و رمسيس الرابع والخامس والسادس وآخرين. ويرقد الجميع الان فى صالة المومياوات بالمتحف المصرى.
تتكون المقابر الملكية فى وادى الملوك فى العادة من ممرات او دهاليز وغرف نحتت فى صخر الجبل تعترضها بعض الأبار اما جدران المقبرة فكانت مسرحا للمناظر والرسوم والنصوص الدينية المختلفة اغلبها من كتاب (ماهو موجود فى العالم الاخر) وكتاب (البوابات) وكتاب (الكهوف) وكتاب (الارض)واناشيد شمسية و (قصة هلاك البشرية) و (كتاب الموتى) بجانب بعض الطقوس الدينية مثل طقسة فتح الفم.
ومن اهم مقابر وادى الملوك
مقبرة الملك تحتمس الثالث
تختلف هذه المقبرة فى نظامها ومظهرها عن باقى مقابر وادى الملوك ، فمقبرة تحتمس الثال تتكون من محورين وهذان المحوران يكونان زاوية تكاد تكون قائمة. ومدخل المقبرة فخم يقع فى مكان عال،ولهذا اقامت مصلحة الاثار سلما من الحديد لكى يسهل الوصول الى هذا المدخل المحفور فى منطقة مرتفعة فى صخر باطن الجبل وقد اكتشف المقبرة هذه المقبرة لوريه عام 1898 م.
نصل الى المدخل الذى يؤدى الى دهليز منحدر انحدار شديدا الى اسف يوصل هذا الدهليز الى ممر،وهذا الممر ينتهى عند حجرة صغيرة يتوسطها سلم هابط ومنها الى ممر صغير وأخيرا نصل الى حجرة البئر وهو مسقوف حاليا مقبل هيئة الآثار لكى يستطيع الزوار المرور من فوقه، وقد لون سقف حجرة البئر باللون الازرق وبه نجوم بيضاء ويصل عمقه الى 6 امتار. بعد ذلك نصل الى حجرة تكاد تكون مربعة يحمل سقـفها عمودين وسقـفها مزين بنجوم صفراء على ارضية زرقاء وسجل على جدرانها كشف طويل بأسماء الآلهة والآلهات التى ذكرها فى كتاب ما هو موجود فى العالم الآخر ويصل عددها الى 741 اسم. وهذه الحجرة تعتبر نهاية المحور الاول وبداية المحمر الثانى. ويوجد فى الركن الشمالى من هذه الحجرة سلم هابط يوصل الى حجرة الدفن التى اتخذت شكل الخرطوش الملكى.
نصل الآن الى حجرة الدفن ويحمل سقفها عمودين ويوجد على جانبيها اربعة حجرات صغيرة،وزعت بمعدل حجرتين على كل جانب وتغطى حجرة الدفن رسوم ونصوص تخطيطية وقد كتبت بالخط المختصر وهو الخط الوسط بين الخطين الهيروغليفى والهيراطيقى. وقد كتبت على ارضية صفراء باللونين الاسود والاحمر حتى لتبدو حجرة الدفن كأنها بردية ضخمة مفتوحة مليئة بنصوص ومناظر كتاب ما هو موجود فى العالم الآخر. وهذه الرسوم والنصوص فى حالة حفظ تام وتعطينا النسخة الأولى لكتاب ما هو موجود فى العالم الآخر "امى دوات" بفصوله الاثنى عشر. وهذه المناظر والنصوص تمثل الخطوة الاول للرسوم التى سوف نشاهدها بعد ذلك بالنقش البارز ابتداء من عهد الملك حور محب.
ومن اجمل مناظر حجرة الدفن المناظر المرسومة على الواجهة الشمالية للعمود الاول اذ نرى عليه اكثر من منظر فريد،غير متبع فى المقابر الملكية فى طيبة وهى المناظر التى تمثل الملك مع افراد عائلته ، ويمثل المنظر الأول الملك تحتمس الثالث مع امه ايزيس وهما فى مركب فى العالم الآخر ويتقدمها رجلين يحمل الاول منهما رمز الاله نفرتم والثانى رمز الاله حورس وتحت هذا المنظر يوجد منظر آخر يمثل الملك تحتمس الثالث يرضع من امه ايزيس والتى صورها المصرى القديم كشجرة الهية ذات ايدى انسانية ممسكة بثديها لترضع ابنها الملك تحتمس الثالث. وهناك منظر يمثل الملك تحتمس الثالث يتبعه ثلاثة من زوجاته هن "مريت رع" و"سات اعج " و "نبتو" واخيرا ابنته" نفر ارو".
اما باقى واجهات العمودين الاول والثانى فهى مليئة بمناظر كتاب ما هو موجود فى العالم الآخر. ويوجد فى اقصى حجرة الدفن التابوت المصنوع من الحجر الرملى الاحمر وهو منقوش ايضا ومثلت الالهة نوت على قاعدته رافعة ذراعيهاويوجد بجوار التابوت غطائه. وقد وجد التابوت فارغا اما المومياء فقد عثر عليها بخبيئة الدير البحرى.
مقبرة الملك تحتمس الرابع
اكتشفت هذه المقبرة عام 1903 م على يد تيودور دافيز ومساعده كارتر،وتتكون هذه المقبرة من ثلاث محاور كل محور يكون مع الآخر زاوية تكاد تكون قائمة،ولم يتبع هذا النظام غير ملكين من ملوك الاسرة الثامنة عشرة وهما الملك تحتمس الرابع والملك امنحوتب الثالث الذى فضل مكانا اخر يعرف بوادى الغربى ويطلق عليه ايضا وادى القرود، ولم يشاركه فى هذا الوادى غير الملك "اى" صاحب المقبرة رقم 23 بالوادى الغربى.
وتبدأ مقبرة تحتمس الرابع بمدخل يؤدى الى سلم هابط يوصل الى دهليز يوصل بدوره الى حجرة مستطيلة شكلت ارضيتها على هيئة سلم يوصل الى ممر الذى يوصل الى حجرة البئر ويجب هنا ملاحظة المناظر المرسومة الملونة بأعلى جدران حجرة البئر اذ نرى على يسار الداخل ستة مناظر تمثل الملك امام كل من الاله اوزيريس والاله انوبيس والالهة حتحور،كما نشاهد الاله انوبيس فى منظر لم يكتمل.
ونجتاز حجرة البئر وهى الآن مسقوفه من قبل هيئة الاثار لنصل الى حجرة ذات عمودين وهى تعتبر نهاية المحور الاول وبداية المحور الثانى وهى خالية النقوش. ونجد فى ركنها الشمالى درج هابط يوصل بدوره الى سلم هابط يؤدى الى حجرة التى ينتهى عندها المحور الثانى ويبدأ ايضا المحور الثالث. ويجب ملاحظة المناظر والنصوص المسجلة على جدران هذه الصالة اذ نلاحظ انه على الجدار الشمالى المناظر الملونة التى تمثل الملك مع كل من الاله اوزيريس والاله انوبيس والالهة حتحور ، كما نلاحظ عى يمين الداخل اى على الجدار الجنوبى للحجرة نص بالخط الهيراطيقى يرجع للملك حور محب الذى اصدر التعليمات الى المشرف على اعمال الجبانة فى ذلك الوقت المدعو "معايا" والى مساعده "جحوتى مس" بإعادة "دفن الملك خبرة رع (تحتمس الرابع) فى المسكن المقدس بالبر الغربى لطيب وقد نقلت المومياء مع مومياوات اخرى بعد ذلك الى مقبرة امنحوتب الثانى. وقد يدل هذا ان مقبرة تحتمس الرابع قد فتحت بعد وفاته مما دعا حور محب ان يصدر اوامره بأعادة دفنها ونشاهد ايضا فى نفس الحجرة على الجدار الشرقى مناظر تمثل الملك وهو يتقبل علامة الحياة(عنخ)من الألهة حتحور ومن الاله انوبيس ثم واقـفا امام الاله اوزيريس.
بعد ذلك نصل الى حجرة الدفن ويحمل سقفها ستة اعمدة فى صفين وبين العمودين الأخيرين درج يوصل الى منخفض حيث يوجد التابوت المنقوش والمصنوع من حجر الجرانيت الاحمر،كذلك تنفتح حجرة الدفن على اربع حجرات صغيرة،حجرتان فى كل جانب،وحجرة الدفن لم ينتهى العمل منها اما الاثاث الجنائزى الذى عثر فى هذه المقبرة فهو معروض بالمتحف المصرى
مناظر للمقبرة من الداخل
للموضوع بقية يتبع .... وادى الملوك ( الاقصر ) 2
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
مواضيع مماثلة
اجمل دعاء
"من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئا يعني أحب إليه من أن يسأل العافية "
Like/Tweet/+1
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 21 بتاريخ الجمعة سبتمبر 02, 2016 1:59 am
وادى الملوك ( الاقصر ) 1
mahomed_hafez- Admin
- عدد المساهمات : 136
تاريخ التسجيل : 20/05/2016
العمر : 42
الموقع : المنصورة _ ج م ع
وادي الملوك ( الاقصر ) 2
مقبرة توت عنخ آمون
استطاع اللورد كارنرفون ان يحصل عام 1917 م على موافقة مصلحة الآثار بالسماح له بالتنقيب فى وادى الملوك واستطاع فى نفس الوقت ان يقنع كارتر بالحفائر له فى الوادى. وبدأت الحفائر ومضى عام 1917 بدون ان تعطى الحفائر ما كان متوقعا منها،وتذكر كارتر ما قاله كل من بلزونى ودافيز وماسبيرو من ان الودى لفظ كل ما فيه. ولكن ثقة كارنرفون وصبر كارتر جعلتهما يواصلان الحفر خمس سنوات متتالية بدون نتائج محببة،ومر صيف عام 1922 واستمر الحفر فى مساحة صغيرة مثلثة الشكل امام مقبرة الملك رمسيس السادس الحالية،لم يسبق الحفر فيها بسبب زائرى مقبرة رمسيس السادس. وفى اوائل نوفمبر عام 1922 تم اكشاف مقبرة توت عنخ امون.
ويصف لنا كارتر ماحدث فيقول؛؛هذا هو بالتقريب الموسم الاخير لنا فى هذا الوادى بعد تنقيب استمر ما يقرب من 6 مواسم كامله دون جدوى. لقد وقف الحفارون فى الموسم الماض عند الركن الشمالى الشرقى من مقبرة رمسيس السادس وقد بدأت هذا الموسم الحفر فى هذا الجزء متجها نحو الجنوب،وكان يوجد فى هذه المساحة عدد من الأكواخ البسيطة التى استعملها العمال كمساكن عندما كانوا يشتغلون فى مقبرة رمسيس السادس واستمر الحفر حتى اكتشف احد العمال درجة منقورة فى الصخر تحت كوخ منهم،وبعد فترة بسيطة من العمل وصلنا الى مدخل منحوت فى الصخر على بعد 13 قدم اسفل مقبرة الملك رمسيس السادس،وازداد الأمل فى ان يكون هذا المدخل هو مدخل مقبرة ولكن الشكوك كانت ورائنا بالمرصاد من كثرة المحاولات السابقة التى كانت دون نتائج،فربما كانت مقبرة لم تتم بعد او انها لم تستخدم وان استخدمت فربما نهبت مثل المقابر الاخرى التى اكتشفت او يحتمل انها مقبرة لم تمس او تنهب بعد وكان ذلك فى 4 نوفمبر 1922.
واستمر الحفر حتى ظهر المدخل كاملا ثم ازيلت الاتربة عن 15 درجة اخرى تشكل سلما عرضه 1,6 متر وطوله اربعة امتار يؤدى الى مدخل آخر كان مسدودا بحجارة مطلية بالملاط عليها اختام توت عنخ امون(والختم عبارة عن شكل ابن آوى راقدا الممثل للاله انوبيس اله الجبانة وفوقه اسم توت عنخ امون داخل الخرطوش وتحته تسعة من الاسرى اعدا مصر ايديهم موثقة خلف ظهورهم). وقد تبين ان المقبرة فتحت فى الازمنة القديمة لان هناك اثار لفتحتين متعاقبتين اعيد طلائها بالملاط واكد ذلك وضع الاختام على المدخل فيبدو ان اللصوص فوجئوا حين سرقتها. فى 25 نوفمبر سنة 1922 هدم الحائط الذى يسد المدخل ووجد خلفه ممر محفور فى الصخر مملوء بالاتربة والانقاض وطوله 7,60 متر بعد ذلك وجد مدخل كان مسدودا ايضا بالاحجار. فى يوم 29 من نفس الشهر جرى رسميا افتتاح الغرفة الامامية التى كانت مكدسة بالأثاث الجنائزى الرائع للملك الصغير ويبلغ طوله 8×3,6 متر. ويوجد فى زاويتها اليسرى حائط وجد خلفه بعد هدمه غرفة الدفن التى كان بها المقصورة الخارجية الكبرى المصنوعة من الخشب المذهب وكان بداخلها ثلاث مقاصير اخرى متشابهه تضم التابوت الاصلى المصنوع من الحجر الرملى المتبور الاصفر،وتزين اركان هذا التابوت الآلهات الاربع الحارسات ايزيس ونفتيس ونيت وسلكت وقد غطين التابوت بأجنحتهن المنشورة،اما غطاء التابوت فهو لسبب لا نعلمه من الجرانيت الخشن وكان مكسورا ومطليا باللون الاصفر ليناسب لون التابوت. وكان هذا التابوت الحجر يضم بداخله ثلاثة توابيت متداخله. فالتابوت الاول ملفوف بأقمشة على صورة اله الموتى "اوزيريس" واليدان متقاطعان على الصدر تمسكان بالشارت الملكية المطعمة بعجينة زجاجية زرقاء وحمراء كرأس العقاب والثعبان والقائمين على جبهته. وكان التابوت مصنوعا من خشب مذهب والوجه واليدان مكسوة برقائق من الذهب،ومقابض فضية كانت تستخدم لتحريك الغضاء وعندما فتح التابوت وجد بداخله تابوت ثان اصغر قليلا منه ومندمج بداخله،والتابوت الثانى مصنوع من خشب مغطى بصفائح من ذهب ولكن كان مكسوا فى اجزائه بعجائن زجاجية متعددة الألوان. وعندما فتح التابوت الثانى وجد ايضا بداخله تابوت موميائى ثالث ملفوف بكتان احمر وكان الوجه هو الشىء الوحيد المكشوف والتابوت مصنوع من الذهب الصب وقد زين بمناظر الألهتين نخبت حامية الوجه القبلى والالهة واجيت حامية الوجه البحرى وهما ناشرتان اجنحتهما على ذراعى الملك م تتشابك اجنة كل من ايزيس ونفتيس على الجزء الاسفل من التابوت دلالة حماية الجسد المحفوظ داخله. وعندما فتح هذا التابوت ظهر القناع الذهبى الشهير لملك توت عنخ امون ولا يزال موجود الآن فى حجرة الدفن التابوت الحجرى والتابوت الخشبى الثانى وموياء الملك.
وتبلغ مساحة غرفة الدفن 6,40×4,03 متر وتتميز بوجود غرفة جانبية اطوالها 4×3,50 متر،كما تتميز الغرفة الامامية ايضا بحجرة جانبية اطوالها4×2,90 متر وجميع هذه الحجرات كانت مكدسة دون اى نظام بالأثاث الجنائزى للملك توت عنخ امون وقد يؤكد ذلك دخول اللصوص هذه المقبرة وهذه الكنوز محفوظة الآن بالمتحف المصرى.
تعتبر مقبرة الملك توت عنخ امون المقبرة الملكية الوحيدة التى وصلت الى ايدينا كاملة وقد يرجع السبب فى هذا ان الملك رمسيس السادس كان قد امر بحفر مقبرته بعد وفاة الملك توت عنخ امون بما يقرب من مائتى عام فوق المكان الذى اتخذه توت عنخ امون مقرا ابديا له. وقد قام عمال رمسيس السادس دون قصد برمى الرمال والاحجار المتبقية من الحفر فوق مدخل مقبرة توت عنخ امون بل وبعد ذلك شيدوا اكواخا لهم فوق الرديم ويعتقد كارتر ان هناك عواصف غسلت جميع الاثار المؤدية الى المدخل. وقد ساعد هذا على بقاء المقبرة بعيدة عن ايدى العابثين حتى وجدها كارتر تكاد تكون سليمة فى نوفمبر سنة 1922. تنحصر مناظر المقبرة المرسومة بالالوان فى حجرة الدفن،ولعل اهمها المنظر الموجود على الجدار الشرقى ويمثل جنازة الملك،اذ نرى مركب موضوعة على زحافة ويقوم بسحبها مجموعة من اصدقاء وعظما القصر،ونشاهد بداخل المركب ناووس بداخله التابوت الموميائى،وفوقه نص يشير الى "الاله الطيب سيد الارضين نب خبرو رع معطى الحياة للابد". وهناك اكثر من منظر مرسوم بالالوان على الجدار الشمالى لغرفة الدفن وهو الجدار المواجه للداخل، فنرى الملك " آى "على رأسه التاج الازرق وهو الملك الذى تولى العرش بعد موت الملك توت عنخ امون،لابسا جلد الفهد بصفته الأب الالهى وهو يقوم بطقسة فتح الفم لمومياء الملك بأن يلمس وجه المومياء الاوزيرية للمك توت عنخ امون بالفأسين الصغيرين المعروفين بإسم " نوتى ". ثم يردد قائلا "أنا افتح فمك لكى تتكلم وافتح عينيك لكى ترى رع وأذنيك لكى تسمع تبجيلك(ثم)تمشى على رجليك لكى تدفع عنك الأعداء" والهدف من هذه الطقسة هو اعطاء الحياة للمومياء بحيث تستعيد القدرة على تسلم الطعام الذى يقدم لها فى العالم الآخر. بعد ذلك هناك منظر يمثل الآلهة نوت ربة السماء وسيدة الالهة تحمى الملك الواقف امامها وتعطيه الصحة والحياة وأخيرا نتابع على الجدار الشمالى الملك توت عنخ امون وهو يحتضن "الاله اوزيريس " وخلف الملك قرينه "الكاء" فى صورته الملكية وفوق رأسه الاسم الحورى للملك داخل رمز "الكا". بعد ذلك نشاهد منظرا آخر على الجدار الغربى يمثل الساعة الاول من كتاب ماهو موجود فى العالم الاخر"أمى دوات"،ونرى فيه اثنى عشر قردا فى ثلاثة صفوف ربما يمثلون ساعات الليل الاثنى عشر وفوقهم نشاهد خمسة من الآلهة الواقفين ثم مركب الشمس يتوسطها الاله خبر فى صورة جعل بين شكلين للاله اوزيريس فى حالة تعبد. المنظر الاخير نراه على الجدار الجنوبى من حجرة الدفن وهو يمثل الملك توت عنخ امون يتوسط الالهة حتحور التى نعطيه علامة الحياة "عنخ" والأله انوبيس رب الجبانة. واخيرا انه اذا كان الاستعجال قد سيطر على عملية الدفن فأن هذه العملية قد تمت مع ذلك طبقا للشعائر وفضلا على ذلك فإن المقبرة يتجلى فيها تخطيط فرضته قوانين دينية واضحة.
وكل مايمكن التسليم به على اكثر تقدير هو ان هذا المكان ربما لم يكن مقدرا اصلا للمك وانما خصص للميت دون مخالفة القواعد الاساسية للعمارة الجنائزية الملكية فى ذلك العصر. على ان الظروف التى احاطت بحياة الملك ومماته هى وحدها الجديرة بأن تساعد ولا ريب على تفهم هذه المتناقضات الظاهرة لقد اثارت المقبرة هذه المشكلة ولكنها لم تعرض لها حلا.
مقبرة الملك امنحوتب الثانى
اتخذت مقبرة امنحوتب الثانى فى اسلوبها المعمارى نفس النظام بالتقريب الموجود فى مقبرة تحتمس الثالث اى انها تتكون من محورين يكونان بينهما زاوية قائمة. اكتشف لوريه هذه المقبرة عام 1898 وهى تبداء من المدخل بسلم هابط يوصل الى دهليز او ممر منحدر منحوت فى الصخر يوصل الى حجرة مستطيلة شكلت ارضيتها على هيئة سلم هابط ومنها الى ممر اخر. ثم بعد ذلك نصل الى حجرة البئر وهى مسقوفه الآن من قبل هئة الاثار لتسهيل الوصل الى حجرة الدفن. وتتميز حجرة البئر هنا بوجود حجرة جانبية مستطيلة وهى تجديد لم نراه من قبل،بعد ذلك نصل الى غرفة مستطيلة خالية من المناظر والنصوص ويعتمد سقفها على عمودين وينتهى بها المحور الاول ويبدأ بها ايضا المحور الثانى. ونجد فى نهاية هذه الصالة على يسار الداخل درج هابط يوصل الى ممر قصير يؤدى الى حجرة الدفن وحجرة الدفن هنا عبارة عن صالة كبيرة تشمل على ستة اعمدة فى صفين وبين العمودين الاخيرين درج يؤدى الى مستوى منخفض يوجد فيه التابوت الذى كان يحوى المومياء الملكية حتى عام 1937 ثم نقلت الى المتحف المصرى،وقد نحت التابوت من الحجر الرملى المتبلور المعروف باسم الكوارتزيت وتكتنف حجرة الدفن اربع حجرات صغيرة. وقد وجد لوريه عام 1898 فى الحجرة الثانية على يمين الداخل تسع مومياوات ملكية نذكر منها مومياوات تحتمس الرابع وسيتى الثانى وست نخت ورمسيس الثال ورمسيس الرابع اما الحجرة الاولى على يمين الداخل فكان بها ثلاث مومياوات لأشخاص غير معروفين.
وقد زينت حجرة الدفن بالالوان الزاهية وقد اتبع فيــها ما اتبع فى مقبرة الملك تحتمس الثالث حــــتى لتبدو وكأنها بردية هائلة الحجم مفتوحة ومرســومة بمناظر ونصوص من كتاب ما هو موجود فى العالم الاخر "امى دوات" اما سقفها فقد لون باللون الازرق وبها نجوم لونت باللون الاصفر اما اعمدة هذه الصالة فقد مثل عليها الملك امنحوت الثانى وهو يتقبل علامة الحياة (عنخ) كل من الاله اوزيريس والاله انوبيس والالهة حتحور والجميع ينتمون الى الهة العالم الاخر.
مقبرة الملك آى
وهذه المقبرة تقع فى خانق جبلى عند نهاية الفرع الغربى لوادى الملوك وهى تحمل رقم (23) والمقبرة ومحفورة فى صخر الجبل لمسافة تصل الى 66 مترا. وقد اكتشفت عام 1817 على يد "جيوفانى بلزونى" حيث حفر اسمه فخورا على باب المقبرة وتاريخ اكتشافها،وعندما دخل المقبرة ودخل غرفة الدفن اطلق احد عماله على المقبرة اسم" مقبرة القرود" متأثرا فى ذلك بأحد المناظر المرسومه على حوائطها والذى يمثل اثنى عشر قردا مرتبة فى ثلاثة صفوف ولم يتمكن "آى" من استكمال الا نصف ماقدر لمقبرته من تخطيط وقد نفذت مناظرها على اسعجال فوق طبقة خشنة غير مستوية من الجص.
وقد تعرضت مقبرة آى للتخريب المتعمد فى العصور القديمة بهدف ازالة اسم المتوفى من مقبرته لمحو ذكراه وشخصه من الوجود محوا تاما. ويمكن الدخول الى المقبرة من خلال درج منحدر يؤدى الى مدخل المقبرة الذى يعقبه ممر منحدر يؤدى الى درج آخر ثم ممر منحدر يقضى الى غرفة صغيرة يفضى الى غرفة الدفن التى تليها غرفة داخلية صغيرة. تحتوى غرفة الدفن فى الوقت الحاضر على التابوت الجرانيتى الوردى بعد ان تمت اعادته من المتحف المصرى ليعرض فى مكانه الاصلى بالمقبرة. وتزين حوائط غرفة الدفن مناظر مختلفة ذات الوان لامعه. فالحائط الشمالى تحلية مركب ذات قائمين على هيئة الصقر ومنظر للالهة "نفتيس"كما تحليه صورة لمركب آخر بداخله اعضاء التاسوع المقدس،وهذا بالاضافة الى نصوص من كتاب الموتى اما حائط المدخل فعليه منظران احدهما على اليمين وهو يمثل الملك آى وزوجته وهما يطعنان فرس النهر فى الاحراش المائية. وعلى الشمال نشاهد آى وزوجته ايضا وهما يستقلان زورقا صغيرا يسير بهما وسط ادغال البردى. والحائط الايمين للغرفة تزينه بعض مناظر من كتاب ماهو موجود فى العالم الاخر "امى دوات". وتمثل هذه المناظر مركب اله الشمس تتقدمه خمس معبودات ومن اسفل ذلك منظر لأثنى عشر قردا مرتبة فى ثلا صفوف رمزا لساعات الليل. ويشمل الحائط الخلفى للغرفة عدة مناظر مرتبة من اليسار الى اليمين على النحو التالى :
منظر لابناء حورس الاربعة وبينهم مائدة قرابين ثم منظر الملك تحتضنه الألهة "حتحور" ومنظر آخر الملك ترحب به الالهة "نوت" ربة السماء ومظر وهو يتسلم رمز الحياة من "حتحور" ومنظر للملك تتبعه الروح وهو يتسلم رمز الحياة من "حتحور" وأخيرا منظر لملك يحتضنه الاله "اوزيريس". وقد تم ترميم المقبرة واعدادها للزيارة فى عام 1994.
مقبرة الملك حور محب
يعتبر اكتشاف مقبرة الملك حور محب من الاكتشافات العظيمة التى تمت قبل اكتشاف مقبرة توت عنخ امون وقد توصل اليها الاثرى الامريكى ثيودور دافيز ومساعده فى ذلك الوقت ادوارد ارتون وذلك يوم 25 فبرايل 1908. وقد استطاع بعد اربعة ايام فقط من ازاحة الرمال والاحجار والدخول الى داخل المقبرة وكان من رأيه ان هذه المقبرة بها مناظر جميلة ذات الوان زاهية. كما اشار الى تابوت الملك الذى لا يزال للآن داخل حجرة الدفن والبعض القليل الذى عثر عليه من الاثاث الجنائزى. ويعتقد هورنج ان اللصوص فى عهد الرعامسة كانوا هم آخر من زاروا هذه المقبرة قبل ان يكتشفها دافيز،والدليل على ذلك فى رأيه هو عدم العثور بداخلها على كتابات اخرى للزوار من عصور متأخرة كتبت بالونانية او اللاتنية او القبطية. لم تكن مقبرة حور محب فى وادى الملوك هى المقبرة الوحيدة التى امر بنقرها فى صخر الجبل هناك بل شيد فى بداية حياته عندما كان ضابطا بالجيش مقبرة له فى منطقة سقارة،وقد تفرقت للاسف اغلب مناظرها فى المتاحف العالمية،اغلبها يوجد فى متحف ليدن بهولندا والبعض الاخر فى متحف برلين وأجزاء اخرى فى متاحف لندن ونيويورك وباريس وفينا.
تبدأ مقبرة حور محب مرحلة اخرى من مراحل تطور المقابر الملكية فهى تتكون من محورين متوازيين،ويبدأ المحور الاول بالمدخل والممرات ثم البئر ومن بعده نجد حجرة متسعة ذات عمودين يبدأ منها المحور الثانى الذى يوصل الى حجرة الدفن. لم يمتد العمر أغلب الظن بالملك حور محب حتى يستكمل مناظر ونقوش هذه المقبرة الملكية،إلا ان الاجزاء التى لم تتم نقشها او رسمها وتلوينها هى التى امدتنا بمراحل التطور المختلفة التى تستلزم لنقش او رسم وتلوين منظر معين،اذ نجد بعض الجدران بداخلها غير ممهد للرسم والبعض الآخر جهز للرسم عليه وجدران اخرى عليها مناظر رسمت بالمداد الاحمر وبعضها عليه تصحيح بالمداد الاسود كما نشاهد مناظر اخرى منقوشه وملونه فى منتهى الدقة والجودة كل هذه المراحل من رسم وتصحيح ونقش وتلوين يمكن تتبعها خطوة بخطوة فى مقبرة حور محب فى مدرسة بأكملها،ولعل التجديد هنا ان الفنان قد انتقل من مرحلة الرسم التى شاهدناها فى المقابر الملكية السابقة الى مرحلة النقش الملون. هذا بالنسبة للمناظر التى انتهى العمل منها على الاقل.
تبدأ المقبرة بسلم هابط ثم نصل الى الممر بعد ذلك نصل الى حجرة شكلت ارضيتها على هيئة سلم هابط على آخر جانبيه مشكاتان منحوتتان فى الصخر ومنه الى الممر ومنه الى غرفة البئر والحجرة مسقوفة الآن من قبل هيئة الاثار للممرور من فوقها. وتتميز الجدران التى فوق البئر بالمناظر الدينية الجميلة ذات الألوان الزاهية،فنرى على يسار الداخل مناظر ملونة منقوشة تمثل الملك فى حضرة بعض ألهة وآلهات العالم الاخر مثل انوبيس وحورس ابن ايزيس والالهة ايزيس وحتحور والهة الغرب أمنت وعلى يمين الداخل نشاهد الملك بين حورس وحتحور وامام اوزيريس وانوبيس وحورس ابن ايزيس.
بعد ذلك نصل الى قاعة مربعة ذات عمودين ينتهى عندها المحور،ونجد فيها سلم هابط على يسار الداخل يبداء منه المحور الثانى الذى يوصل الى ممر قصير ومنه الى هابط على جانبيه مشكاتان غائرتان. بعد ذلك نصل الى حجرة مستطيلة،وهى الحجرة التى تسبق حجرة الدفن مباشرة وتتميز جدرانها بالمناظر الجميلة ذات الألوان الزاهية للملك فى علاقاته المختلفة مع الالهة والالهات فنجد على يسار الداخل مناظر تمثل الملك مع الالهة حتحور وامامه انوبيس ويقدم النبيذ الى حتحور الى ايزيس وامام حورس ابن ايزيس ويقدم النبيذ الى حتحور واما اوزيريس ثم يقدم الدهون الى بتاح. كما نشاهد على يمين الداخل مناظر تمثل الملك فى حضرة نفتيس والالهة والالهات بالتقريب بالاضافة الى الاله نفرتم الذى صور بدلا من الاله بتاح.
بعد ذلك نصل الى حجرة الدفن التى تتميز مدخلها بوجود منظر للالهة ماعت وحجرة الدفن هنا تتميز بوجود ستة اعمدة فى صفين ومنخفض فى ثلثها الاخير حيث يوجد التابوت كما تتميز بوجود تسعة حجرات جانبية مختلفة الاحجام ولم ينتهى العمال من نقش حجرة الدفن فأغلب ما بها من نصوص مرسوم فقط وهنا نجد للمرة الاولى فى مقبرة حور محب نصوص كتاب البوابات وهى نصوص تعطى وصفا لسير الشمس خلال الاثنى عشرة ساعة الليلية خلال اثنتى عشرة باب، يحمى كل منها ثعبان ضخم وعلى المتوفى معرفة اسم الساعة واسم الباب للمرور خلاله وقد حلت هذه النصوص هنا محل نصوص كتاب ماهو موجود فى العالم الآخر "امى دوات" الذى كان مفضلا فى المقابر التى سبقت عهد حور محب. وقد ظهر هنا للمرة الاولى ايضا قاعة اوزيريس وهى تشير الى الحساب فى الاخرة امام اوزيريس وهى جزء من مناظر الساعة الخامسة من كتاب البوابا،فنشاهد الاله اوزيريس قاضى الموتى وسيد الحياة جالسا على عرشه ومتوجا بتاج الوجهين مرتديا لباسه المعروف ممسكا بإحدى يديه صولجان "الحكا" وبالأخرى علامة الحياة(عنخ)ويقف امامه فى صورة مومياء "الاله الذى يحمل الميزان " وهو الميزان الذى خصص ليزن قلب المتوفى لمعرفة ما قام به من خير او شر والميزان هنا خالى وكان يوضع القلب فى كفة وتمثال إلهة الحق"ماعت"فى الكفة الأخرى. ويوجد سلم هابط خلف "الاله حامل الميزان"والسلم مكون من تسع درجات يقف على كل منها احد الالهة يمثلون جميعهم تاسوع "الصالحين" ونرى فوقهم مركب بداخلها قرد يضرب خنزيرا وهما يمثلان الهى الشر ابوفيس وست رمزا الشر ونشاهد بالقرب من المركب قردا ثانيا يمسك عصا وأعلى منه صورة للإله انوبيس. ويزين هذا المنظر افريز مكون من العلامة الهيروغليفية "خكر" كما يلاحظ وجود اربعة رؤوس لوعول وضعت عكسية فوق عرش الاله اوزيريس. ويجب ملاحظة المنظر الموجود فى الحجرة الجانبية حيث نشاهد منظر ملون للإله اوزيريس على الصخر الطبيعى فجسمه ملون باللون الابيض ووجهه لون بالاخضر. اما تابوت الملك فيوجد فى المنخفض فى نهاية حجرة الدفن وهو مصنوع من حجر الجرانيت الوردى وقد مثلت على اركانه الاربع الآلهات الحارسات ايزيس ونفتيس وسرقت ونيت ناشرا اجنحتهن على جوانب التابوت.
للموضوع بقية يتبع .... وادى الملوك ( الاقصر ) 3
استطاع اللورد كارنرفون ان يحصل عام 1917 م على موافقة مصلحة الآثار بالسماح له بالتنقيب فى وادى الملوك واستطاع فى نفس الوقت ان يقنع كارتر بالحفائر له فى الوادى. وبدأت الحفائر ومضى عام 1917 بدون ان تعطى الحفائر ما كان متوقعا منها،وتذكر كارتر ما قاله كل من بلزونى ودافيز وماسبيرو من ان الودى لفظ كل ما فيه. ولكن ثقة كارنرفون وصبر كارتر جعلتهما يواصلان الحفر خمس سنوات متتالية بدون نتائج محببة،ومر صيف عام 1922 واستمر الحفر فى مساحة صغيرة مثلثة الشكل امام مقبرة الملك رمسيس السادس الحالية،لم يسبق الحفر فيها بسبب زائرى مقبرة رمسيس السادس. وفى اوائل نوفمبر عام 1922 تم اكشاف مقبرة توت عنخ امون.
ويصف لنا كارتر ماحدث فيقول؛؛هذا هو بالتقريب الموسم الاخير لنا فى هذا الوادى بعد تنقيب استمر ما يقرب من 6 مواسم كامله دون جدوى. لقد وقف الحفارون فى الموسم الماض عند الركن الشمالى الشرقى من مقبرة رمسيس السادس وقد بدأت هذا الموسم الحفر فى هذا الجزء متجها نحو الجنوب،وكان يوجد فى هذه المساحة عدد من الأكواخ البسيطة التى استعملها العمال كمساكن عندما كانوا يشتغلون فى مقبرة رمسيس السادس واستمر الحفر حتى اكتشف احد العمال درجة منقورة فى الصخر تحت كوخ منهم،وبعد فترة بسيطة من العمل وصلنا الى مدخل منحوت فى الصخر على بعد 13 قدم اسفل مقبرة الملك رمسيس السادس،وازداد الأمل فى ان يكون هذا المدخل هو مدخل مقبرة ولكن الشكوك كانت ورائنا بالمرصاد من كثرة المحاولات السابقة التى كانت دون نتائج،فربما كانت مقبرة لم تتم بعد او انها لم تستخدم وان استخدمت فربما نهبت مثل المقابر الاخرى التى اكتشفت او يحتمل انها مقبرة لم تمس او تنهب بعد وكان ذلك فى 4 نوفمبر 1922.
واستمر الحفر حتى ظهر المدخل كاملا ثم ازيلت الاتربة عن 15 درجة اخرى تشكل سلما عرضه 1,6 متر وطوله اربعة امتار يؤدى الى مدخل آخر كان مسدودا بحجارة مطلية بالملاط عليها اختام توت عنخ امون(والختم عبارة عن شكل ابن آوى راقدا الممثل للاله انوبيس اله الجبانة وفوقه اسم توت عنخ امون داخل الخرطوش وتحته تسعة من الاسرى اعدا مصر ايديهم موثقة خلف ظهورهم). وقد تبين ان المقبرة فتحت فى الازمنة القديمة لان هناك اثار لفتحتين متعاقبتين اعيد طلائها بالملاط واكد ذلك وضع الاختام على المدخل فيبدو ان اللصوص فوجئوا حين سرقتها. فى 25 نوفمبر سنة 1922 هدم الحائط الذى يسد المدخل ووجد خلفه ممر محفور فى الصخر مملوء بالاتربة والانقاض وطوله 7,60 متر بعد ذلك وجد مدخل كان مسدودا ايضا بالاحجار. فى يوم 29 من نفس الشهر جرى رسميا افتتاح الغرفة الامامية التى كانت مكدسة بالأثاث الجنائزى الرائع للملك الصغير ويبلغ طوله 8×3,6 متر. ويوجد فى زاويتها اليسرى حائط وجد خلفه بعد هدمه غرفة الدفن التى كان بها المقصورة الخارجية الكبرى المصنوعة من الخشب المذهب وكان بداخلها ثلاث مقاصير اخرى متشابهه تضم التابوت الاصلى المصنوع من الحجر الرملى المتبور الاصفر،وتزين اركان هذا التابوت الآلهات الاربع الحارسات ايزيس ونفتيس ونيت وسلكت وقد غطين التابوت بأجنحتهن المنشورة،اما غطاء التابوت فهو لسبب لا نعلمه من الجرانيت الخشن وكان مكسورا ومطليا باللون الاصفر ليناسب لون التابوت. وكان هذا التابوت الحجر يضم بداخله ثلاثة توابيت متداخله. فالتابوت الاول ملفوف بأقمشة على صورة اله الموتى "اوزيريس" واليدان متقاطعان على الصدر تمسكان بالشارت الملكية المطعمة بعجينة زجاجية زرقاء وحمراء كرأس العقاب والثعبان والقائمين على جبهته. وكان التابوت مصنوعا من خشب مذهب والوجه واليدان مكسوة برقائق من الذهب،ومقابض فضية كانت تستخدم لتحريك الغضاء وعندما فتح التابوت وجد بداخله تابوت ثان اصغر قليلا منه ومندمج بداخله،والتابوت الثانى مصنوع من خشب مغطى بصفائح من ذهب ولكن كان مكسوا فى اجزائه بعجائن زجاجية متعددة الألوان. وعندما فتح التابوت الثانى وجد ايضا بداخله تابوت موميائى ثالث ملفوف بكتان احمر وكان الوجه هو الشىء الوحيد المكشوف والتابوت مصنوع من الذهب الصب وقد زين بمناظر الألهتين نخبت حامية الوجه القبلى والالهة واجيت حامية الوجه البحرى وهما ناشرتان اجنحتهما على ذراعى الملك م تتشابك اجنة كل من ايزيس ونفتيس على الجزء الاسفل من التابوت دلالة حماية الجسد المحفوظ داخله. وعندما فتح هذا التابوت ظهر القناع الذهبى الشهير لملك توت عنخ امون ولا يزال موجود الآن فى حجرة الدفن التابوت الحجرى والتابوت الخشبى الثانى وموياء الملك.
وتبلغ مساحة غرفة الدفن 6,40×4,03 متر وتتميز بوجود غرفة جانبية اطوالها 4×3,50 متر،كما تتميز الغرفة الامامية ايضا بحجرة جانبية اطوالها4×2,90 متر وجميع هذه الحجرات كانت مكدسة دون اى نظام بالأثاث الجنائزى للملك توت عنخ امون وقد يؤكد ذلك دخول اللصوص هذه المقبرة وهذه الكنوز محفوظة الآن بالمتحف المصرى.
تعتبر مقبرة الملك توت عنخ امون المقبرة الملكية الوحيدة التى وصلت الى ايدينا كاملة وقد يرجع السبب فى هذا ان الملك رمسيس السادس كان قد امر بحفر مقبرته بعد وفاة الملك توت عنخ امون بما يقرب من مائتى عام فوق المكان الذى اتخذه توت عنخ امون مقرا ابديا له. وقد قام عمال رمسيس السادس دون قصد برمى الرمال والاحجار المتبقية من الحفر فوق مدخل مقبرة توت عنخ امون بل وبعد ذلك شيدوا اكواخا لهم فوق الرديم ويعتقد كارتر ان هناك عواصف غسلت جميع الاثار المؤدية الى المدخل. وقد ساعد هذا على بقاء المقبرة بعيدة عن ايدى العابثين حتى وجدها كارتر تكاد تكون سليمة فى نوفمبر سنة 1922. تنحصر مناظر المقبرة المرسومة بالالوان فى حجرة الدفن،ولعل اهمها المنظر الموجود على الجدار الشرقى ويمثل جنازة الملك،اذ نرى مركب موضوعة على زحافة ويقوم بسحبها مجموعة من اصدقاء وعظما القصر،ونشاهد بداخل المركب ناووس بداخله التابوت الموميائى،وفوقه نص يشير الى "الاله الطيب سيد الارضين نب خبرو رع معطى الحياة للابد". وهناك اكثر من منظر مرسوم بالالوان على الجدار الشمالى لغرفة الدفن وهو الجدار المواجه للداخل، فنرى الملك " آى "على رأسه التاج الازرق وهو الملك الذى تولى العرش بعد موت الملك توت عنخ امون،لابسا جلد الفهد بصفته الأب الالهى وهو يقوم بطقسة فتح الفم لمومياء الملك بأن يلمس وجه المومياء الاوزيرية للمك توت عنخ امون بالفأسين الصغيرين المعروفين بإسم " نوتى ". ثم يردد قائلا "أنا افتح فمك لكى تتكلم وافتح عينيك لكى ترى رع وأذنيك لكى تسمع تبجيلك(ثم)تمشى على رجليك لكى تدفع عنك الأعداء" والهدف من هذه الطقسة هو اعطاء الحياة للمومياء بحيث تستعيد القدرة على تسلم الطعام الذى يقدم لها فى العالم الآخر. بعد ذلك هناك منظر يمثل الآلهة نوت ربة السماء وسيدة الالهة تحمى الملك الواقف امامها وتعطيه الصحة والحياة وأخيرا نتابع على الجدار الشمالى الملك توت عنخ امون وهو يحتضن "الاله اوزيريس " وخلف الملك قرينه "الكاء" فى صورته الملكية وفوق رأسه الاسم الحورى للملك داخل رمز "الكا". بعد ذلك نشاهد منظرا آخر على الجدار الغربى يمثل الساعة الاول من كتاب ماهو موجود فى العالم الاخر"أمى دوات"،ونرى فيه اثنى عشر قردا فى ثلاثة صفوف ربما يمثلون ساعات الليل الاثنى عشر وفوقهم نشاهد خمسة من الآلهة الواقفين ثم مركب الشمس يتوسطها الاله خبر فى صورة جعل بين شكلين للاله اوزيريس فى حالة تعبد. المنظر الاخير نراه على الجدار الجنوبى من حجرة الدفن وهو يمثل الملك توت عنخ امون يتوسط الالهة حتحور التى نعطيه علامة الحياة "عنخ" والأله انوبيس رب الجبانة. واخيرا انه اذا كان الاستعجال قد سيطر على عملية الدفن فأن هذه العملية قد تمت مع ذلك طبقا للشعائر وفضلا على ذلك فإن المقبرة يتجلى فيها تخطيط فرضته قوانين دينية واضحة.
وكل مايمكن التسليم به على اكثر تقدير هو ان هذا المكان ربما لم يكن مقدرا اصلا للمك وانما خصص للميت دون مخالفة القواعد الاساسية للعمارة الجنائزية الملكية فى ذلك العصر. على ان الظروف التى احاطت بحياة الملك ومماته هى وحدها الجديرة بأن تساعد ولا ريب على تفهم هذه المتناقضات الظاهرة لقد اثارت المقبرة هذه المشكلة ولكنها لم تعرض لها حلا.
مقبرة الملك امنحوتب الثانى
اتخذت مقبرة امنحوتب الثانى فى اسلوبها المعمارى نفس النظام بالتقريب الموجود فى مقبرة تحتمس الثالث اى انها تتكون من محورين يكونان بينهما زاوية قائمة. اكتشف لوريه هذه المقبرة عام 1898 وهى تبداء من المدخل بسلم هابط يوصل الى دهليز او ممر منحدر منحوت فى الصخر يوصل الى حجرة مستطيلة شكلت ارضيتها على هيئة سلم هابط ومنها الى ممر اخر. ثم بعد ذلك نصل الى حجرة البئر وهى مسقوفه الآن من قبل هئة الاثار لتسهيل الوصل الى حجرة الدفن. وتتميز حجرة البئر هنا بوجود حجرة جانبية مستطيلة وهى تجديد لم نراه من قبل،بعد ذلك نصل الى غرفة مستطيلة خالية من المناظر والنصوص ويعتمد سقفها على عمودين وينتهى بها المحور الاول ويبدأ بها ايضا المحور الثانى. ونجد فى نهاية هذه الصالة على يسار الداخل درج هابط يوصل الى ممر قصير يؤدى الى حجرة الدفن وحجرة الدفن هنا عبارة عن صالة كبيرة تشمل على ستة اعمدة فى صفين وبين العمودين الاخيرين درج يؤدى الى مستوى منخفض يوجد فيه التابوت الذى كان يحوى المومياء الملكية حتى عام 1937 ثم نقلت الى المتحف المصرى،وقد نحت التابوت من الحجر الرملى المتبلور المعروف باسم الكوارتزيت وتكتنف حجرة الدفن اربع حجرات صغيرة. وقد وجد لوريه عام 1898 فى الحجرة الثانية على يمين الداخل تسع مومياوات ملكية نذكر منها مومياوات تحتمس الرابع وسيتى الثانى وست نخت ورمسيس الثال ورمسيس الرابع اما الحجرة الاولى على يمين الداخل فكان بها ثلاث مومياوات لأشخاص غير معروفين.
وقد زينت حجرة الدفن بالالوان الزاهية وقد اتبع فيــها ما اتبع فى مقبرة الملك تحتمس الثالث حــــتى لتبدو وكأنها بردية هائلة الحجم مفتوحة ومرســومة بمناظر ونصوص من كتاب ما هو موجود فى العالم الاخر "امى دوات" اما سقفها فقد لون باللون الازرق وبها نجوم لونت باللون الاصفر اما اعمدة هذه الصالة فقد مثل عليها الملك امنحوت الثانى وهو يتقبل علامة الحياة (عنخ) كل من الاله اوزيريس والاله انوبيس والالهة حتحور والجميع ينتمون الى الهة العالم الاخر.
مقبرة الملك آى
وهذه المقبرة تقع فى خانق جبلى عند نهاية الفرع الغربى لوادى الملوك وهى تحمل رقم (23) والمقبرة ومحفورة فى صخر الجبل لمسافة تصل الى 66 مترا. وقد اكتشفت عام 1817 على يد "جيوفانى بلزونى" حيث حفر اسمه فخورا على باب المقبرة وتاريخ اكتشافها،وعندما دخل المقبرة ودخل غرفة الدفن اطلق احد عماله على المقبرة اسم" مقبرة القرود" متأثرا فى ذلك بأحد المناظر المرسومه على حوائطها والذى يمثل اثنى عشر قردا مرتبة فى ثلاثة صفوف ولم يتمكن "آى" من استكمال الا نصف ماقدر لمقبرته من تخطيط وقد نفذت مناظرها على اسعجال فوق طبقة خشنة غير مستوية من الجص.
وقد تعرضت مقبرة آى للتخريب المتعمد فى العصور القديمة بهدف ازالة اسم المتوفى من مقبرته لمحو ذكراه وشخصه من الوجود محوا تاما. ويمكن الدخول الى المقبرة من خلال درج منحدر يؤدى الى مدخل المقبرة الذى يعقبه ممر منحدر يؤدى الى درج آخر ثم ممر منحدر يقضى الى غرفة صغيرة يفضى الى غرفة الدفن التى تليها غرفة داخلية صغيرة. تحتوى غرفة الدفن فى الوقت الحاضر على التابوت الجرانيتى الوردى بعد ان تمت اعادته من المتحف المصرى ليعرض فى مكانه الاصلى بالمقبرة. وتزين حوائط غرفة الدفن مناظر مختلفة ذات الوان لامعه. فالحائط الشمالى تحلية مركب ذات قائمين على هيئة الصقر ومنظر للالهة "نفتيس"كما تحليه صورة لمركب آخر بداخله اعضاء التاسوع المقدس،وهذا بالاضافة الى نصوص من كتاب الموتى اما حائط المدخل فعليه منظران احدهما على اليمين وهو يمثل الملك آى وزوجته وهما يطعنان فرس النهر فى الاحراش المائية. وعلى الشمال نشاهد آى وزوجته ايضا وهما يستقلان زورقا صغيرا يسير بهما وسط ادغال البردى. والحائط الايمين للغرفة تزينه بعض مناظر من كتاب ماهو موجود فى العالم الاخر "امى دوات". وتمثل هذه المناظر مركب اله الشمس تتقدمه خمس معبودات ومن اسفل ذلك منظر لأثنى عشر قردا مرتبة فى ثلا صفوف رمزا لساعات الليل. ويشمل الحائط الخلفى للغرفة عدة مناظر مرتبة من اليسار الى اليمين على النحو التالى :
منظر لابناء حورس الاربعة وبينهم مائدة قرابين ثم منظر الملك تحتضنه الألهة "حتحور" ومنظر آخر الملك ترحب به الالهة "نوت" ربة السماء ومظر وهو يتسلم رمز الحياة من "حتحور" ومنظر للملك تتبعه الروح وهو يتسلم رمز الحياة من "حتحور" وأخيرا منظر لملك يحتضنه الاله "اوزيريس". وقد تم ترميم المقبرة واعدادها للزيارة فى عام 1994.
مقبرة الملك حور محب
يعتبر اكتشاف مقبرة الملك حور محب من الاكتشافات العظيمة التى تمت قبل اكتشاف مقبرة توت عنخ امون وقد توصل اليها الاثرى الامريكى ثيودور دافيز ومساعده فى ذلك الوقت ادوارد ارتون وذلك يوم 25 فبرايل 1908. وقد استطاع بعد اربعة ايام فقط من ازاحة الرمال والاحجار والدخول الى داخل المقبرة وكان من رأيه ان هذه المقبرة بها مناظر جميلة ذات الوان زاهية. كما اشار الى تابوت الملك الذى لا يزال للآن داخل حجرة الدفن والبعض القليل الذى عثر عليه من الاثاث الجنائزى. ويعتقد هورنج ان اللصوص فى عهد الرعامسة كانوا هم آخر من زاروا هذه المقبرة قبل ان يكتشفها دافيز،والدليل على ذلك فى رأيه هو عدم العثور بداخلها على كتابات اخرى للزوار من عصور متأخرة كتبت بالونانية او اللاتنية او القبطية. لم تكن مقبرة حور محب فى وادى الملوك هى المقبرة الوحيدة التى امر بنقرها فى صخر الجبل هناك بل شيد فى بداية حياته عندما كان ضابطا بالجيش مقبرة له فى منطقة سقارة،وقد تفرقت للاسف اغلب مناظرها فى المتاحف العالمية،اغلبها يوجد فى متحف ليدن بهولندا والبعض الاخر فى متحف برلين وأجزاء اخرى فى متاحف لندن ونيويورك وباريس وفينا.
تبدأ مقبرة حور محب مرحلة اخرى من مراحل تطور المقابر الملكية فهى تتكون من محورين متوازيين،ويبدأ المحور الاول بالمدخل والممرات ثم البئر ومن بعده نجد حجرة متسعة ذات عمودين يبدأ منها المحور الثانى الذى يوصل الى حجرة الدفن. لم يمتد العمر أغلب الظن بالملك حور محب حتى يستكمل مناظر ونقوش هذه المقبرة الملكية،إلا ان الاجزاء التى لم تتم نقشها او رسمها وتلوينها هى التى امدتنا بمراحل التطور المختلفة التى تستلزم لنقش او رسم وتلوين منظر معين،اذ نجد بعض الجدران بداخلها غير ممهد للرسم والبعض الآخر جهز للرسم عليه وجدران اخرى عليها مناظر رسمت بالمداد الاحمر وبعضها عليه تصحيح بالمداد الاسود كما نشاهد مناظر اخرى منقوشه وملونه فى منتهى الدقة والجودة كل هذه المراحل من رسم وتصحيح ونقش وتلوين يمكن تتبعها خطوة بخطوة فى مقبرة حور محب فى مدرسة بأكملها،ولعل التجديد هنا ان الفنان قد انتقل من مرحلة الرسم التى شاهدناها فى المقابر الملكية السابقة الى مرحلة النقش الملون. هذا بالنسبة للمناظر التى انتهى العمل منها على الاقل.
تبدأ المقبرة بسلم هابط ثم نصل الى الممر بعد ذلك نصل الى حجرة شكلت ارضيتها على هيئة سلم هابط على آخر جانبيه مشكاتان منحوتتان فى الصخر ومنه الى الممر ومنه الى غرفة البئر والحجرة مسقوفة الآن من قبل هيئة الاثار للممرور من فوقها. وتتميز الجدران التى فوق البئر بالمناظر الدينية الجميلة ذات الألوان الزاهية،فنرى على يسار الداخل مناظر ملونة منقوشة تمثل الملك فى حضرة بعض ألهة وآلهات العالم الاخر مثل انوبيس وحورس ابن ايزيس والالهة ايزيس وحتحور والهة الغرب أمنت وعلى يمين الداخل نشاهد الملك بين حورس وحتحور وامام اوزيريس وانوبيس وحورس ابن ايزيس.
بعد ذلك نصل الى قاعة مربعة ذات عمودين ينتهى عندها المحور،ونجد فيها سلم هابط على يسار الداخل يبداء منه المحور الثانى الذى يوصل الى ممر قصير ومنه الى هابط على جانبيه مشكاتان غائرتان. بعد ذلك نصل الى حجرة مستطيلة،وهى الحجرة التى تسبق حجرة الدفن مباشرة وتتميز جدرانها بالمناظر الجميلة ذات الألوان الزاهية للملك فى علاقاته المختلفة مع الالهة والالهات فنجد على يسار الداخل مناظر تمثل الملك مع الالهة حتحور وامامه انوبيس ويقدم النبيذ الى حتحور الى ايزيس وامام حورس ابن ايزيس ويقدم النبيذ الى حتحور واما اوزيريس ثم يقدم الدهون الى بتاح. كما نشاهد على يمين الداخل مناظر تمثل الملك فى حضرة نفتيس والالهة والالهات بالتقريب بالاضافة الى الاله نفرتم الذى صور بدلا من الاله بتاح.
بعد ذلك نصل الى حجرة الدفن التى تتميز مدخلها بوجود منظر للالهة ماعت وحجرة الدفن هنا تتميز بوجود ستة اعمدة فى صفين ومنخفض فى ثلثها الاخير حيث يوجد التابوت كما تتميز بوجود تسعة حجرات جانبية مختلفة الاحجام ولم ينتهى العمال من نقش حجرة الدفن فأغلب ما بها من نصوص مرسوم فقط وهنا نجد للمرة الاولى فى مقبرة حور محب نصوص كتاب البوابات وهى نصوص تعطى وصفا لسير الشمس خلال الاثنى عشرة ساعة الليلية خلال اثنتى عشرة باب، يحمى كل منها ثعبان ضخم وعلى المتوفى معرفة اسم الساعة واسم الباب للمرور خلاله وقد حلت هذه النصوص هنا محل نصوص كتاب ماهو موجود فى العالم الآخر "امى دوات" الذى كان مفضلا فى المقابر التى سبقت عهد حور محب. وقد ظهر هنا للمرة الاولى ايضا قاعة اوزيريس وهى تشير الى الحساب فى الاخرة امام اوزيريس وهى جزء من مناظر الساعة الخامسة من كتاب البوابا،فنشاهد الاله اوزيريس قاضى الموتى وسيد الحياة جالسا على عرشه ومتوجا بتاج الوجهين مرتديا لباسه المعروف ممسكا بإحدى يديه صولجان "الحكا" وبالأخرى علامة الحياة(عنخ)ويقف امامه فى صورة مومياء "الاله الذى يحمل الميزان " وهو الميزان الذى خصص ليزن قلب المتوفى لمعرفة ما قام به من خير او شر والميزان هنا خالى وكان يوضع القلب فى كفة وتمثال إلهة الحق"ماعت"فى الكفة الأخرى. ويوجد سلم هابط خلف "الاله حامل الميزان"والسلم مكون من تسع درجات يقف على كل منها احد الالهة يمثلون جميعهم تاسوع "الصالحين" ونرى فوقهم مركب بداخلها قرد يضرب خنزيرا وهما يمثلان الهى الشر ابوفيس وست رمزا الشر ونشاهد بالقرب من المركب قردا ثانيا يمسك عصا وأعلى منه صورة للإله انوبيس. ويزين هذا المنظر افريز مكون من العلامة الهيروغليفية "خكر" كما يلاحظ وجود اربعة رؤوس لوعول وضعت عكسية فوق عرش الاله اوزيريس. ويجب ملاحظة المنظر الموجود فى الحجرة الجانبية حيث نشاهد منظر ملون للإله اوزيريس على الصخر الطبيعى فجسمه ملون باللون الابيض ووجهه لون بالاخضر. اما تابوت الملك فيوجد فى المنخفض فى نهاية حجرة الدفن وهو مصنوع من حجر الجرانيت الوردى وقد مثلت على اركانه الاربع الآلهات الحارسات ايزيس ونفتيس وسرقت ونيت ناشرا اجنحتهن على جوانب التابوت.
للموضوع بقية يتبع .... وادى الملوك ( الاقصر ) 3
مقبرة الملك رمسيس الاول
المعروف ان الملك رمسيس الاول الذى خلف حور محب والذى يعتبر اول ملوك الاسرة التاسعة عشرة حكم مدة صغيرة جدا ولهذا لم يتم استكمال مقبرته،وللوصول الى هذه المقبرة بواسطة سلم مزدوج الدرجات وقد عملت حجرة الدفن عند نهاية درجات السلم الثانى بعد ان كانت النية متجهة فى الاصل الى اقامة مقبرة كبيرة وهامه وهى تستحق الاهتمام والزيارة لما تظهره رسومها الملونة من تطور الرسوم فى عصر الاسرة التاسعة عشرة. فالتلوين الكامل للصورة التى نراها هنا والذى يختلف عن تلون الخطوط الأولية الذى نجده فى مقابر اخرى مثل مقبرة تحتمس الثالث ومقبرة امنحوتب الثانى كان مرحلة فى سبيل تلوين الصور البارزة التى توجد فى المقبرة المجاورة وأعنى بكلامى مقبرة سيتى الاول ابن رمسيس وخليفته. وهناك سلم هابط الى المدخل يؤدى الى الممر منحدر وسلم ثان يصل بنا الى حجرة التابوت حيث يوجد التابوت الجرانيتى وعليه صور ونقوش ملونه باللون الاصفر ،اما جدران الحجرة فمغطاة باللون الرمادى رسمت عليه المناظر والنقوش بالألوان،فمن اليمين عند دخولنا نجد الإلهه ماعت مع الملك وهو يقدم النبيذ الى الأله نفرتوم، والى اليسار تظهر ماعت ثانية مع الملك الواقف امام بتاح وبجواره الرمز "جد" الذى يمثل العمود الفقرى لأوزيريس وعلى الحائط الغربى نرى مركب الشمس يجره اربعة اشخاص وتحت المركب الاله اتوم يذبح الثعبان الخبيث ابوفيس ،اما الكتابات فهى منقولة عن "كتاب البوابات" وخلف التابوت من الجهة الجنوبية نرى الملك مع اتوم ومن خلفه نيت يقوده حورس بن ايزيس الى اوزيريس وامامه حورس ظهير امه. وهناك فجوة داخل هذا الحائط يوجد فوقها الملك راكعا بين اشخاص ممثلين برؤوس ابن أوى واخرين برؤوس الصقر وهم الذين يمثلون ارواح بى ونخن عاصمتى الوجهيين البحرى والقبلى فى العصر العتيق، وفى الفجوة نفسها رسم لأوزيريس بين اله ذى رأس كبش وثعبان مقدس وعلى الحائط الشرقى(الايسر)نرى رمسيس الاول بين انوبيس وحورس اما الكتابات والصور فهى مأخوذة من كتاب البوابات.
مقبرة الملك سيتى الاول
حديثنا الآن عن اهم المقابر الملكية واضخمها التى نحتت فى صخر الجبل بطيبة الغربية فى الاسرة التاسعة عشرة ،اذا يبلغ طولها 98 مترا ولا زالت للآن تتميز بألونها الزاهية ومناظرها الجميلة ونقوشها الرائعة وعلى الرغم من ان المقبرة كانت معروفه ايام حكم اليونان لمصر إلا انها تعرف فى بعض الكتب العلمية بأسم مقبرة بلزونى الذى اعاد اكتشافها فى 17 اكتوبر عام 1817 واصبحت ملتصقه بأسمه.
وتستمر مقبرة سيتى الاول فى نفس المرحلة التى بدأها من قبل حور محب فهى تتكون من محورين متوازيين،يبدأ الاول بالمدخل والممرات حتى نصل الى حجرة البئر ومن بعده نجد حجرة متسعة ذات اربعة اعمدة فى صفين يبدأ منها المحور الثانى الذى يوصل عن طريق أكثر من سلم هابط وأكثر من ممر الى حجرة الدفن ، ولعل التجديد هنا فى الاضافات المعمارية الواضحة التى ينتهى بها الحجرة هنا يحمل سقفها اربعة اعمدة بدلا من اثنين كما كان متبعا من قبل،كذلك الحجرة التى تليها لم تقابلنا من قبل. كذلك يلاحظ فى المحور الثانى ان احد الحجرات الجانبية فى حجرة الدفن وهى الحجرة الثانية على يسار الداخل تتميز بوجود رفوف يحتمل انه كان يوضع عليها بعض التماثيل او الاشياء النفيسة من الاثاث الجنائزى، اما من ناحية النصوص والمناظر فيمكن نشاهد ما هو جديد على جدران المقبرة اذ نجد على جدرانها الاناشيد الشمسية الطويلة والاناشيد الموجه لعين حورس وقصة هلاك البشر. هذا بجانب ما هاو معروف من قبل مثل كتاب البوابات وكتاب "امى دوات" اما من ناحية المناظر فأشهرها المناظر الفلكية من ابراج ونجوم وكواكب المسجلة على السقف المقبى لحجرة الدفن، كما يلاحظ هنا ايضا الانتقال الى نقش المناظر الذى شاهدناه من قبل فى مقبرة حور محب وأصبح هنا حقيقة يمكن تتبعها فى اغلب مناظر سيتى الاول اذ ان اغلب مناظر مقبرة سيتى الاول منقوشة نقشا بارزا وملونة بالوان زاهية وان كانت هناك بعض المواضيع حيث نشاهد الخطوط الخارجية فقط لبعض المناظر،إلا ان الرسوم لها قيمتها على اعتبار انها تظهر لنا الطرق التى امكن بها اخراج هذه الاعمال الفنية الرائعة فى ظلام هذه الحجرات المنحوتة فى صخر الجبل.
تبدأ المقبرة بسلم هابط يوصل الى ممر وقد زين سقفه بطيور العقاب ناشرة اجنحتها اما الجدار الذى على يمين الداخل فقد سجلت عليه للمرة الأولى كما اوضحت اناشيد لمديح اله الشمس رع،اما على يسار الداخل فنرى الملك امام الاله رع حور آختى ثم ثالولث الشمس المقدس فى مراحله المختلفة بين ثعبان وتمساح وقد مثل على هيئة جعل "خبر" وهو يمثل شمس الظهيرة القوية وأخيرا صور اله على هيئة كبش داخل قرص الشمس ايضا ممثلا للإله اتوم الذى يرمز للشمس الغاربة. بعد ذلك نصل الى سلم هابط على جانبيه مشكاتان غائرتان فى الصخر،نشاهد على يمين ويسار الداخل مناظر تمثل المردة(او الجبان او الشيطان)بأسمائهم ثم أجزاء من اناشيد للإله رع وبداية الساعة الرابعة من كتاب "امى دوات" وتنتهى المناظر التى على اليمين بمنظر للإلهة نفتيس راكعة والتى على اليسار بمنظر للآلهة ايزيس راكعة. ونشاهد على العتب العلوى للمدخل الموصل الى الممر صورة للآلهة ماعت المجنحة راكعة ثم نصل الى ممر آخر وقد نقشت على جدرانه مناظر تمثل الساعة الرابعة من كتاب "امى دوات" على الجدار الأيمن والساعة الخامسة على الجدار الأيسر، بعد ذلك نصل الى حجرة البئر وتتميز الجدران التى فوق البئر بمناظر جميلة فنشاهد على اليسار الإله انوبيس ثم الاله حورس ابن ايزيس يقود الملك الى الألهة حتحور التى يقدم لها النبيذ فى منظر آخر ثم نشاهد الملك امام اوزيريس وأخيرا نشاهد ألهة الغرب امنت ،اما على اليمين فنشاهد نفس المناظر بالتقريب مع بعض الاختلافات الطفيفة. والآن ندخل صالة ذات اربعة اعمدة نرى على شمال الداخل مناظر ونصوص من الفصل الرابع من كتاب البوابات تتميز بالمناظر المشهورة الذى يمثل شعوب البشر الاربعة ممثلة كمصرى ثم اسيوى ثم نوبى وأخيرا ليبى اما على يمين الداخل فهناك مناظر ونصوص من الفصل الخامس من كتاب البوابات،نشاهد على واجهات الاعمدة الاربع المناظر المعتادة لعلاقة الملك سيتى بالآلهة والآلهات المختلفة امثال بتاح وحورس ابن ايزيس ، امنت ورع حور آختى ، شو ، سرقت ايزيس ، ححور ، اتوم ، نفتيس ، نيت وبتاح سكر. نصل من الصالة ذات الأربعة اعمدة الى صالة ذات عمودين على استقامة المحور الأول للمقبرة،ويلاحظ ان مناظر هذه الحجرة لم يتم نقشها اذ رسم على جدرانها فقط باللون الاحمر ومصححا باللون الاسود مناظر ونصوص من كتاب ماهو موجود فى العالم الاخر "امى دوات" وبالنسبة للعمودين فقد رسم على واجهات العمود الأول الملك فى علاقاته المختلفة مع نفرتم ورع حور آختى وماعت وأتوم وتمثل مناظر واجهات العمود الثانى الملك مع ماعت ثم يقوم بالتطهير والتبخير امام اوزيريس وهو يتقبل العقد "منيت" من الالهة حتحور وأخيرا مع الاله سكر اوزيريس. نعود ثانية الى الصالة ذات الاربعة اعمدة وننزل من السلم الذى على اليسار لنصل الى ممر فنرى على اليمين قائمة للقرابين ثم اناشيد المديح الموجه لعين الاله حورس ثم نشاهد مجموعة من الكهنة يقومون بطقوس امام بعض التماثيل الملكية، اما على يسار الداخل بالنسبة للمرين السابقين فنشاهد الملك جالسا وامامه مائدة قرابين ثم مجموعة من الكهنة يقومون بطقوس دينية امام بعض التماثيل الملكية ثم نصوص خاصة بطقسة فتح الفم.
بعد ذلك نصل الى غرفة صغيرة وهى الحجرة التى تسبق حجرة الدفن،فنشاهد على جدرانها المناظر المعتادة التى نراها غالبا على جدران مثل هذه الحجرات وهى تمثل الملك فى علاقاته المختلفة مع الالهة والالهات المختلفة فنجد على اليسار حتحور ، انوبيس،حورس ابن ايزيس،اوزيريس وبتاح اما على اليمين فهناك نفس الالهة والالهات عدا بتاح الذى حل نفرتم محله. نصل الآن الى الجزء الامامى من حجرة الدفن وهو عبارة عن حجرة مستطيلة ذات ستة اعمدة فى صفين،وقد سجل على واجهات الاعمدة الاربعة المناظر المعتادة التى تمثل الملك فى علاقاته مع الآلهة والآلهات المختلفة ويلاحظ هنا انه يوجد على الاعمدة اليسرى مناظر تمثل ارواح مدينة "ب" راكعة برأس الصقر وعلى العمود الاخير من الاعمدة اليمنى لا يزال يوجد منظر يمثل ارواح"نخن"برأس ابن آوى راكعا ايضا. تمثل المناظر التى على الجزء الايسر من حجرة الدفن الفصلين الاول والرابع من كتاب البوابات اما المناظر التى على الجزء الايمن فتمثل الفصل الثانى من كتاب البوابات. نصل الآن الى الثلث الأخير من حجرة الدفن حيث كان يوجد التابوت ويتميز بسقفه الذى يمثل السماء وسجل عليه ما املاه الخيال من مناظر فلكية مثل الابراج السماوية والنجوم والكواكب ويجب ملاحظة منظر الألهة ايزيس الراكعة على اليسار ومنظر الألهة نفتيس الراكعة على اليمين اما النصوص ومناظر هذا فأغلبها من كتاب "امى دوات". اما عن التابوت فهو محفوظ الآن بمتحف سوان بلندن،وقد زودت حجرة الدفن بخمس حجرات،حجرتان على اليمين وحجرتان على اليسار وحجرة ذات اربعة اعمدة نصل اليها عن طريق المنخفض حيث كان يوجد التابوت، وتتميز الحجرة الاولى التى على اليمين بنسبة للداخل مباشرة بنصوص قصة هلاك البشرية والمنظر الشهير للآلهة حتحور على هيئة بقرة واقفة تمثل بطنها السماء وما عليها من نجوم يرفعها الاله شو اله الهواء فوقها سفينة الاله رع بينما آلهة اخرى تتجمع تحتها كذلك تتميز الحجرة الاخرى ذات العمودين التى على اليسار برفوف ممتدة بطول ثلاث جوانب ويحتمل ان هذه الرفوف كانت مخصصة لوضع التماثيل عليها. وأخيرا نجد فى حجرة الدفن سلم هابط يوصل الى ممر او بمعنى اخر سرداب لا نعرف حتى الآن السبب من وجوده وهو ممتد لمسافة تصل الى 100 متر. وقد تم العثور مومياء الملك سيتى الاول فى خبيئة الدير البحرى عام 1881.
مقبرة الملك رمسيس الثانى
تقع هذه المقبرة الى الجانب الايمين من الطريق فى مواجهة مقبرة رمسيس التاسع، وهى ذات طول كبير ومحلاة برسوم وكتابات بارزة بروزا قليلا ، ولكنها مملوءه جزئيا بالأنقاض. وقد لقى رمسيس الثانى نفس مصير ملوك مصر فسرقت مقبرته قبل تقرير اللجنة الملكية فى عهد رمسيس التاسع ونقلت موميائه حوالى عام 100 ق.م. الى مقبرة ابيه سيتى الاول بعد ان جردت من لفائفها. وبعد ذلك صنع له تابوت جديد للملك ونقل عام 973 ق.م. تقريبا الى مقبرة "آن حابو" حتى يكون هناك ضمان اكبر لسلامته. وبعد ذلك بعشرة سنوات تقريبا نقل الى مقبرة امنحوتب الثانى ثم انتهى به المطاف الى خبيئة الدير البحرى حتى عام 1881 عندما نقل الى المتحف المصرى .والمقبرة فى هذا الوقت غير صالحة تماما للزيارة
مقبرة الملك مرنبتاح
نحتت هذه المقبرة فى صخر الجبل على محور واحد من الشرق الى الغرب مسافة تصل الى 110 متر. ويبدو ان المقبرة قد نهبت بعد موته بفترة،اذ كشف لوريه عام 1898 عن مومياء مرنبتاح ضمن المومياوات الملكية التى كانت مختبئة داخل مقبرة امنحوتب الثانى وذلك بعد ان تحقق من البطاقةالمثبتة عليها. وقد توصـــل لبسيوس الى المقبرة ودخل فيها ولم يستطيع الوصول الى غرفة الدفن وذلك بسبب كثرة ما بداخلها من رديم وقد بدأ كارتر عام 1903 فى تنظيف المقبرة حتى وصل الى حجرة الدفن. نشاهد بأعلى المدخل على العتب العلوى المنظر المألوف الذى يمثل قرص الشمس ممثلا للإله رع وبداخله كل من الجعل الممثل للإله خبر وصورة انسان برأس كبش تمثل الأله اتوم وتتعبد كل من الألهة نفتيس راكعة على اليمين والألهة ايزيس راكعة على اليسار لهذا الثالوث المقدس. كما نشاهد على العتب العلوى للممر منظر الاله حح راكع يتوسط كل من ايزيس راكعة على اليسار وحتحور راكعة على اليمين وتقدم الآلهتان التحية "نينى للإله حح. تصور المناظر المسجلة على يسار الداخل للممر الاول الملك امام رع حور آختى ثم نصوص خاصة بمديح إله الشمس رع ومنظر يمثل القرص بين ثعبان وتمساح . وتستمر الاناشيد الخاصة بمديح إله الشمس رع على الجدار الذى على يمين الداخل ،نهبط بعد ذلك فى ممر منحدر فنشاهد قرص الشمس المجنح وتتتابع اناشيد المديح الخاصة بالإله رع، وقد سجل على جدران هذا الممر على اليمين ويسار الداخل مناظر لبعض الآلهة تصعد بعض الدرجات ثم الفصل الثانى على الجدار الأيمن من كتاب البوابات، كذلك هناك ايضا مناظر ونصوص من كتاب "امى دوات" فنشاهد على اليسار مناظر الساعة الثالثة والإله انوبيس وأسفله الألهة ايزيس،وعلى اليمين نتابع الساعة الرابعة ونشاهد الأله انوبيس وأسفله الألهة نفتيس،ويتميز سقف هذا الممر بالمناظر الفلكية.
نصل الآن الى ممر ثالث وقد سجل على جدرانه نصوص ومناظر من كتاب "امى دوات" تمثل الساعة الرابعة والخامسة ندخل الان القاعة فنشاهد فى الجزء الامامى منها نصوص ومناظر الساعة العاشرة والحادية عشرة من كتاب "امى دوات" ونرى على الجدار الايسر منظر يمثل الاله اوزيريس ثم اثنان من ابناء حورس وأربعة من الآلهة والآلهات ثم الاله انوبيس وامامه شكلين صغيرين لأثنين من ابناء حورس ثم نشاهد على الجدار الايمن نفس المناظر بالتقريب ولكن الكاهن "ايون موت اف" حل محل انوبيس. ندخل الآن صالة يحملها سقفها اربعة اعمدة على صفين وقد زينت الوجهات الأربعة للأعمدة الأربعة بمناظر تمثل الملك فى علاقاته المختلفه مع كل من اوزيريس ، بتاح ،رع ، اوزيريس برأس كبش ، ورع حور آختى ثم انوبيس، وتتميز هذه الصالة بمدخل فى جدارها الشمالى يوصل الى غرفة ذات عمودين تتميز بنيشة فى الجانب الغربى منها ومناظر الصالة توضح صور لأبناء حورس الاربعة فنشاهد على اليسار امستى ودواموتف ثم الألهة ايزيس ونرى على اليمين حعبى وقبح سنواف ثم الالهة نفتيس اما الجدار الخلفى فى مواجهة الداخل فعليه منظر يمثل الملك اوزيريس جالسا، نعود ثانية الى الصالة التى يتوسطها منحدر يوصل الى ممر رابع ويتميز العتب العلوى للقاعة بمنظر للالهة ماعت جالسة مجنحة،اما النصف الأيسر لهذه الصالة فقد سجل عليه مناظر ونصوص تمثل الفصل الثالث والرابع والخامس من كتاب البوابات ثم منظر شعوب البشر الاربعة وقد مثل الفصل الثالث من كتاب البوابات على النصف الأيمن من هذه الصالة بعد ذلك نشاهد مرنبتاح يقدم تمثال الألهة ماعت والنبيذ للاله اوزيريس. نصل الآن الى حجرة بها على اليمين غطاء التابوت المصنوع من قطعة من الجرانيت الوردى وهى كتلة ضخمة تمثل الغطاء الكبير للتابوت الخارجى لمومياء الملك، ويحتمل ان العمال صادفوا بعض الصعوبات فى نقل الغطاء الى حجرة الدفن او ان هذا الغطاء نقل من مكانه لاستعمال كغطاء لتابوت آخر ولكنه ترك لثقله وهو موجود الآن وطوله 4,09 متر وعرضه 2,20 سم وارتفاعه 75 سم وهو منقوش بنصوص من كتاب البوابات وكتاب"امى دوات".
بعد ذلك نصل الى ممر ومنه ننزل الى حجرة الدفن وهى مهدمة ولها سقف مقبى يتميز بمناظره الفلكية كما يوجد بها اربعة غرف جانبية صغيرة غرفتان على كل جانب وفى نهايتها يوجد درج يهبط الى حجرة مستطيلة بها ثلاثة مداخل توصل الى ثلاثة حجرات على يمين ويسار وامام الداخل ؛ ويحمل سقف غرفة الدفن صفين من الأعمدة كل صف به اربعة اعمدة والشىء الذى يلفت النظر فى هذه الغرفة هو غطاء تابوت الداخلى الذى لا يزال موضوعا فى مكانه الاصلى ويبدو ان مومياء الملك كانت موضوعة داخل تابوت خشبى وكان هذا التابوت يوضع داخل تابوت حجرى لم يبقى منه إلا الغطاء وهذا بدوره كان يوضع داخل تابوت حجرى آخر لم يبقى منه هو الآخر إلا الغطاء الذى شاهدناه فى القاعة الثانية وقد اتخذ غطاء التابوت الداخلى شكل خرطوش الملكى بطول 3,45 متر وعرض 1,5 متر وارتفاع 47 سم وله سقف مقبى عليه شكل منحوت بشكل تمثال اوزيرى للملك مرنبتاح لابسا النمس فوق رأسه والكوبرا على جبهته والذقن الملكية المستعارة كما نقشت صورة الألهة ايزيس مجنحة راكعة عند الرأس والألهة نفتيس مجنحة عند القدمين وذلك لحماية جثمان الملك،كما نشاهد على جدران غرفة الدفن بقايا نصوص ومناظر الفصل الثامن من كتاب البوابات.
مقبرة الملك سيتى الثانى
اشتهرت هذه المقبرة منذ عام 1922 كمعمل لمعالجة وترميم القطع الدقيقة التى وجدت بمقبرة توت عنخ امون،والمقبرة فى حد ذاتها تستحق الاهتمام لما بها من رسوم بارزة بعضها جيد وبألأخص رسم الملك نفسه الذى يرى على الحائط اليمن قرب المدخل وهو يقدم تمثالا لماعت ألهة الحق،وهى قطعة اصلية رغم مايبدو فيها من فتور،ويلاحظ ان الخراطيش والرسوم بجدار الباب قد محيت فى بعض الحالات ثم اعيد نحتها مما يدعو الى الظن بان المــلك كان قد خلع ثم اعيد على العرش ،وأكثر الرسوم لم تكتمل وعلى الأعمدة المربعة بالصالة رسوم لنفرتوم وحورس وحور آختى وماعت وغيرهم من الآلهة.
مقبرة الملك رمسيس الثالث
اخذ رمسيس الثالث مقبرة ابيه المهجورة وغير اتجاهها حتى لا تتداخل فى مقبرة امون مس،ولقد دفن هنا غير ان الكهنة نقلو موميائه التى عثر عليها فى خبيئة الدير البحرى، كما يوجد حاليا غطاء تابوته المصنوع من الجرانيت الوردى يبلغ طوله عشرة اقدام تقريبا وعرضه حوالى خمسة اقدام فى متحف فيتزوليم بمكبردج، وعليه صورة بارزة للملك المتوفى وعلى احد جانبيه ايزيس ورسمها مهشم تماما وعلى الجانب الآخر نفتيس،ويعتبر هذا الغطاء من الأمثلة الجيدة لأغطية التوابيت فى عصر الامبراطورية المتأخرة. اما جسم التابوت فيوجد فى متحف اللوفر بباريس. وتسمى المقبرى غالبا"مقبرة بروس" نسبة الى الرحالة الاثيوبى الذى كان اول من اعاد فتحها عام 1769 والذى قام بعمل صور للرسمين اللذين يمثلان عازفين على القيثار،ومن هذين الرسمين اشتق الاسم الثانى للمقبرة وهو "مقبرة العازفين على القيثار". والصنعة فى هذه المقبرة اقل جودة منها فى العصور السابقة،ولكنها مع ذلك ملفتة للإنظار ولا تزال الألوان محتفظة برونقها. والمدخل ظاهر مما يوضح الفكرة الجيدة التى لازمت المقبرة الملكية منذ الوقت بعد ان اتضح عدم جدوى فكرة الإخفاء، ويمكن الدخول الى المقبرة بواسطة سلم يتوسطه منحدر لتسهيل عملية انزال التابوت الكبير الى أسفل . وعلى جانبى الباب نحتت فى الصخر اعلام تعلوها رؤوس ثيران،وعلى عتب الباب الرموز الثالثة العادية لإله الشمس،القرص وبداخله خبر واتوم بينما تتعبد ايزيس اليه،وعلى الجانبين الأيمين والأيسر لمدخل الممرر الاول رسوم للإلهة ماعت وهى راكعة تنشر جناحيها للحماية،وعلى الجدران "صلوات رع" ومنظر للملك امام حور آختى ومنظر آخر للشمس وهى تمر بين الأفقين،ومن هذا الممر بنفتح على اليسار حجرتان صغيرتان وهما اول حجرتين من سلسلة حجرات يبلغ عددها عشر، وفى الحجرة اليسرى مناظر تمثل طهى الاطعمة التى تقتدم للمقبرة الملكية وفى الحجرة اليمنى صفان من المناظر تمثل الموكب الجنائزى يعبر النيل (او الرحلة الى ابيدوس) ونرى المراكب فى الصف العلوى وهى ناشرة شراعها بينما تطويه فى الصف السفلى.
وفى الممر الثانى تستمر المناظر المنقولة عن "صلوات رع" مع رسوم اله الشمس وايزيس ونفتيس وتمتد الحجرات من الثالثة حتى العاشرة على على جانبى الممر حاوية مناظر لها اهميتها ففى حجرة من الحجرات على يسار الداخل رسوم لألهة الحصاد والخصب يحملون على رؤوسهم سنابل القمح ويرى بوضوح منظر الهة القمح "رننوتت" ذات رأس الحية ومن مناظر الحجرات اللى على اليمين رسوم اعلام حربية وسهام واقواس والاعلام الاربعة الخاصة بالقبائل والتى كانت تحمل منذ القدم امام الملك فى المناسبات الكبيرة اما مناظر باقى الحجرات فنرى رسوم لآلهة النيل والحقول يحملون تقاديم من الفاكهة والزهور والطيور، وحجرة بها رسوم لالوان من كل نوع من بينها بعض الأوانى "ذات الرقبة الكاذبة" وهى من اصل ميسينى (يونانى) واثاثات من كل صنف كالأسرة والمقاعد والقلائد وانياب الفيله وغيرها. وحجرة بها رسوم تمثل الحيوانات المقدسة والرموز بالإضافة الى الروح الحارس للملك الذى يحمل عصا سحرية يتوجها رأس الملك ،وحجرة تبين القنوات فى العالم السفلى وفوقها يسبح قارب الملك فى حقول الفردوس حيث تجرى اعمال الحرث والبذر والحصاد، وآخر حجرة على اليسار نرى المنظر المشهور الذى يمثل عازفين القيثار والذى اعطى للمقبرة احد الاسماء التى عرفت بها كما ذكرنا من قبل،ويلاحظ ان العازف الذى على اليسار(وهو اكثر احتفاظا بشكله)يعزف امام انحور وحور آختى اما الذى على اليمين فيقوم بالعزف امام اتوم شو. ويلاحظ ان الممر ينتهى عند هذا الجزء الذى وجد فيه ست نخت انه نفذ الى مقبرة امون مس مما دعاه الى هجر مقبرته ولد احدث رمسيس الثالث تغيرا بأن اتجه الى اليمين فى زاوية قائمة على محور المقبرة مضيفا بذلك الى الممر حيزا مستطيلا احاله الى حجرة اضافية وبهذا اتاح للعمل ان يستمر موازيا لتخطيطه الاول،ولكن على مسافة تبعد بعدا كافيا عن المقبرة الأقدم حتى يمكن تفادى اى مخاطرة اخرى وفى الممر الأصلى مناظر لإيزيس وانوبيس على اليسار ونفتيس على اليمين كما يظهر الملك امام اتوم وبتاح، وفى الحجرة المنحرفة نرى رمسيس الى اليمين يقدم القرابين امام بتاح -سوكر اوزيريس الذى تحرسه ايزيس بأجنحتها وعلى الحائط الأيمين حيث نسير فى الاتجاه الاصلى،يوجد رسم للمـــلك امام اوزيريس وانوبــيس ،والآن ندخل الممر الرابع وعليه رسوم من كتاب ما هو موجود فى العالم السفلى فمن اليسار مناظر تمثل الساعة الخامسة من رحلة الشمس،وبعد هذا الممر حجرة بها رسوم للآلهة،اما الحجرة الكبرى التى تليها فيوجد فيها اربعة اعمدة مربعة ويتوسطها منحدر يؤدى الى باقى حجرات المقبرة وعلى الجانب الايسر من الحجرة مناظر من "كتاب البوابات" وعلى الجانب الأيمن مناظر مماثلة لرحلتهم خلال القسم الخامس، ومما يجدر ملاحظته بأسفل الحائط الايسر ذلك المنظر الذى يمثل الاجناس البشرية الاربعة كما عرفها المصريون، ومن هذه القاعة ندخل الى حجرة الى اليمين بها مناظر غطاها الدخان تمثل الملك فى حضرة اوزيريس كما نرى تحوت وحور آختى يقدمانه الى اوزيريس ومناظر اخرى من كتاب العالم السفلى اما حجرة الدفن الكبيرة ففيها ثمانية اعمدة مربعة واربعة ملحقات صغيرة فى زواياها. وتعبر هذه المقبرة اوسع وأكبر المقابر
مقبرة الملك رمسيس الرابع
تقع هذه المقبرة على يمين الطريق خارج حاجز المدخل المباشر،وكما ذكرنا مقبل ان الملك رمسيس الرابع حكم ما يقرب من ست سنوات، وقد نهبت مقبرته فى وقت متقدم ولابد من ان موميائه قد حطمت قبل ان يقوم الكهنة بنقل مومياء بعض الملوك الى مقبرة امنحوتب الثانى،حيث انهم وجدوا فقط تابوته الخالى الذى اخفوه فى وقته،وهذه المقبرة لها اهميتها بسبب التخطيط الذى وضعه المهندس لها ولا يزال موجودا بمتحف تورين،ويوجد فوق المدخل قرص الشمس الذى يمثل الاله رع وبداخله جعل الأله خبر وصورة الاله اتوم برأس كبش وبذلك توجد جميع الشعارات التى تمثل الشمس المشرقة والشمس فى كامل قوتها والشمس الغاربة ، وعلى جانبى قرص الشمس نرى ايزيس ونفتيس يتعبدان له والرسوم والكتابات مشوهة كثيرا حيث تم تنفيذها فوق الملاط الذى تساقط الكثير منه،والكتابات فى الغالب منقولة عن كتاب الصلوات رع وكتاب الموتى. ولا زال التابوت الجرانيتى الكبير موجودا فى حجرة الدفن وهو يزيد عن عشرة اقدام فى طوله بعرض سبعة اقدام وارتفاع يزيد عن ثمانية اقدام وعلى الحائط الايسر من الحجرة كتابات ومناظر من فصلين الاول والثانى من كاب البوابات وعلى الحائط الايمن اجزاء من الفصلين الثالث والرابع من نفس الكتاب مصحوبا ببعض الرسوم،اما سقف الحجرة ففيه رسم للإلهة نوت وجسمها مزين بالنجوم وخلف حجرة الدفن دهليز تنفتح فيه بعض الحجرات . والمناظر والكتابات هنا تمثل رحلة الشمس فى العالم السفلى،كما توجد مناظر قبطية على الحائط الايمن من ممر الدخول.
مقبرة الملك رمسيس السادس
تقع هذه المقبرة فوق مقبرة الملك توت عنخ امون وتعتبر اكبر المقابر الملكية فى الوادى اذ تخترق صخر الجبل بعمق يصل الى 93 متر ، وكانت المقبرة مخصصة فى الاصل للملك رمسيس الخامس الذى وجد اسمه مسجلا على الجزء الامامى منها ثم اغتصبها الملك رمسيس السادس وأكمل الجزء الأخير منها وقد اطلق عليها اعضاء الحملة الفرنسية فى الاعوام 1799-1801 مقبرة تقمص الروح وذلك لإعتقادهم بوجود منظر خاص يتقمص الروح بداخلها، كما اطلق علماء الانجليز على هذه المقبرة اسم مقبرة ممنون مقلدين بذلك الزوار الأغريق الذين اطلقوا من قبل اسم ممنون على مقبرة الملك امنحوتب الثالث ولعل السبب هن ان اسم التتويج للملك رمسيس السادس يمثل لقب (نب ماعت رع) وهو نفس الاسم الذى اتخذه من قبل الملك امنحوتب الثالث،كما يلاحظ وجود العديد من النصوص الجرافيتية التى سجلها الزوار الاغريق مما قد يشير الى ان المقبرة كانت مفتوحة ومعروفة ايام حكم الاغريق لمصر، كما تشير النصوص القبطية الموجودة على جدران المقبرة الى وجود مجموعة من الاخوة المسحيين الذى اقاموا أغلب الظن داخل هذه المقبرة فى القرون الأولى الميلادية، تتميز هذه المقبرة بأن جدرانها تعتبر مسرحا كاملا للنصوص الديينة فهى عبارة عن مكتبة كبيرة للأدب الدينى وهى النصوص التى تناقش بالكلمة والصورة الحياة والموت وبعث اله الشمس رع. وقد سجل على جدرانها اغلب الكتب الدينية التى كانت معروفة من قبل مثل كتاب امى دوات وكتاب البوابات وكتاب الموتى والاناشيد الشمسية المختلفة وقصة هلاك البشر ثم كتاب الكهوف وكتاب الليل والنهار،وقد سجل كتاب النهار هنا للمرة الاولى بهذه الصورة الفلكية كذلك كتاب الارض المعروف بأسم "آكر".
تبدا هذه المقبرة بالمدخل يليه ثلاث ممرات ثم حجرة صغيرة ثم قاعة ذات اربعة اعمدة كانت تمثل اغلب الظن حجرة الدفن فى عهد الملك رمسيس الخامس بعد ذلك نصل الى ممرين فحجرة صغيرة وأخيرا نصل الى حجرة الدفن الخاصة بالملك رمسيس السادس التى تنتهى بحجرة صغيرة ولهذا يطلق علي هذه المقبرة مجازا المقبرة المزدوجة. ندخل المقبرة فنشاهد بصعوبة على العتب العلوى المنظر المألوف فى هذه الفترة والذى يمثل قرص الشمس وبداخله كل من الجعل(خبر) والاله اتوم برأس الكبش وعلى كتفى الباب نرى اسماء رمسيس السادس التى اغتصبها من الملك رمسيس الخامس، ثم ندخل الممر الاول فنشاهد على اليسار بالنسبة للداخل منظرا كان يمثل رمسيس الخامس ثم اغتصبه رمسيس السادس واحدث به بعض التعديلات اللازمة والملك هنا امام رع حور آختى وأوزيريس ثم نصوص ومناظر الفصل الاول والثانى من كتاب البوابات. اما على يمين الداخل فهناك منظر يمثل الملك مسيس السادس يطلق البخور امام رع حور اختى وأوزيريس ثم مناظر ونصوص الفصل من كتاب الكهوف. نصل بعد ذلك الى الممر الثانى فنشاهد على العتب الخارجى الشمس المجنحة وسوف يتكرر هذا المنظر كثيرا على الاعتاب الخارجية للمرات فنجد على يسار الداخل مناظر تمثل الفصل الثالث من كتاب البوابات ثم الفصل الرابع والخامس من نفس الكتاب وهنا نشاهد المنظر الشهير المعروف بقاعة اوزيريس والذى رأيناه من قبل فى مقبرة حور محب وهو المنظر الذى اعتقد اعضاء البعثة الفرنسية انه خاص بتناسخ او تقمص الروح فإذا انتقلنا لمشاهدة المناظر الموجودة على يمين الداخل فسوف نرى مناظر ونصوص الفصل الثانى وبداية الفصل الثالث من كتاب الكهوف. ثم نصل الى الممر الثالث ونتابع على يسار الداخل المناظر والنصوص الخاصة بالفصلين السادس والسابع من كتاب البوابات كذلك توجد نصوص من قصة هلاك البشر مسجلة على جدران نيشة صغيرة قبل نهاية هذا الممر. وقد سجل على الجدار المقابل فى نفس هذا الممر نصوص ومناظر الفصل الثالث من كتاب الكهوف ومقدمة الفصل الخامس ثم الفصل الرابع من نفس الكتاب، بعد ذلك نصل الى حجرة مربعة صغيرة على جدرانها الفصلين الثامن والتاسع من كتاب البوابات والفصل الخامس من كتاب الكهوف.
ندخل الآن الى صالة ذات اربعة اعمدة فى صفين وقد غطت سطوح اعمدتها الأربعة بالمناظر المعتادة التى تمل الملك فى علاقاته المختلفة مع كل من خنسو وامـــــــون رع برأس كبش والألهة مرسجر (بمعنى هى تحب الصمت) وتقيم فى قمة الجبل بمدينة الموتى،ثم يقدم ماء التطهير الى الأله بتاح سكر اوزيريس ثم يقدم البخور الى بتاح فى مقصورته ويطلق البخور امام رع حور آختى ثم هناك منظر للإله جحوتى برأس ابى منجل،اما جدران هذه القاعة فقد سجل على النصف الأمامى منها نصوص الفصلين العاشر والحادى عشر والثانى عشر من كتاب البوابات ذلك المنظر الشهير الذى يمثل الإله نون وهو يخرج من المياه الأزلية رافعا مركب الشمس يتوسطها جعل يمثل الاله خبر الذى يمثل بدوره المولد الجديد للشمس ومعه مجموعة من الآلهة قد تمثل البحارة الذين يشرفون على سير المركب ، وتستقبل نوت الهة السماء الشمس المقبلة عليها ونراها واقفة على رأس الاله اوزيريس رب العالم الآخر، اما ايزيس ونفتيس فقد صور كل منهما فى صورة ثعبان فى اعلى وأسفل المنظر هذا المنظر الذى يمثل الفصل الاخير من كتاب البوابات نجده على يسار الداخل اما على يمين الداخل فهناك مناظر ونصوص الفصل السادس من كتاب الكهوف،مناظر الجزء الخلفى من هذه القاعة تمثل رمسيس السادس يقوم بالتطهير واطلاق البخور امام اوزيريس، نشاهد على سقف الممرين الثانى والثالث وسقف الحجرة الاولى المنظر الجميل الذى يمثل الألهة نوت ربة السماء منحنية على الارض وقد سجل بين يديها ورجليها النصوص الخاصة بكتاب النهار والليل، والمنظر يوضح اعتقاد المصرى القديم الذى تخيل ان السماء ممثلة فى الآلهة نوت تلد الشمس فى كل صباح ثم تبلعها فى المساء وفى خلال النهار تسبح الشمس فى زورقها داخل جسد الألهة نوت فى البحر السماوى. اما فى المساء فتظهر النجوم التى لا تفنى لكى تضىء عالم الاموات الموجود ايضا داخل جسد الألهة نوت التى تصور لنا قصة الليل والنهار. كذلك نشاهد فى الصالة الأولى على جانبى الممر بين الأعمدة منظر على اليسار يمثل الالهة نخبت فى صورة ثعبان كبير وجزء من كتاب "امى دوات" يسجل الساعة الأولى وأسفل نخبت هناك ثعبان آخر يمثل الآلهة نيت،اما على اليمين فهناك منظر مقابل يمثل الآلهة مرسجر فى صورة ثعبان ضخم وبداية الساعة السادسة من كتاب "امى دوات" واسفل مرسجر صورة الألهة سرقت فى صورة ثعبان ايضا. نهبط الآن الى الممر وقد سجلت على جدرانه نصوص ومناظر من كتاب "امى دوات" فهناك على اليسار نشاهد الساعة الأولى والثانية وجزء من الساعة الثالثة اما على اليمين فنتتبع الساعة السادسة والسابعة وجزء من الثامنة ويتميز سقف هذا الممر بمناظر تمثل مراكب اله الشمس رع ونصوص من كتاب النهار والليل، بعد ذلك نصل الى الممر الرابع وهو مملوء ايضا بنصوص ومناظر من كتاب "امى دوات" ثم ندخل حجرة صغيره سجل على جدرانها نصوص ومناظر من كتاب الموتى ومنظر يمثل الملك رمسيس السادس امام إلهة السحر والقوة الخفية حكاوو ثم وهو يتعبد امام بركتين مربعتين وبعض القرود ثم وهو يتعبد للآلهة ماعت ،اما السقف فقد سجل عليه مناظر تظهر ماخيله المصرى بالنسبة لبعث الأله اوزيريس.
واخيرا نصل الى غرفة الدفن الخاصة بالملك رمسيس السادس والتى تحوى فى وسطها التابوت الجرانيتى الكبير وكان بها اربعة اعمدة غطت سطحها بمناظر تمثل الملك فى علاقاته المختلفة مع الآلهة والآلهات فنرى رمسيس السادس يقدم صورة ماعت الى الاله بتاح سوكر برأس الصقر ثم وهو امام انوبيس ومقدما الدهون للألهة مرسجر ثم امام اوزيريس وأخيرا مقدما صورة ماعت للإله بتاح داخل ناووس. وتتميز هذه الحجرة بالمناظر الفلكية التى تصور الألهة نوت فى صورة امرأة منحنية وقد سجل داخل جسدها مناظر ونصوص من كتاب الليل على النصف الشمالى ونصوص ومناظر من كتاب النهار على النصف الجنوبى من سقف الحجرة، سجل على جدران حجرة الدفن مناظر ونصوص دينة مختلفة ولعل الجديد هنا هو تسجيل كتاب "آكر" بمعنى الأرض وهو الكتاب المميز بالمنظر الشهير الذى يرمز الى اسد راقد براسين فى اتجاهيين عكسيين احدهما يمثل الغرب (الامس) على اليمين والاخر يمثل الشرق (النهار) على اليسار،ويخرج فى الوسط ذراعا الاله نون اله المياه الازلية وهما ممدودتان لاستقبال قرص الشمس ونشاهده على يمين الذراعين ثلاثة مومياوات واقفة يتقدمهن الاله "تاتنن" الذى قد يشير الى الارض الازلية لستقبل هنا مركب الشمس التى تهبط فى عالم الغرب،ومركب الشمس هنا يتوسطها الاله خبر برأس كبش ويتعبد اليه يمينا روح اتوم ويسارا روح خبرى كل منهما بشكل طائر "البا" برأس انسانية ولاحظ هنا ان مركب الشمس تسير على خط مستقيم يوضح مسارها وحتى تهبط الى المياه الازلية نون فنجد اله الارض "تاتنن" فى استقبالها ثم يتركها تسير فى اعماق الارض حتى تصل الى الاله نون الذى يدفعها من جديد لتبدأ يوم جديد ويلاحظ ان هناك مركب الشمس الخاصة بالأمس يسحبها سبعة من صور "البا" برؤوس انسانية ونرى بداخلها كل من اله الشمس وامامه خبر وخلفه حورس قائد المركب، نشاهد على اليسار الذراعين الممدودتين وثلاثة مومياوات واقفة يتقدمهن الاله نون اله المياه الازلية الذى يدفع مركب شمس الصباح ثم 14 ثعبانا من نوع الكوبرا برؤوس انسانية واذرع آدمية يسحبن مركب شمس اليوم الجديد. هذه المناظر نجدها على يمين الداخل فى حجرة الدفن كما نشاهد منظر غريب لتمساح مع اله فى شكل مومياء وتنتهى حجرة الدفن بحجرة صغيرة يتميز جدارها الخلفى بالمنظر الشهير للإله نون وهو يحمل مركب الشمس وهذا المنظر يمثل الفصل الثانى عشر من كتاب البوابات.
مقبرة الملك رمسيس التاسع
لم يعثر على مومياء هذا الملك وان كان جزء من اثاثه الجنائزى قد عثر عليه فى خبيئة الدير البحرى،وتقع هذه المقبرة الى الجهة اليسرى مباشرة بعد حاجز المدخل،ويمكن الوصول اليها بواسطة درج يتوسطه سطح مائل لتسهيل عملية انزلاق التابوت الى الاسفل. وعندما ندخل اول دهليز نرى على اليمين رسما للملك وهو يقدم للإله امون رع حور آختى وللألهة مرت سجر الهة الموتى "المحبة للصمت" بينما يقف على الحائط المواجه امام حور آختى وأوزيريس ،وبعد ذلك نجد حجرتين غير منقوشتين على كل من الجانبين وفى الجهة اليمنى نلاحظ وجود تسعة ثعابين تتبعها تسعة مردة برؤوس ثيران وتسعة اشخاص داخل خرطوش ثم تسعة اشخاص لهم رؤوس ابن آوى وهذه هى التاسوعات او الثلاثيات من المخلوقات الموجودة فى العالم الآخر، وتوضح رحلة الشمس خلال العالم السفلى ويوجد جزء من النصوص الخاصة بهذا الكتاب هنا،والى اليسار نص الفصل 125 من كتاب المتوفى وهو المعروف بالاعترافات الانكارية وفيه يقر المتوفى بعدم اقترافه للذنوب وتحت النص كاهن فى زى حورس ظهير امه يقوم بتطهير الملك المتوفى الذى يشبه بأوزيريس،والكاهن فى هذه الحالة يلبس خصلة الشعر الجانبية كأحد الأمراء ولذا فمن المحتمل ان يكون احد ابناء الملك المتوفى اما الحجرات الاربع فمن الجائز انها تستعمل لحفظ التقاديم الجنائزية. اما الدهليز الثانى فيوجد على كل من جانبيه ثعبان لحراسة الباب،وقد ذكر عن الثعبان على اليمين بأنه "يحرث باب اوزيريس" بينما يحرس الثعبان على اليسار الباب "الذى يسكن المقبرة" والى اليسار يتقتدم الملك نحو المقبرة مصحوبا بحتحور وبعد ذلك كتابة من كتاب الموتى يتبعها منظر للملك فى حضرة خونسو نفر حتب شو الذى يوجه اليه القول بهذه الكلمات "انى اعطيك قوتى وسنينى ومكانى وعرشى على الارض لتكون روحى فى الآخرة وانى اعطى روحك للسماء وجسدك للعالم السفلى الى الابد". وفى الجهة اليمنى مردة وأرواح داخل خراطيش ويلاحظ ان سقف الدهليز قد زين بالنجوم. ندخل الآن الدهليز الثالث وهو محروس كسابقه بالثعابين وعلى الحائط الأيمن يقدم الملك صورة ماعت (الحق) للإله بتاح بينما تقف الآلهة امام الاله العظيم ثم تأتى صورة رمزية تمثل القيامة حيث يظهر الملك المتوفى كأوزيريس ممددا على جبل الحياة والسماء تشرق فوقه والجعل خارجا من قرص الشمس ليمنح حياة جديدة للأرض ويتبع صفوف من الرسوم الخرافية الغربية تختلف كثيرا عن الرسم الرمزى المبسط الذى مر بنا الآن والحائط الأيسر بين رحلة الشمس خلال الساعة الثانية وجزء من الساعة الثالثة. وفى الحجرة التى ندخلها الآن نرى كاهنان امامنا يقدمان التقاديم لأحد الاعلام ويلاحظ ان الكهنة يلبسون خصلة الشعر الجانبية كما هو الحال فيما سبق، ثم نتقدم الى حجرة بها اربعة اعمدة مربعة وممر منحدر يؤدى الى حجرة الدفن ويلاحظ اختفاء التابوت وان كانت الفجوة التى خصصت لوضعه فيها لا تزال موجودة،ونشاهد على السقف المقبى رسمان لنوت آلهة السماء وقد زينت بالنجوم وغيرها، وخلف فجوة التابوت نشاهد حورس الطفل جالسا داخل قرص الشمس المجنح وهو ايضا رمز مبسط لقيام حياة جديدة بعد الموت. وبهذا نكون قد انتهينا من شرح اهم المقابر بمنطقة وادى الملوك
المعروف ان الملك رمسيس الاول الذى خلف حور محب والذى يعتبر اول ملوك الاسرة التاسعة عشرة حكم مدة صغيرة جدا ولهذا لم يتم استكمال مقبرته،وللوصول الى هذه المقبرة بواسطة سلم مزدوج الدرجات وقد عملت حجرة الدفن عند نهاية درجات السلم الثانى بعد ان كانت النية متجهة فى الاصل الى اقامة مقبرة كبيرة وهامه وهى تستحق الاهتمام والزيارة لما تظهره رسومها الملونة من تطور الرسوم فى عصر الاسرة التاسعة عشرة. فالتلوين الكامل للصورة التى نراها هنا والذى يختلف عن تلون الخطوط الأولية الذى نجده فى مقابر اخرى مثل مقبرة تحتمس الثالث ومقبرة امنحوتب الثانى كان مرحلة فى سبيل تلوين الصور البارزة التى توجد فى المقبرة المجاورة وأعنى بكلامى مقبرة سيتى الاول ابن رمسيس وخليفته. وهناك سلم هابط الى المدخل يؤدى الى الممر منحدر وسلم ثان يصل بنا الى حجرة التابوت حيث يوجد التابوت الجرانيتى وعليه صور ونقوش ملونه باللون الاصفر ،اما جدران الحجرة فمغطاة باللون الرمادى رسمت عليه المناظر والنقوش بالألوان،فمن اليمين عند دخولنا نجد الإلهه ماعت مع الملك وهو يقدم النبيذ الى الأله نفرتوم، والى اليسار تظهر ماعت ثانية مع الملك الواقف امام بتاح وبجواره الرمز "جد" الذى يمثل العمود الفقرى لأوزيريس وعلى الحائط الغربى نرى مركب الشمس يجره اربعة اشخاص وتحت المركب الاله اتوم يذبح الثعبان الخبيث ابوفيس ،اما الكتابات فهى منقولة عن "كتاب البوابات" وخلف التابوت من الجهة الجنوبية نرى الملك مع اتوم ومن خلفه نيت يقوده حورس بن ايزيس الى اوزيريس وامامه حورس ظهير امه. وهناك فجوة داخل هذا الحائط يوجد فوقها الملك راكعا بين اشخاص ممثلين برؤوس ابن أوى واخرين برؤوس الصقر وهم الذين يمثلون ارواح بى ونخن عاصمتى الوجهيين البحرى والقبلى فى العصر العتيق، وفى الفجوة نفسها رسم لأوزيريس بين اله ذى رأس كبش وثعبان مقدس وعلى الحائط الشرقى(الايسر)نرى رمسيس الاول بين انوبيس وحورس اما الكتابات والصور فهى مأخوذة من كتاب البوابات.
مقبرة الملك سيتى الاول
حديثنا الآن عن اهم المقابر الملكية واضخمها التى نحتت فى صخر الجبل بطيبة الغربية فى الاسرة التاسعة عشرة ،اذا يبلغ طولها 98 مترا ولا زالت للآن تتميز بألونها الزاهية ومناظرها الجميلة ونقوشها الرائعة وعلى الرغم من ان المقبرة كانت معروفه ايام حكم اليونان لمصر إلا انها تعرف فى بعض الكتب العلمية بأسم مقبرة بلزونى الذى اعاد اكتشافها فى 17 اكتوبر عام 1817 واصبحت ملتصقه بأسمه.
وتستمر مقبرة سيتى الاول فى نفس المرحلة التى بدأها من قبل حور محب فهى تتكون من محورين متوازيين،يبدأ الاول بالمدخل والممرات حتى نصل الى حجرة البئر ومن بعده نجد حجرة متسعة ذات اربعة اعمدة فى صفين يبدأ منها المحور الثانى الذى يوصل عن طريق أكثر من سلم هابط وأكثر من ممر الى حجرة الدفن ، ولعل التجديد هنا فى الاضافات المعمارية الواضحة التى ينتهى بها الحجرة هنا يحمل سقفها اربعة اعمدة بدلا من اثنين كما كان متبعا من قبل،كذلك الحجرة التى تليها لم تقابلنا من قبل. كذلك يلاحظ فى المحور الثانى ان احد الحجرات الجانبية فى حجرة الدفن وهى الحجرة الثانية على يسار الداخل تتميز بوجود رفوف يحتمل انه كان يوضع عليها بعض التماثيل او الاشياء النفيسة من الاثاث الجنائزى، اما من ناحية النصوص والمناظر فيمكن نشاهد ما هو جديد على جدران المقبرة اذ نجد على جدرانها الاناشيد الشمسية الطويلة والاناشيد الموجه لعين حورس وقصة هلاك البشر. هذا بجانب ما هاو معروف من قبل مثل كتاب البوابات وكتاب "امى دوات" اما من ناحية المناظر فأشهرها المناظر الفلكية من ابراج ونجوم وكواكب المسجلة على السقف المقبى لحجرة الدفن، كما يلاحظ هنا ايضا الانتقال الى نقش المناظر الذى شاهدناه من قبل فى مقبرة حور محب وأصبح هنا حقيقة يمكن تتبعها فى اغلب مناظر سيتى الاول اذ ان اغلب مناظر مقبرة سيتى الاول منقوشة نقشا بارزا وملونة بالوان زاهية وان كانت هناك بعض المواضيع حيث نشاهد الخطوط الخارجية فقط لبعض المناظر،إلا ان الرسوم لها قيمتها على اعتبار انها تظهر لنا الطرق التى امكن بها اخراج هذه الاعمال الفنية الرائعة فى ظلام هذه الحجرات المنحوتة فى صخر الجبل.
تبدأ المقبرة بسلم هابط يوصل الى ممر وقد زين سقفه بطيور العقاب ناشرة اجنحتها اما الجدار الذى على يمين الداخل فقد سجلت عليه للمرة الأولى كما اوضحت اناشيد لمديح اله الشمس رع،اما على يسار الداخل فنرى الملك امام الاله رع حور آختى ثم ثالولث الشمس المقدس فى مراحله المختلفة بين ثعبان وتمساح وقد مثل على هيئة جعل "خبر" وهو يمثل شمس الظهيرة القوية وأخيرا صور اله على هيئة كبش داخل قرص الشمس ايضا ممثلا للإله اتوم الذى يرمز للشمس الغاربة. بعد ذلك نصل الى سلم هابط على جانبيه مشكاتان غائرتان فى الصخر،نشاهد على يمين ويسار الداخل مناظر تمثل المردة(او الجبان او الشيطان)بأسمائهم ثم أجزاء من اناشيد للإله رع وبداية الساعة الرابعة من كتاب "امى دوات" وتنتهى المناظر التى على اليمين بمنظر للإلهة نفتيس راكعة والتى على اليسار بمنظر للآلهة ايزيس راكعة. ونشاهد على العتب العلوى للمدخل الموصل الى الممر صورة للآلهة ماعت المجنحة راكعة ثم نصل الى ممر آخر وقد نقشت على جدرانه مناظر تمثل الساعة الرابعة من كتاب "امى دوات" على الجدار الأيمن والساعة الخامسة على الجدار الأيسر، بعد ذلك نصل الى حجرة البئر وتتميز الجدران التى فوق البئر بمناظر جميلة فنشاهد على اليسار الإله انوبيس ثم الاله حورس ابن ايزيس يقود الملك الى الألهة حتحور التى يقدم لها النبيذ فى منظر آخر ثم نشاهد الملك امام اوزيريس وأخيرا نشاهد ألهة الغرب امنت ،اما على اليمين فنشاهد نفس المناظر بالتقريب مع بعض الاختلافات الطفيفة. والآن ندخل صالة ذات اربعة اعمدة نرى على شمال الداخل مناظر ونصوص من الفصل الرابع من كتاب البوابات تتميز بالمناظر المشهورة الذى يمثل شعوب البشر الاربعة ممثلة كمصرى ثم اسيوى ثم نوبى وأخيرا ليبى اما على يمين الداخل فهناك مناظر ونصوص من الفصل الخامس من كتاب البوابات،نشاهد على واجهات الاعمدة الاربع المناظر المعتادة لعلاقة الملك سيتى بالآلهة والآلهات المختلفة امثال بتاح وحورس ابن ايزيس ، امنت ورع حور آختى ، شو ، سرقت ايزيس ، ححور ، اتوم ، نفتيس ، نيت وبتاح سكر. نصل من الصالة ذات الأربعة اعمدة الى صالة ذات عمودين على استقامة المحور الأول للمقبرة،ويلاحظ ان مناظر هذه الحجرة لم يتم نقشها اذ رسم على جدرانها فقط باللون الاحمر ومصححا باللون الاسود مناظر ونصوص من كتاب ماهو موجود فى العالم الاخر "امى دوات" وبالنسبة للعمودين فقد رسم على واجهات العمود الأول الملك فى علاقاته المختلفة مع نفرتم ورع حور آختى وماعت وأتوم وتمثل مناظر واجهات العمود الثانى الملك مع ماعت ثم يقوم بالتطهير والتبخير امام اوزيريس وهو يتقبل العقد "منيت" من الالهة حتحور وأخيرا مع الاله سكر اوزيريس. نعود ثانية الى الصالة ذات الاربعة اعمدة وننزل من السلم الذى على اليسار لنصل الى ممر فنرى على اليمين قائمة للقرابين ثم اناشيد المديح الموجه لعين الاله حورس ثم نشاهد مجموعة من الكهنة يقومون بطقوس امام بعض التماثيل الملكية، اما على يسار الداخل بالنسبة للمرين السابقين فنشاهد الملك جالسا وامامه مائدة قرابين ثم مجموعة من الكهنة يقومون بطقوس دينية امام بعض التماثيل الملكية ثم نصوص خاصة بطقسة فتح الفم.
بعد ذلك نصل الى غرفة صغيرة وهى الحجرة التى تسبق حجرة الدفن،فنشاهد على جدرانها المناظر المعتادة التى نراها غالبا على جدران مثل هذه الحجرات وهى تمثل الملك فى علاقاته المختلفة مع الالهة والالهات المختلفة فنجد على اليسار حتحور ، انوبيس،حورس ابن ايزيس،اوزيريس وبتاح اما على اليمين فهناك نفس الالهة والالهات عدا بتاح الذى حل نفرتم محله. نصل الآن الى الجزء الامامى من حجرة الدفن وهو عبارة عن حجرة مستطيلة ذات ستة اعمدة فى صفين،وقد سجل على واجهات الاعمدة الاربعة المناظر المعتادة التى تمثل الملك فى علاقاته مع الآلهة والآلهات المختلفة ويلاحظ هنا انه يوجد على الاعمدة اليسرى مناظر تمثل ارواح مدينة "ب" راكعة برأس الصقر وعلى العمود الاخير من الاعمدة اليمنى لا يزال يوجد منظر يمثل ارواح"نخن"برأس ابن آوى راكعا ايضا. تمثل المناظر التى على الجزء الايسر من حجرة الدفن الفصلين الاول والرابع من كتاب البوابات اما المناظر التى على الجزء الايمن فتمثل الفصل الثانى من كتاب البوابات. نصل الآن الى الثلث الأخير من حجرة الدفن حيث كان يوجد التابوت ويتميز بسقفه الذى يمثل السماء وسجل عليه ما املاه الخيال من مناظر فلكية مثل الابراج السماوية والنجوم والكواكب ويجب ملاحظة منظر الألهة ايزيس الراكعة على اليسار ومنظر الألهة نفتيس الراكعة على اليمين اما النصوص ومناظر هذا فأغلبها من كتاب "امى دوات". اما عن التابوت فهو محفوظ الآن بمتحف سوان بلندن،وقد زودت حجرة الدفن بخمس حجرات،حجرتان على اليمين وحجرتان على اليسار وحجرة ذات اربعة اعمدة نصل اليها عن طريق المنخفض حيث كان يوجد التابوت، وتتميز الحجرة الاولى التى على اليمين بنسبة للداخل مباشرة بنصوص قصة هلاك البشرية والمنظر الشهير للآلهة حتحور على هيئة بقرة واقفة تمثل بطنها السماء وما عليها من نجوم يرفعها الاله شو اله الهواء فوقها سفينة الاله رع بينما آلهة اخرى تتجمع تحتها كذلك تتميز الحجرة الاخرى ذات العمودين التى على اليسار برفوف ممتدة بطول ثلاث جوانب ويحتمل ان هذه الرفوف كانت مخصصة لوضع التماثيل عليها. وأخيرا نجد فى حجرة الدفن سلم هابط يوصل الى ممر او بمعنى اخر سرداب لا نعرف حتى الآن السبب من وجوده وهو ممتد لمسافة تصل الى 100 متر. وقد تم العثور مومياء الملك سيتى الاول فى خبيئة الدير البحرى عام 1881.
مقبرة الملك رمسيس الثانى
تقع هذه المقبرة الى الجانب الايمين من الطريق فى مواجهة مقبرة رمسيس التاسع، وهى ذات طول كبير ومحلاة برسوم وكتابات بارزة بروزا قليلا ، ولكنها مملوءه جزئيا بالأنقاض. وقد لقى رمسيس الثانى نفس مصير ملوك مصر فسرقت مقبرته قبل تقرير اللجنة الملكية فى عهد رمسيس التاسع ونقلت موميائه حوالى عام 100 ق.م. الى مقبرة ابيه سيتى الاول بعد ان جردت من لفائفها. وبعد ذلك صنع له تابوت جديد للملك ونقل عام 973 ق.م. تقريبا الى مقبرة "آن حابو" حتى يكون هناك ضمان اكبر لسلامته. وبعد ذلك بعشرة سنوات تقريبا نقل الى مقبرة امنحوتب الثانى ثم انتهى به المطاف الى خبيئة الدير البحرى حتى عام 1881 عندما نقل الى المتحف المصرى .والمقبرة فى هذا الوقت غير صالحة تماما للزيارة
مقبرة الملك مرنبتاح
نحتت هذه المقبرة فى صخر الجبل على محور واحد من الشرق الى الغرب مسافة تصل الى 110 متر. ويبدو ان المقبرة قد نهبت بعد موته بفترة،اذ كشف لوريه عام 1898 عن مومياء مرنبتاح ضمن المومياوات الملكية التى كانت مختبئة داخل مقبرة امنحوتب الثانى وذلك بعد ان تحقق من البطاقةالمثبتة عليها. وقد توصـــل لبسيوس الى المقبرة ودخل فيها ولم يستطيع الوصول الى غرفة الدفن وذلك بسبب كثرة ما بداخلها من رديم وقد بدأ كارتر عام 1903 فى تنظيف المقبرة حتى وصل الى حجرة الدفن. نشاهد بأعلى المدخل على العتب العلوى المنظر المألوف الذى يمثل قرص الشمس ممثلا للإله رع وبداخله كل من الجعل الممثل للإله خبر وصورة انسان برأس كبش تمثل الأله اتوم وتتعبد كل من الألهة نفتيس راكعة على اليمين والألهة ايزيس راكعة على اليسار لهذا الثالوث المقدس. كما نشاهد على العتب العلوى للممر منظر الاله حح راكع يتوسط كل من ايزيس راكعة على اليسار وحتحور راكعة على اليمين وتقدم الآلهتان التحية "نينى للإله حح. تصور المناظر المسجلة على يسار الداخل للممر الاول الملك امام رع حور آختى ثم نصوص خاصة بمديح إله الشمس رع ومنظر يمثل القرص بين ثعبان وتمساح . وتستمر الاناشيد الخاصة بمديح إله الشمس رع على الجدار الذى على يمين الداخل ،نهبط بعد ذلك فى ممر منحدر فنشاهد قرص الشمس المجنح وتتتابع اناشيد المديح الخاصة بالإله رع، وقد سجل على جدران هذا الممر على اليمين ويسار الداخل مناظر لبعض الآلهة تصعد بعض الدرجات ثم الفصل الثانى على الجدار الأيمن من كتاب البوابات، كذلك هناك ايضا مناظر ونصوص من كتاب "امى دوات" فنشاهد على اليسار مناظر الساعة الثالثة والإله انوبيس وأسفله الألهة ايزيس،وعلى اليمين نتابع الساعة الرابعة ونشاهد الأله انوبيس وأسفله الألهة نفتيس،ويتميز سقف هذا الممر بالمناظر الفلكية.
نصل الآن الى ممر ثالث وقد سجل على جدرانه نصوص ومناظر من كتاب "امى دوات" تمثل الساعة الرابعة والخامسة ندخل الان القاعة فنشاهد فى الجزء الامامى منها نصوص ومناظر الساعة العاشرة والحادية عشرة من كتاب "امى دوات" ونرى على الجدار الايسر منظر يمثل الاله اوزيريس ثم اثنان من ابناء حورس وأربعة من الآلهة والآلهات ثم الاله انوبيس وامامه شكلين صغيرين لأثنين من ابناء حورس ثم نشاهد على الجدار الايمن نفس المناظر بالتقريب ولكن الكاهن "ايون موت اف" حل محل انوبيس. ندخل الآن صالة يحملها سقفها اربعة اعمدة على صفين وقد زينت الوجهات الأربعة للأعمدة الأربعة بمناظر تمثل الملك فى علاقاته المختلفه مع كل من اوزيريس ، بتاح ،رع ، اوزيريس برأس كبش ، ورع حور آختى ثم انوبيس، وتتميز هذه الصالة بمدخل فى جدارها الشمالى يوصل الى غرفة ذات عمودين تتميز بنيشة فى الجانب الغربى منها ومناظر الصالة توضح صور لأبناء حورس الاربعة فنشاهد على اليسار امستى ودواموتف ثم الألهة ايزيس ونرى على اليمين حعبى وقبح سنواف ثم الالهة نفتيس اما الجدار الخلفى فى مواجهة الداخل فعليه منظر يمثل الملك اوزيريس جالسا، نعود ثانية الى الصالة التى يتوسطها منحدر يوصل الى ممر رابع ويتميز العتب العلوى للقاعة بمنظر للالهة ماعت جالسة مجنحة،اما النصف الأيسر لهذه الصالة فقد سجل عليه مناظر ونصوص تمثل الفصل الثالث والرابع والخامس من كتاب البوابات ثم منظر شعوب البشر الاربعة وقد مثل الفصل الثالث من كتاب البوابات على النصف الأيمن من هذه الصالة بعد ذلك نشاهد مرنبتاح يقدم تمثال الألهة ماعت والنبيذ للاله اوزيريس. نصل الآن الى حجرة بها على اليمين غطاء التابوت المصنوع من قطعة من الجرانيت الوردى وهى كتلة ضخمة تمثل الغطاء الكبير للتابوت الخارجى لمومياء الملك، ويحتمل ان العمال صادفوا بعض الصعوبات فى نقل الغطاء الى حجرة الدفن او ان هذا الغطاء نقل من مكانه لاستعمال كغطاء لتابوت آخر ولكنه ترك لثقله وهو موجود الآن وطوله 4,09 متر وعرضه 2,20 سم وارتفاعه 75 سم وهو منقوش بنصوص من كتاب البوابات وكتاب"امى دوات".
بعد ذلك نصل الى ممر ومنه ننزل الى حجرة الدفن وهى مهدمة ولها سقف مقبى يتميز بمناظره الفلكية كما يوجد بها اربعة غرف جانبية صغيرة غرفتان على كل جانب وفى نهايتها يوجد درج يهبط الى حجرة مستطيلة بها ثلاثة مداخل توصل الى ثلاثة حجرات على يمين ويسار وامام الداخل ؛ ويحمل سقف غرفة الدفن صفين من الأعمدة كل صف به اربعة اعمدة والشىء الذى يلفت النظر فى هذه الغرفة هو غطاء تابوت الداخلى الذى لا يزال موضوعا فى مكانه الاصلى ويبدو ان مومياء الملك كانت موضوعة داخل تابوت خشبى وكان هذا التابوت يوضع داخل تابوت حجرى لم يبقى منه إلا الغطاء وهذا بدوره كان يوضع داخل تابوت حجرى آخر لم يبقى منه هو الآخر إلا الغطاء الذى شاهدناه فى القاعة الثانية وقد اتخذ غطاء التابوت الداخلى شكل خرطوش الملكى بطول 3,45 متر وعرض 1,5 متر وارتفاع 47 سم وله سقف مقبى عليه شكل منحوت بشكل تمثال اوزيرى للملك مرنبتاح لابسا النمس فوق رأسه والكوبرا على جبهته والذقن الملكية المستعارة كما نقشت صورة الألهة ايزيس مجنحة راكعة عند الرأس والألهة نفتيس مجنحة عند القدمين وذلك لحماية جثمان الملك،كما نشاهد على جدران غرفة الدفن بقايا نصوص ومناظر الفصل الثامن من كتاب البوابات.
مقبرة الملك سيتى الثانى
اشتهرت هذه المقبرة منذ عام 1922 كمعمل لمعالجة وترميم القطع الدقيقة التى وجدت بمقبرة توت عنخ امون،والمقبرة فى حد ذاتها تستحق الاهتمام لما بها من رسوم بارزة بعضها جيد وبألأخص رسم الملك نفسه الذى يرى على الحائط اليمن قرب المدخل وهو يقدم تمثالا لماعت ألهة الحق،وهى قطعة اصلية رغم مايبدو فيها من فتور،ويلاحظ ان الخراطيش والرسوم بجدار الباب قد محيت فى بعض الحالات ثم اعيد نحتها مما يدعو الى الظن بان المــلك كان قد خلع ثم اعيد على العرش ،وأكثر الرسوم لم تكتمل وعلى الأعمدة المربعة بالصالة رسوم لنفرتوم وحورس وحور آختى وماعت وغيرهم من الآلهة.
مقبرة الملك رمسيس الثالث
اخذ رمسيس الثالث مقبرة ابيه المهجورة وغير اتجاهها حتى لا تتداخل فى مقبرة امون مس،ولقد دفن هنا غير ان الكهنة نقلو موميائه التى عثر عليها فى خبيئة الدير البحرى، كما يوجد حاليا غطاء تابوته المصنوع من الجرانيت الوردى يبلغ طوله عشرة اقدام تقريبا وعرضه حوالى خمسة اقدام فى متحف فيتزوليم بمكبردج، وعليه صورة بارزة للملك المتوفى وعلى احد جانبيه ايزيس ورسمها مهشم تماما وعلى الجانب الآخر نفتيس،ويعتبر هذا الغطاء من الأمثلة الجيدة لأغطية التوابيت فى عصر الامبراطورية المتأخرة. اما جسم التابوت فيوجد فى متحف اللوفر بباريس. وتسمى المقبرى غالبا"مقبرة بروس" نسبة الى الرحالة الاثيوبى الذى كان اول من اعاد فتحها عام 1769 والذى قام بعمل صور للرسمين اللذين يمثلان عازفين على القيثار،ومن هذين الرسمين اشتق الاسم الثانى للمقبرة وهو "مقبرة العازفين على القيثار". والصنعة فى هذه المقبرة اقل جودة منها فى العصور السابقة،ولكنها مع ذلك ملفتة للإنظار ولا تزال الألوان محتفظة برونقها. والمدخل ظاهر مما يوضح الفكرة الجيدة التى لازمت المقبرة الملكية منذ الوقت بعد ان اتضح عدم جدوى فكرة الإخفاء، ويمكن الدخول الى المقبرة بواسطة سلم يتوسطه منحدر لتسهيل عملية انزال التابوت الكبير الى أسفل . وعلى جانبى الباب نحتت فى الصخر اعلام تعلوها رؤوس ثيران،وعلى عتب الباب الرموز الثالثة العادية لإله الشمس،القرص وبداخله خبر واتوم بينما تتعبد ايزيس اليه،وعلى الجانبين الأيمين والأيسر لمدخل الممرر الاول رسوم للإلهة ماعت وهى راكعة تنشر جناحيها للحماية،وعلى الجدران "صلوات رع" ومنظر للملك امام حور آختى ومنظر آخر للشمس وهى تمر بين الأفقين،ومن هذا الممر بنفتح على اليسار حجرتان صغيرتان وهما اول حجرتين من سلسلة حجرات يبلغ عددها عشر، وفى الحجرة اليسرى مناظر تمثل طهى الاطعمة التى تقتدم للمقبرة الملكية وفى الحجرة اليمنى صفان من المناظر تمثل الموكب الجنائزى يعبر النيل (او الرحلة الى ابيدوس) ونرى المراكب فى الصف العلوى وهى ناشرة شراعها بينما تطويه فى الصف السفلى.
وفى الممر الثانى تستمر المناظر المنقولة عن "صلوات رع" مع رسوم اله الشمس وايزيس ونفتيس وتمتد الحجرات من الثالثة حتى العاشرة على على جانبى الممر حاوية مناظر لها اهميتها ففى حجرة من الحجرات على يسار الداخل رسوم لألهة الحصاد والخصب يحملون على رؤوسهم سنابل القمح ويرى بوضوح منظر الهة القمح "رننوتت" ذات رأس الحية ومن مناظر الحجرات اللى على اليمين رسوم اعلام حربية وسهام واقواس والاعلام الاربعة الخاصة بالقبائل والتى كانت تحمل منذ القدم امام الملك فى المناسبات الكبيرة اما مناظر باقى الحجرات فنرى رسوم لآلهة النيل والحقول يحملون تقاديم من الفاكهة والزهور والطيور، وحجرة بها رسوم لالوان من كل نوع من بينها بعض الأوانى "ذات الرقبة الكاذبة" وهى من اصل ميسينى (يونانى) واثاثات من كل صنف كالأسرة والمقاعد والقلائد وانياب الفيله وغيرها. وحجرة بها رسوم تمثل الحيوانات المقدسة والرموز بالإضافة الى الروح الحارس للملك الذى يحمل عصا سحرية يتوجها رأس الملك ،وحجرة تبين القنوات فى العالم السفلى وفوقها يسبح قارب الملك فى حقول الفردوس حيث تجرى اعمال الحرث والبذر والحصاد، وآخر حجرة على اليسار نرى المنظر المشهور الذى يمثل عازفين القيثار والذى اعطى للمقبرة احد الاسماء التى عرفت بها كما ذكرنا من قبل،ويلاحظ ان العازف الذى على اليسار(وهو اكثر احتفاظا بشكله)يعزف امام انحور وحور آختى اما الذى على اليمين فيقوم بالعزف امام اتوم شو. ويلاحظ ان الممر ينتهى عند هذا الجزء الذى وجد فيه ست نخت انه نفذ الى مقبرة امون مس مما دعاه الى هجر مقبرته ولد احدث رمسيس الثالث تغيرا بأن اتجه الى اليمين فى زاوية قائمة على محور المقبرة مضيفا بذلك الى الممر حيزا مستطيلا احاله الى حجرة اضافية وبهذا اتاح للعمل ان يستمر موازيا لتخطيطه الاول،ولكن على مسافة تبعد بعدا كافيا عن المقبرة الأقدم حتى يمكن تفادى اى مخاطرة اخرى وفى الممر الأصلى مناظر لإيزيس وانوبيس على اليسار ونفتيس على اليمين كما يظهر الملك امام اتوم وبتاح، وفى الحجرة المنحرفة نرى رمسيس الى اليمين يقدم القرابين امام بتاح -سوكر اوزيريس الذى تحرسه ايزيس بأجنحتها وعلى الحائط الأيمين حيث نسير فى الاتجاه الاصلى،يوجد رسم للمـــلك امام اوزيريس وانوبــيس ،والآن ندخل الممر الرابع وعليه رسوم من كتاب ما هو موجود فى العالم السفلى فمن اليسار مناظر تمثل الساعة الخامسة من رحلة الشمس،وبعد هذا الممر حجرة بها رسوم للآلهة،اما الحجرة الكبرى التى تليها فيوجد فيها اربعة اعمدة مربعة ويتوسطها منحدر يؤدى الى باقى حجرات المقبرة وعلى الجانب الايسر من الحجرة مناظر من "كتاب البوابات" وعلى الجانب الأيمن مناظر مماثلة لرحلتهم خلال القسم الخامس، ومما يجدر ملاحظته بأسفل الحائط الايسر ذلك المنظر الذى يمثل الاجناس البشرية الاربعة كما عرفها المصريون، ومن هذه القاعة ندخل الى حجرة الى اليمين بها مناظر غطاها الدخان تمثل الملك فى حضرة اوزيريس كما نرى تحوت وحور آختى يقدمانه الى اوزيريس ومناظر اخرى من كتاب العالم السفلى اما حجرة الدفن الكبيرة ففيها ثمانية اعمدة مربعة واربعة ملحقات صغيرة فى زواياها. وتعبر هذه المقبرة اوسع وأكبر المقابر
مقبرة الملك رمسيس الرابع
تقع هذه المقبرة على يمين الطريق خارج حاجز المدخل المباشر،وكما ذكرنا مقبل ان الملك رمسيس الرابع حكم ما يقرب من ست سنوات، وقد نهبت مقبرته فى وقت متقدم ولابد من ان موميائه قد حطمت قبل ان يقوم الكهنة بنقل مومياء بعض الملوك الى مقبرة امنحوتب الثانى،حيث انهم وجدوا فقط تابوته الخالى الذى اخفوه فى وقته،وهذه المقبرة لها اهميتها بسبب التخطيط الذى وضعه المهندس لها ولا يزال موجودا بمتحف تورين،ويوجد فوق المدخل قرص الشمس الذى يمثل الاله رع وبداخله جعل الأله خبر وصورة الاله اتوم برأس كبش وبذلك توجد جميع الشعارات التى تمثل الشمس المشرقة والشمس فى كامل قوتها والشمس الغاربة ، وعلى جانبى قرص الشمس نرى ايزيس ونفتيس يتعبدان له والرسوم والكتابات مشوهة كثيرا حيث تم تنفيذها فوق الملاط الذى تساقط الكثير منه،والكتابات فى الغالب منقولة عن كتاب الصلوات رع وكتاب الموتى. ولا زال التابوت الجرانيتى الكبير موجودا فى حجرة الدفن وهو يزيد عن عشرة اقدام فى طوله بعرض سبعة اقدام وارتفاع يزيد عن ثمانية اقدام وعلى الحائط الايسر من الحجرة كتابات ومناظر من فصلين الاول والثانى من كاب البوابات وعلى الحائط الايمن اجزاء من الفصلين الثالث والرابع من نفس الكتاب مصحوبا ببعض الرسوم،اما سقف الحجرة ففيه رسم للإلهة نوت وجسمها مزين بالنجوم وخلف حجرة الدفن دهليز تنفتح فيه بعض الحجرات . والمناظر والكتابات هنا تمثل رحلة الشمس فى العالم السفلى،كما توجد مناظر قبطية على الحائط الايمن من ممر الدخول.
مقبرة الملك رمسيس السادس
تقع هذه المقبرة فوق مقبرة الملك توت عنخ امون وتعتبر اكبر المقابر الملكية فى الوادى اذ تخترق صخر الجبل بعمق يصل الى 93 متر ، وكانت المقبرة مخصصة فى الاصل للملك رمسيس الخامس الذى وجد اسمه مسجلا على الجزء الامامى منها ثم اغتصبها الملك رمسيس السادس وأكمل الجزء الأخير منها وقد اطلق عليها اعضاء الحملة الفرنسية فى الاعوام 1799-1801 مقبرة تقمص الروح وذلك لإعتقادهم بوجود منظر خاص يتقمص الروح بداخلها، كما اطلق علماء الانجليز على هذه المقبرة اسم مقبرة ممنون مقلدين بذلك الزوار الأغريق الذين اطلقوا من قبل اسم ممنون على مقبرة الملك امنحوتب الثالث ولعل السبب هن ان اسم التتويج للملك رمسيس السادس يمثل لقب (نب ماعت رع) وهو نفس الاسم الذى اتخذه من قبل الملك امنحوتب الثالث،كما يلاحظ وجود العديد من النصوص الجرافيتية التى سجلها الزوار الاغريق مما قد يشير الى ان المقبرة كانت مفتوحة ومعروفة ايام حكم الاغريق لمصر، كما تشير النصوص القبطية الموجودة على جدران المقبرة الى وجود مجموعة من الاخوة المسحيين الذى اقاموا أغلب الظن داخل هذه المقبرة فى القرون الأولى الميلادية، تتميز هذه المقبرة بأن جدرانها تعتبر مسرحا كاملا للنصوص الديينة فهى عبارة عن مكتبة كبيرة للأدب الدينى وهى النصوص التى تناقش بالكلمة والصورة الحياة والموت وبعث اله الشمس رع. وقد سجل على جدرانها اغلب الكتب الدينية التى كانت معروفة من قبل مثل كتاب امى دوات وكتاب البوابات وكتاب الموتى والاناشيد الشمسية المختلفة وقصة هلاك البشر ثم كتاب الكهوف وكتاب الليل والنهار،وقد سجل كتاب النهار هنا للمرة الاولى بهذه الصورة الفلكية كذلك كتاب الارض المعروف بأسم "آكر".
تبدا هذه المقبرة بالمدخل يليه ثلاث ممرات ثم حجرة صغيرة ثم قاعة ذات اربعة اعمدة كانت تمثل اغلب الظن حجرة الدفن فى عهد الملك رمسيس الخامس بعد ذلك نصل الى ممرين فحجرة صغيرة وأخيرا نصل الى حجرة الدفن الخاصة بالملك رمسيس السادس التى تنتهى بحجرة صغيرة ولهذا يطلق علي هذه المقبرة مجازا المقبرة المزدوجة. ندخل المقبرة فنشاهد بصعوبة على العتب العلوى المنظر المألوف فى هذه الفترة والذى يمثل قرص الشمس وبداخله كل من الجعل(خبر) والاله اتوم برأس الكبش وعلى كتفى الباب نرى اسماء رمسيس السادس التى اغتصبها من الملك رمسيس الخامس، ثم ندخل الممر الاول فنشاهد على اليسار بالنسبة للداخل منظرا كان يمثل رمسيس الخامس ثم اغتصبه رمسيس السادس واحدث به بعض التعديلات اللازمة والملك هنا امام رع حور آختى وأوزيريس ثم نصوص ومناظر الفصل الاول والثانى من كتاب البوابات. اما على يمين الداخل فهناك منظر يمثل الملك مسيس السادس يطلق البخور امام رع حور اختى وأوزيريس ثم مناظر ونصوص الفصل من كتاب الكهوف. نصل بعد ذلك الى الممر الثانى فنشاهد على العتب الخارجى الشمس المجنحة وسوف يتكرر هذا المنظر كثيرا على الاعتاب الخارجية للمرات فنجد على يسار الداخل مناظر تمثل الفصل الثالث من كتاب البوابات ثم الفصل الرابع والخامس من نفس الكتاب وهنا نشاهد المنظر الشهير المعروف بقاعة اوزيريس والذى رأيناه من قبل فى مقبرة حور محب وهو المنظر الذى اعتقد اعضاء البعثة الفرنسية انه خاص بتناسخ او تقمص الروح فإذا انتقلنا لمشاهدة المناظر الموجودة على يمين الداخل فسوف نرى مناظر ونصوص الفصل الثانى وبداية الفصل الثالث من كتاب الكهوف. ثم نصل الى الممر الثالث ونتابع على يسار الداخل المناظر والنصوص الخاصة بالفصلين السادس والسابع من كتاب البوابات كذلك توجد نصوص من قصة هلاك البشر مسجلة على جدران نيشة صغيرة قبل نهاية هذا الممر. وقد سجل على الجدار المقابل فى نفس هذا الممر نصوص ومناظر الفصل الثالث من كتاب الكهوف ومقدمة الفصل الخامس ثم الفصل الرابع من نفس الكتاب، بعد ذلك نصل الى حجرة مربعة صغيرة على جدرانها الفصلين الثامن والتاسع من كتاب البوابات والفصل الخامس من كتاب الكهوف.
ندخل الآن الى صالة ذات اربعة اعمدة فى صفين وقد غطت سطوح اعمدتها الأربعة بالمناظر المعتادة التى تمل الملك فى علاقاته المختلفة مع كل من خنسو وامـــــــون رع برأس كبش والألهة مرسجر (بمعنى هى تحب الصمت) وتقيم فى قمة الجبل بمدينة الموتى،ثم يقدم ماء التطهير الى الأله بتاح سكر اوزيريس ثم يقدم البخور الى بتاح فى مقصورته ويطلق البخور امام رع حور آختى ثم هناك منظر للإله جحوتى برأس ابى منجل،اما جدران هذه القاعة فقد سجل على النصف الأمامى منها نصوص الفصلين العاشر والحادى عشر والثانى عشر من كتاب البوابات ذلك المنظر الشهير الذى يمثل الإله نون وهو يخرج من المياه الأزلية رافعا مركب الشمس يتوسطها جعل يمثل الاله خبر الذى يمثل بدوره المولد الجديد للشمس ومعه مجموعة من الآلهة قد تمثل البحارة الذين يشرفون على سير المركب ، وتستقبل نوت الهة السماء الشمس المقبلة عليها ونراها واقفة على رأس الاله اوزيريس رب العالم الآخر، اما ايزيس ونفتيس فقد صور كل منهما فى صورة ثعبان فى اعلى وأسفل المنظر هذا المنظر الذى يمثل الفصل الاخير من كتاب البوابات نجده على يسار الداخل اما على يمين الداخل فهناك مناظر ونصوص الفصل السادس من كتاب الكهوف،مناظر الجزء الخلفى من هذه القاعة تمثل رمسيس السادس يقوم بالتطهير واطلاق البخور امام اوزيريس، نشاهد على سقف الممرين الثانى والثالث وسقف الحجرة الاولى المنظر الجميل الذى يمثل الألهة نوت ربة السماء منحنية على الارض وقد سجل بين يديها ورجليها النصوص الخاصة بكتاب النهار والليل، والمنظر يوضح اعتقاد المصرى القديم الذى تخيل ان السماء ممثلة فى الآلهة نوت تلد الشمس فى كل صباح ثم تبلعها فى المساء وفى خلال النهار تسبح الشمس فى زورقها داخل جسد الألهة نوت فى البحر السماوى. اما فى المساء فتظهر النجوم التى لا تفنى لكى تضىء عالم الاموات الموجود ايضا داخل جسد الألهة نوت التى تصور لنا قصة الليل والنهار. كذلك نشاهد فى الصالة الأولى على جانبى الممر بين الأعمدة منظر على اليسار يمثل الالهة نخبت فى صورة ثعبان كبير وجزء من كتاب "امى دوات" يسجل الساعة الأولى وأسفل نخبت هناك ثعبان آخر يمثل الآلهة نيت،اما على اليمين فهناك منظر مقابل يمثل الآلهة مرسجر فى صورة ثعبان ضخم وبداية الساعة السادسة من كتاب "امى دوات" واسفل مرسجر صورة الألهة سرقت فى صورة ثعبان ايضا. نهبط الآن الى الممر وقد سجلت على جدرانه نصوص ومناظر من كتاب "امى دوات" فهناك على اليسار نشاهد الساعة الأولى والثانية وجزء من الساعة الثالثة اما على اليمين فنتتبع الساعة السادسة والسابعة وجزء من الثامنة ويتميز سقف هذا الممر بمناظر تمثل مراكب اله الشمس رع ونصوص من كتاب النهار والليل، بعد ذلك نصل الى الممر الرابع وهو مملوء ايضا بنصوص ومناظر من كتاب "امى دوات" ثم ندخل حجرة صغيره سجل على جدرانها نصوص ومناظر من كتاب الموتى ومنظر يمثل الملك رمسيس السادس امام إلهة السحر والقوة الخفية حكاوو ثم وهو يتعبد امام بركتين مربعتين وبعض القرود ثم وهو يتعبد للآلهة ماعت ،اما السقف فقد سجل عليه مناظر تظهر ماخيله المصرى بالنسبة لبعث الأله اوزيريس.
واخيرا نصل الى غرفة الدفن الخاصة بالملك رمسيس السادس والتى تحوى فى وسطها التابوت الجرانيتى الكبير وكان بها اربعة اعمدة غطت سطحها بمناظر تمثل الملك فى علاقاته المختلفة مع الآلهة والآلهات فنرى رمسيس السادس يقدم صورة ماعت الى الاله بتاح سوكر برأس الصقر ثم وهو امام انوبيس ومقدما الدهون للألهة مرسجر ثم امام اوزيريس وأخيرا مقدما صورة ماعت للإله بتاح داخل ناووس. وتتميز هذه الحجرة بالمناظر الفلكية التى تصور الألهة نوت فى صورة امرأة منحنية وقد سجل داخل جسدها مناظر ونصوص من كتاب الليل على النصف الشمالى ونصوص ومناظر من كتاب النهار على النصف الجنوبى من سقف الحجرة، سجل على جدران حجرة الدفن مناظر ونصوص دينة مختلفة ولعل الجديد هنا هو تسجيل كتاب "آكر" بمعنى الأرض وهو الكتاب المميز بالمنظر الشهير الذى يرمز الى اسد راقد براسين فى اتجاهيين عكسيين احدهما يمثل الغرب (الامس) على اليمين والاخر يمثل الشرق (النهار) على اليسار،ويخرج فى الوسط ذراعا الاله نون اله المياه الازلية وهما ممدودتان لاستقبال قرص الشمس ونشاهده على يمين الذراعين ثلاثة مومياوات واقفة يتقدمهن الاله "تاتنن" الذى قد يشير الى الارض الازلية لستقبل هنا مركب الشمس التى تهبط فى عالم الغرب،ومركب الشمس هنا يتوسطها الاله خبر برأس كبش ويتعبد اليه يمينا روح اتوم ويسارا روح خبرى كل منهما بشكل طائر "البا" برأس انسانية ولاحظ هنا ان مركب الشمس تسير على خط مستقيم يوضح مسارها وحتى تهبط الى المياه الازلية نون فنجد اله الارض "تاتنن" فى استقبالها ثم يتركها تسير فى اعماق الارض حتى تصل الى الاله نون الذى يدفعها من جديد لتبدأ يوم جديد ويلاحظ ان هناك مركب الشمس الخاصة بالأمس يسحبها سبعة من صور "البا" برؤوس انسانية ونرى بداخلها كل من اله الشمس وامامه خبر وخلفه حورس قائد المركب، نشاهد على اليسار الذراعين الممدودتين وثلاثة مومياوات واقفة يتقدمهن الاله نون اله المياه الازلية الذى يدفع مركب شمس الصباح ثم 14 ثعبانا من نوع الكوبرا برؤوس انسانية واذرع آدمية يسحبن مركب شمس اليوم الجديد. هذه المناظر نجدها على يمين الداخل فى حجرة الدفن كما نشاهد منظر غريب لتمساح مع اله فى شكل مومياء وتنتهى حجرة الدفن بحجرة صغيرة يتميز جدارها الخلفى بالمنظر الشهير للإله نون وهو يحمل مركب الشمس وهذا المنظر يمثل الفصل الثانى عشر من كتاب البوابات.
مقبرة الملك رمسيس التاسع
لم يعثر على مومياء هذا الملك وان كان جزء من اثاثه الجنائزى قد عثر عليه فى خبيئة الدير البحرى،وتقع هذه المقبرة الى الجهة اليسرى مباشرة بعد حاجز المدخل،ويمكن الوصول اليها بواسطة درج يتوسطه سطح مائل لتسهيل عملية انزلاق التابوت الى الاسفل. وعندما ندخل اول دهليز نرى على اليمين رسما للملك وهو يقدم للإله امون رع حور آختى وللألهة مرت سجر الهة الموتى "المحبة للصمت" بينما يقف على الحائط المواجه امام حور آختى وأوزيريس ،وبعد ذلك نجد حجرتين غير منقوشتين على كل من الجانبين وفى الجهة اليمنى نلاحظ وجود تسعة ثعابين تتبعها تسعة مردة برؤوس ثيران وتسعة اشخاص داخل خرطوش ثم تسعة اشخاص لهم رؤوس ابن آوى وهذه هى التاسوعات او الثلاثيات من المخلوقات الموجودة فى العالم الآخر، وتوضح رحلة الشمس خلال العالم السفلى ويوجد جزء من النصوص الخاصة بهذا الكتاب هنا،والى اليسار نص الفصل 125 من كتاب المتوفى وهو المعروف بالاعترافات الانكارية وفيه يقر المتوفى بعدم اقترافه للذنوب وتحت النص كاهن فى زى حورس ظهير امه يقوم بتطهير الملك المتوفى الذى يشبه بأوزيريس،والكاهن فى هذه الحالة يلبس خصلة الشعر الجانبية كأحد الأمراء ولذا فمن المحتمل ان يكون احد ابناء الملك المتوفى اما الحجرات الاربع فمن الجائز انها تستعمل لحفظ التقاديم الجنائزية. اما الدهليز الثانى فيوجد على كل من جانبيه ثعبان لحراسة الباب،وقد ذكر عن الثعبان على اليمين بأنه "يحرث باب اوزيريس" بينما يحرس الثعبان على اليسار الباب "الذى يسكن المقبرة" والى اليسار يتقتدم الملك نحو المقبرة مصحوبا بحتحور وبعد ذلك كتابة من كتاب الموتى يتبعها منظر للملك فى حضرة خونسو نفر حتب شو الذى يوجه اليه القول بهذه الكلمات "انى اعطيك قوتى وسنينى ومكانى وعرشى على الارض لتكون روحى فى الآخرة وانى اعطى روحك للسماء وجسدك للعالم السفلى الى الابد". وفى الجهة اليمنى مردة وأرواح داخل خراطيش ويلاحظ ان سقف الدهليز قد زين بالنجوم. ندخل الآن الدهليز الثالث وهو محروس كسابقه بالثعابين وعلى الحائط الأيمن يقدم الملك صورة ماعت (الحق) للإله بتاح بينما تقف الآلهة امام الاله العظيم ثم تأتى صورة رمزية تمثل القيامة حيث يظهر الملك المتوفى كأوزيريس ممددا على جبل الحياة والسماء تشرق فوقه والجعل خارجا من قرص الشمس ليمنح حياة جديدة للأرض ويتبع صفوف من الرسوم الخرافية الغربية تختلف كثيرا عن الرسم الرمزى المبسط الذى مر بنا الآن والحائط الأيسر بين رحلة الشمس خلال الساعة الثانية وجزء من الساعة الثالثة. وفى الحجرة التى ندخلها الآن نرى كاهنان امامنا يقدمان التقاديم لأحد الاعلام ويلاحظ ان الكهنة يلبسون خصلة الشعر الجانبية كما هو الحال فيما سبق، ثم نتقدم الى حجرة بها اربعة اعمدة مربعة وممر منحدر يؤدى الى حجرة الدفن ويلاحظ اختفاء التابوت وان كانت الفجوة التى خصصت لوضعه فيها لا تزال موجودة،ونشاهد على السقف المقبى رسمان لنوت آلهة السماء وقد زينت بالنجوم وغيرها، وخلف فجوة التابوت نشاهد حورس الطفل جالسا داخل قرص الشمس المجنح وهو ايضا رمز مبسط لقيام حياة جديدة بعد الموت. وبهذا نكون قد انتهينا من شرح اهم المقابر بمنطقة وادى الملوك