منتدي .. احلي حكاية

بقلوب ملؤها المحـ.ــبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتدي .... أحلي حكاية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي .. احلي حكاية

بقلوب ملؤها المحـ.ــبة
وأفئدة تنبض بالمودة
وكلمات تبحث عن روح الاخوة
نقول لكِ أهلا وسهلا
اهلا بكِ بقلوبنا قبل حروفنا
بكل سعادة وبكل عزة
منتدي .... أحلي حكاية

منتدي .. احلي حكاية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي .. احلي حكاية

في القلب حزن لا يذهبه الا السرور بمعرفة الله _ منتدي .... أحلي حكاية


سبحان الله و بحمده سبحان ربي العظيم

لا اله الا الله

الحافظ بلاست تجارة و توريدات 01222236093

سحابة الكلمات الدلالية

مواضيع مماثلة

    تدفق ال RSS


    Yahoo! 
    MSN 
    AOL 
    Netvibes 
    Bloglines 

    اجمل دعاء

    ‏ "من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئا ‏ ‏يعني ‏ ‏أحب إليه من أن يسأل العافية "

    Like/Tweet/+1

    المتواجدون الآن ؟

    ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر

    لا أحد


    أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 21 بتاريخ الجمعة سبتمبر 02, 2016 1:59 am


      عشر من ذي الحجة

      mahomed_hafez
      mahomed_hafez
      Admin


      عدد المساهمات : 136
      تاريخ التسجيل : 20/05/2016
      العمر : 42
      الموقع : المنصورة _ ج م ع

      عشر من ذي الحجة Empty عشر من ذي الحجة

      مُساهمة من طرف mahomed_hafez الجمعة سبتمبر 02, 2016 12:53 am

      هي العشرة أيام الأولى من شهر ذي الحجة بحسب التقويم الهجري، وهي أيام يعتقد المسلمون بأنّ لها فضلاً وميزة، فيُكثرون فيها من العبادة والأعمال الصالحة والذكر. وتوافق هذه الأيام موسم الحج عند المسلمين. ويأتي ضمن هذه الأيام يوم عرفة الذي يُعد أفضل أيام السَّنة عند المسلمين، كما يكون في نهايتها يوم عيد الأضحى والذي يُسمّى "يوم النَّحر"، لكثرة ما يُنحّر أي يُذبح من الأضاحي تقربًا إلى الله.
      أيات القرآن الواردة فيها
      آية ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾   قال عبد الله بن عباس: هي أيَّامُ العشرِ.
      آية ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾  قال ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد: أنّها العشر من ذي الحجة.
      الأحاديث الواردة فيها
      عن عبدالله بن عباس أنّ النبي محمد قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول اللهِ ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».
      عن عبد الله بن عمر أن النبي محمد قال: «ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللَّهِ ولا أحِبُّ إليهِ العملُ فيهنَّ من أيَّامِ عشرِ ذي الحِجَّةِ فأَكثِروا فيهنَّ منَ التَّسبيحِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ والتَّهليلِ»                 عشر من ذي الحجة 220px-Pilgrims_cover_Arafat%27s_roads%2C_plains_and_mountain_-_Flickr_-_Al_Jazeera_English
      mahomed_hafez
      mahomed_hafez
      Admin


      عدد المساهمات : 136
      تاريخ التسجيل : 20/05/2016
      العمر : 42
      الموقع : المنصورة _ ج م ع

      عشر من ذي الحجة Empty أيام العشر من ذي الحجة من أعظم المواسم التي امتن الله تعالي بها علينا

      مُساهمة من طرف mahomed_hafez الجمعة سبتمبر 02, 2016 1:15 am

      باب عظيم من أبواب تحصيل الحسنات ورفع الدرجات                                      عشر من ذي الحجة 18116_image002                                                                                                                                                      وتكفير السيئات، والموفق من اغتنمها وحاز على رضا الله تعالى، فهي أفضل أيام الدنيا لاجتماع   أمهات العبادة فيها، وهي: الصلاة، والصياL والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها  وهي الأيام التي أقسم الله تعالي بها في كتابه بقوله تعالي: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[ الفجر:1-2]

      فهي أفضل من أيام العشر الأخير من رمضان، وهي أعظم الزمن بركةً؛ إذ لها مكانةٌ عظيمةٌ عند الله تعالى، تدلُّ على محبَّته لها وتعظيمه لها؛ فهي عَشْرٌ مباركاتٌ كثيرةُ الحسنات، قليلة السيِّئات، عالية الدَّرجات، متنوِّعة الطَّاعات.

      ويحتاج المسلم حالَ غفلته ولهوه إلى تذكيرٍ بالله والآخرة؛ فالأولاد والأموال ألهتْنا كثيرًا عن ذكر الله وطاعته، وسعيُنا لتحصيل قدرٍ أكبر من الرَّفاهية والشهوات حطَّم قدراتنا في تحمل الكثير من العبادات، والصبر عن المحرمات؛ حتى أضحت أجسادنا لا تتحمَّلُ طول القيام والقنوت، وكثرة الرُّكوع والسُّجود، وقضاءَ الليل في القرآن والذكر. وكل ذلك إنَّما حصل لمَّا تعلَّقت القلوب بغير الله تعالى؛ فالقلوب إذا صلحت صـلحت معها الأجساد، وإذا فَسَدَتْ أفْسَدَتْها حتى تَثَّاقَل عن الخيرات، وتُسارع في المنكرات؛ ولكن يبقى الأمل في عفو الله ورحمته وتوفيقه؛ إذ تذكرنا مواسمُ الخيرات وهذا أحدها يقترب منا، فماذا أعددنا له من توبة ومن عمل صالح؟!

      قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "السعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه، بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادةً، يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات".

      وقال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله: "ما من يوم أخرجه الله إلى أهل الدنيا إلا ينادي: ابن آدم، اغتنمني لعله لا يوم لك بعدي، ولا ليلة إلا تنادي: ابن آدم، اغتنمني لعله لا ليلة لك بعدي".

      أقوال وأحوال السلف الصالح في هذه الأيام:
      - كان سعيد بن جبير رضى الله عنه إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يكاد يقدر عليه، أي: يجتهدون اجتهادًا عظيمًا لا يستطيع أحدٌ أن يلحق بهم بهذا الاجتهاد في تلك الأيام، وروي عنه أنه قال: (لا تطفئوا سرُجُكم ليالي العشر)، تعجبه العبادة.

      - وجاء أن السلف رضي الله عنهم كانوا يعظمون ثلاث عشرات عشر رمضان الأخير، وعشر ذي الحجة الأول، وعشر المحرم الأول.

      وكانوا يعدون عمل اليوم فيه بأعمال أيامٍ كثيرة كما ذُكِر عن بعضهم، يعني: هذه الأيام بآلاف الأيام من الأعمال الصالحة.

      - قال ابن رجب رحمه الله: إذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها، صار العمل فيها وإن كان مفضولاً أفضل من العمل في غيرها وإن كان فاضلاً، ومعنى ذلك: أن العمل المفضول الذي رتبته أقل يمكن أن يصبح هو الأفضل عندما يؤدى في هذه الأيام؛ لعموم فضيلتها، وعظمة فضيلتها، وتأكيد هذا التفضيل بالمقارنة بالجهاد.

      أيهما أفضل عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان:
      سُئل ابن تيمية رحمه الله تعالى  عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فقال: أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة.

      قال ابن القيم: وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيًا كافيًا، فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة، وفيها: يوم عرفة، ويوم النحر، ويوم التروية.

      وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء، التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحييها كلها، وفيها ليلة خير من ألف شهر.فمن أجاب بغير هذا التفصيل، لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة.

      فضائل العشر من ذي الحجة:
      أنَّ الله تعالى أقسم بها فقال: {وَلَيالٍ عَشْرٍ  ولا يقسم الله تعالى إلا بعظيم، ولا يجوز لخلقه أن يقسموا إلا به، فالقَسَم بها يدلُّ على عظمتها ورفعة مكانتها وتعظيم الله تعالى لها.

      أن الله تعالى سماها الأيام المعلومات فقال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}[الحج:28]، نقل البخاري في صحيحه عن ابن عباس قوله في هذه الأيام أنها: أَيَّامُ العَشْرِ.

      أنَّ الله تعالى قرنها بأفضل الأوقات، والقرين بالمقارَن يقتدي؛ فقد قرنها بالفجر، وبالشفع والوتر، وبالليل.
      أما اقترانها بالفجر: فلأنه الذي بحلوله تعود الحياة إلى الأبدان بعد الموت، وتعود الأنوار بعد الظُّلْمَة، والحركة بعد السكون، والقوَّة بعد الضعف، وتجتمع فيه الملائكة، وهو أقرب الأوقات إلى النزول الإلهي في الثُّلُث الأخير من الليل، وبه يُعرف أهل الإيمان من أهل النفاق.

      وقرنها بالشفع والوتر: لأنهما العددان المكوِّنان للمخلوقات، فما من مخلوق إلا وهو شفعٌ أو وترٌ، وحتى العَشْر فيها شفعٌ، وهو النحر، وفيها وترٌ، وهو يوم عرفة.

      وقرنها بالليل لفضله؛ فقد قُدِّم على النهار، وذُكِرَ في القرآن أكثر من النهار، إذ ذُكِرَ اثنتين وسبعين مرَّة، والنهار سبعًا وخمسين مرَّة، وهو أفضل وقتٍ لنَفْل الصَّلاة، وهو أقرب إلى الإخلاص؛ لأنه زمن خُلْوَةٍ وانفراد، وهو أقرب إلى مراقبة الله سبحانه وتعالى؛ إذ لا يراه ولا يسمعه ولا يعلم بحاله إلا الله، وهو أقرب إلى إجابة الدُّعاء وإلى إعطاء السؤال ومغفرة الذنوب؛ إذ يقول الله تعالى في آخِره: (هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟)  وقال بعض السلف: (لولا الليل ما أحببتُ العَيْش أبدًا)

        أنَّ الله تعالى أكمل فيها الدِّين؛ إذ تجتمع فيها العبادات كلِّها، وبكمال الدِّين يَكْمُل أهله، ويَكْمُل عمله، ويَكْمُل أجره، ويعيشون الحياة الكاملة التي يجدون فيها الوقاية من السيئات، والتلذُّذ بالطَّاعات، وقد حسدنا اليهود على هذا الكمال؛ قال حَبْرٌ من أحبار اليهود لعمر : آيةٌ في كتابكم لو نزلت علينا معشر اليهود؛ اتَّخذنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه عيدًا: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلاَمَ دِينًا}[المائدة:3]. قال عمر : "إني أعلم متى نزلت، وأين نزلت، نزلت يوم عرفة في يوم جمعة". وكمال الدِّين يدلُّ على كمال الأمَّة وخيريَّتها.

       أن العبادات تجتمع فيها ولا تجتمع في غيرها، فهي أيام الكمال، ففيها الصلوات كما في غيرها، وفيها الصَّدقة لمَنْ حال عليه الحَوْل فيها، وفيها الصوم لمَنْ أراد التطوع أو لم يجد الهَدْي، وفيها الحجُّ إلى البيت الحرام ولا يكون في غيرها، وفيها الذِّكْر والتَّلْبية التي تدلُّ على التوحيد، وفيها الدعاء، واجتماع العبادات فيها شرفٌ لها لا يضاهيه فيه غيرها، ولا يساويها سواها.

       أنها أفضل أيام الدُّنيا على الإطلاق، دقائقها وساعاتها وأيامها وأسبوعها، فهي أحبُّ الأيام إلى الله تعالى، والعمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله ؛ فهي موسم للرِّبح، وهي طريق للنَّجاة، وهي ميدانُ السَّبْق إلى الخيرات؛ لقوله  "أفضل أيام الدنيا أيام العشر"                                                                وقال أيضًا: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"                                                                                                                               وهذا يدل على أن العمل في أيام العشر أفضل من الجهاد بالنفس، وأفضل من الجهاد بالمال، وأفضل من الجهاد بهما والعودة بهما أو بأحدهما؛ لأنه لا يَفْضُل العمل فيها إلا مَنْ خرج بنفسه وماله، ولم يرجع لا بالنفس ولا بالمال. وقد روي عن أنس بن مالك  أنه قال :(كان يُقال في أيام العَشْر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم)؛ أي: في الفضل.وروي عن الأوزاعي قال :(بلغني أنَّ العمل في يوم من أيام العَشْر كقدر غزوةٍ في سبيل الله، يُصام نهارها ويُحرَس ليلها؛ إلاَّ أنْ يختصَّ امرؤٌ بالشَّهادة).

       فيها يوم التروية: وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، سُمى به لأنهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بعده، أي يستقون ويسقون.

       فيها يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجَّة، وهو يومٌ معروفٌ بالفضل وكثرة الأجر وغفران الذنب؛ فهو يومٌ مجيدٌ، يعرف أهله بالتوحيد؛ إذ يقولون: لا إله إلا الله، وقد قال : "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"  ويعرف الإنسان ضعف نفسه؛ إذ يُكْثِر من الدُّعاء، ويلحُّ على الله في الدُّعاء، ويعرف إخوانه المسلمين الذين اجتمعوا من كلِّ مكانٍ في صعيدٍ واحد، ويعرف عدوَّه الذي ما رُئِيَ أصغر ولا أحقر منه في مثل يوم عرفة، ويعرف كثرة مغفرة الله لعباده في هذا اليوم؛ لكثرة أسباب المغفرة، من توحيد الله، ودعائه، وحفظ جوارحه، وصيامه (لغير الحاجِّ).وهو يوم الحجِّ الأعظم؛ الذي قال عنه : "الحج عرفة"   وصومه تطوُّعًا يكفِّر ذنوب سنتين: سنة ماضية وسنة مقبِلة، وما علمتُ هذا الفضل لغيره؛ فكأنه حفظ للماضي والمستقبل.

          فيها يوم النَّحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجَّة، وهو أفضل الأيام، وفيه معظم أعمال النُّسُك: من رمي الجمرة، وحَلْق الرَّأس، وذبح الهَدْي والطَّواف  والسَّعي   وصلاة العيد   وذبح الأُضحية  واجتماع المسلمين في صلاة العيد  وتهنئة بعضهم بعضًا.

      ففضائل العَشْر كثيرةٌ؛ لا ينبغي للمسلم أن يضيِّعها بل ينبغي أن يغتنمها، وأن يسابِق إلى الخيرات فيها، وأن يشغلها بالعمل الصَّالح.

      ليالي العشــر أوقـات الإجابــة ***  فبــادر رغبــة تلحق ثوابه
      ألا لا وقــت للعمـــــال فيـــــه ***  ثواب الخير أقرب للإصابة
      من أوقات الليالي العشـر حـقا *** فشمــر واطلبن فيها الإنابـة

      ما يستحب فعله في هذه الأيام:
      - التوبة إلى الله: فعلينا استقبال هذه الأيام بأن نبرأ إلى الله تعالى من كل معصية كنا نعملها، والإقلاع عن كل ما نهى تعالى عنه.فالمعاصي سبب البعد والطرد، والطاعات أسباب القرب والود، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي  قال : "إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ"

      - تجديد النية باغتنام هذه الأيام فيما يرضي الله: فحري بالمسلم استقبال مواسم الخير عامة بالعزم الأكيد على اغتنامها بما يرضي الله سبحانه وتعالى. فلنحرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة، قبل أن تفوت فلا ينفع الندم حينئذ.

      - الإكثار من الأعمال الصالحة عمومًا لقوله : "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام يعني أيام العشر..."  فالعمل الصالح محبوب لله تعالى في كل زمان ومكان، ويتأكد في هذه الأيام المباركة، وهذا يُعني فضل العمل فيها، وعظم ثوابه، فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر وقته في هذه العشر بطاعة الله تعالى، من الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وغير ذلك من طرق الخير، وهذا من أعظم الأسباب لجلب محبة الله تعالى.

      قال ابن رجب رحمه الله: (لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرًا على مشاهدته كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركًا بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته، يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج).

      - الحرص على الصلاة في جماعة، والحرص على الوقوف في الصف الأول في الجماعة، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات لله تعالي فعن ثوبان رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "... عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً

      - يكثر من الصيام في أيام العشر ولو صام التسعة الأيام لكان ذلك مشروعًا؛ لأن الصِّيام من العمل الصالح، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته قالت: "حدثتني بعض نساء النبي  أن النبي  كان يصوم يوم عاشوراء وتسعاً من ذي الحجة وثلاثة أيام من الشهر أول اثنين من الشهر وخميسين"                             وأما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنه ما صام العَشْر؛ فالمراد إخبار عائشة عن حاله عندها، وهو عندها ليلةٌ من تسع، ولربَّما تَرَكَ الشيء خشية أن يُفرض على أمَّته، ولربَّما تَرَكَه لعذرٍ من مرض أو سفر أو جهاد أو نحوه، وإذا تعارض حديثان أحدهما مُثبِت والآخَر نافي؛ فإننا نقدِّم المثبت على النافي، لأن عنده زيادة علم.

      قال ابن رجب الحنبلي: "وممن كان يصوم العشر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما". ويقول أكثر العلماء أو كثير منهم بفضل صيام هذه الأيام.

      - ذكر الله تعالى والتكبير: قال ابن رجب الحنبلي: وأما استحباب الإكثار من الذكر فيها فقد دل عليه قول الله عز وجل: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}[الحج:28]. فإن الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء. وروى البخاري في صحيحه :"وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا".

      وروى أيضا: "وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى، فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ اْلأَسْوَاقِ، حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ اْلأَيَّامَ، وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ، وَعَلَى فِرَاشِهِ، وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ اْلأَيَّامَ جَمِيعًا. وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ، وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِدِ".

      فليكثر المسلم من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير فعَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ  قَالَ: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ"  وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان، وتكاد تُنسى حتى من أهل الصلاح والخير بخلاف ما كان عليه السلف الصالح، تكبر في المسجد وفي بيتك وفي السوق وفي طريقك، وذكر به أهلك وعود أولادك على ذلك.

      والتكبيرُ نوعان: مطلق ومقيد، فالتكبير المطلق في سائر الوقت من أول العشر إلى آخر أيام التشريق, والتكبير المقيد فيكون في أدبار الصلوات المفروضة ويبدأ من فجر يوم عرفة (لغير الحاج) إلى عصر آخر أيام التشريق مقيدًا، (أما الحاجُ) فيبدأ من حين يرمي جمرةَ العقبة يوم العيد. وقد دل على مشروعية ذلك الإجماع، وفعلُ الصحابة رضي الله عنهم، وصيغ التكبير:

      1- الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيراً.

      2- الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

      3- الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

      - قيام الليل: قال ابن رجب الحنبلي: وأما قيام ليالي العشر فمستحب. وورد إجابة الدعاء فيها. واستحبه الشافعي وغيره من العلماء. وقال : "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم و قربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الإثم و تكفير للسيئات"

      - أداء الحج والعمرة: وهما واقعان في العشر، باعتبار وقوع معظم مناسك الحج فيها، ولقد رغب النبي -صلى الله عليه وسلم- في هاتين العبادتين العظيمتين، وحث عليهما؛ لأن في ذلك تطهيرًا للنفس من آثار الذنوب ودنس المعاصي، ليصبح أهلاً لكرامة الله تعالى في الآخرة. فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  قَالَ: "الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ"[13]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ  يَقُولُ : "مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"

      - يُكْثِرُ من الصدقة في العَشْر؛ إذ الصَّدقة فيها أفضل من الصَّدقة في رمضان، وما أكثر حاجات الناس في العَشْر من النفقة والاستعداد للحج وللعيد وطلب الأضحية ونحوها، وبالصَّدقة ينال الإنسان البرَّ، ويضاعَف له الأجر، ويُظلُّه الله في ظلِّه يوم القيامة، ويفتح بها أبواب الخير، ويغلق بها أبواب الشرِّ، ويفتح فيها باب من أبواب الجنة، ويحبَّه الله ويحبَّه الخَلْق، ويكون بها رحيمًا رفيقًا، ويزكي ماله ونفسه، ويغفر ذنبه، ويتحرَّر من عبودية الدِّرهم والدِّينار، ويحفظه الله في نفسه وماله وولده ودنياه وآخِرته.

      - تلاوة القرآن قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:29-30]، وقال : "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"

      - صلة الأرحام: قال : "يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام"                                                                                                وقال : "الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ"
      mahomed_hafez
      mahomed_hafez
      Admin


      عدد المساهمات : 136
      تاريخ التسجيل : 20/05/2016
      العمر : 42
      الموقع : المنصورة _ ج م ع

      عشر من ذي الحجة Empty نفحات عشر ذي الحجة

      مُساهمة من طرف mahomed_hafez الجمعة سبتمبر 02, 2016 1:19 am

      تجدد مواسم الطاعات وتتكرر النفحات الربانية مرة تلوَ الأخرى؛ فمن رمضان وعشره الأواخر  عشر من ذي الحجة ShapeEFDSAe        إلى شوال وصوم ستة، إلى عشر ذي الحجة. وهكذا يمنحنا الله فرصاً جديدة للتوبة والرجوع            إليه من خلال تلك المواسم العظيمة التي هي أشبه بمحطات تنقية وتطهير لأعمالنا. كما أن                   هذه المواسم هي ميدان رحب للتنافس والاستكثار من الخير {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}                                      [المطففين: 26].

      فضل العشر من ذي الحجة
      وها هي عشر ذي الحجة قد أظلتنا بنفحاتها وبركاتها وخيراتها، تلك العشر التي أقسم الله بها في محكم تنزيله، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1 - 2]، وقد رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في العمل الصالح فيها فقال: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ"، يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء". (أخرجه البخاري ومسلم).

      ومن المعلوم أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، ومع ذلك فإن العمل الصالح في عشر ذي الحجة يفضله، باستثناء من جاهد بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء (أي استشهد).

      ولقد اجتمعت في هذه الأيام طاعات جليلة ومن بينها: الحج والصوم والصلاة والأضحية والتكبير والتلبية وغيرها. وهذه الطاعات ما اجتمعت في صحيفة عبد إلا كانت سبباً في الفوز برضوان الله ودخول الجنة.

      وقد كان السلف يعظمون هذه الأيام ويجتهدون فيها، قال أبو عثمان النهدي -كما في لطائف المعارف-: "كان السلف يعظِّمون ثلاثَ عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم".

      وفي هذه الأيام تعج أرض الحرم بالزائرين من كل حدب وصوب جاؤوا من كل فج عميق، تصدح ألسنتهم: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.

      وإن من أحكام هذه العشر إذا دخلت:
      - أن يمسك المضحي عن شعره وأظافره، فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ". رواه مسلم. وفي رواية: "فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا". والبشرة: ظاهر جلد الإنسان. والذي ينطبق عليه الحكم هو المضحي فقط دون أهله أو وكيله أومن يباشر الذبح.

      - كما أنه يستحب الصوم في هذه العشر، وخاصة يوم التاسع وهو يوم عرفة فقد قال صلى الله عليه وسلم: "صيامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ". رواه مسلم.
      - ومن الأعمال الصالحة في العشر: التهليل والتكبير والتسبيح، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من أيامٍ أعْظَمُ عندَ اللهِ ولَا أَحَبُّ إلى اللهِ العملُ فيهِنَّ مِنْ أَيَّامِ العشْرِ فأَكْثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التسبيحِ والتهليلِ والتحميدِ والتكبيرِ". صحح إسناده الهيثمي.

      فبادر أيها المسلم باغتنام هذه الأيام فلعلك لا تدرك موسماً آخر للطاعات .. واجتهد في صلاتك وصومك وصدقتك .. وأخلص عملك لله.

      ولله در من قال:

      إِذا هَبَّـتْ رِياحُـكَ فَاغْتَنِمْهـا *** فَعُقْبَـى كُـلِّ خافِقَـة ٍ سُكُــــوْنُ
      ولا تغفل عن الإحسان فيها *** فلا تدري السكونُ متى يكونُ
      mahomed_hafez
      mahomed_hafez
      Admin


      عدد المساهمات : 136
      تاريخ التسجيل : 20/05/2016
      العمر : 42
      الموقع : المنصورة _ ج م ع

      عشر من ذي الحجة Empty أقبلت العشر .. فبادر بفعل الخير

      مُساهمة من طرف mahomed_hafez الجمعة سبتمبر 02, 2016 1:25 am

      إن الله تعالى قد جعل هذه الدنيا محل اختبار، والآخرة هي دار                                                      القرار  فيها يكون المصير إما إلى جنة وإما إلى نار. ولما                             عشر من ذي الحجة ShapeFGfrg                         كانت الآخرة هي حصاد لما يقدمه العبد في الدنيا فقد أوصى                                                              الله تعالى عباده بالمبادرة والمسارعة في الأعمال الصالحة بقوله: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].

      وقد أدرك أقوام هذه الحقيقة فسارعوا إلى فعل الطاعات، ولم يترددوا في ترك المعاصي والمنكرات، حالهم حال المتنافسين في ميدان السباق، يبذلون كل جهودهم ويغتنمون كل لحظاتهم ليدركوا الدرجات العلى عند ملكهم ومولاهم.

      غدا توفى النفوس ما كسبت *** و يحصد الزارعون ما زرعوا
      إن أحســـنوا لأنفســـــــــهم *** وإن أساءوا فبئس مــا صنعوا

      وحين ينظر العبد إلى الدنيا بهذا المنظار فإنه لا يُفتح له باب من أبواب الخير إلا ولجه، ولاحظٌ من عبادة أو طاعة إلا فعلها دون تسويف أو تأخير؛ لأن حاله حال الذي ينتظر نهاية الدنيا في أية لحظة.

      ها هو نبينا صلى الله عليه وسلم وهو الأسوة والقدوة يعلمنا أن نكون مبادرين إلى مرضاة الله تبارك وتعالى، كما في الحديث الذي يرويه عُقبةَ بن الحارث رضي الله عنه يقول: صَلَّيتُ وَرَاءَ النَّبي صلى الله عليه وسلم بالمَدِينَةِ العَصْرَ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ مُسْرِعاً، فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ، فَخَرَجَ عَلَيهمْ، فَرأى أنَّهمْ قَدْ عَجبُوا مِنْ سُرعَتهِ، قَالَ: "ذَكَرتُ شَيئاً مِنْ تِبرٍ عِندَنَا فَكَرِهتُ أنْ يَحْبِسَنِي فَأمَرتُ بِقِسْمَتِهِ". رواه البخاري. وفي رواية لَهُ: "كُنتُ خَلَّفتُ في البَيْتِ تِبراً مِنَ الصَّدَقةِ فَكَرِهتُ أنْ أُبَيِّتَهُ". "التِّبْرُ": قِطَعُ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ.

      وفي الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه : أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "بادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعاً، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إلا فَقراً مُنسياً، أَوْ غِنىً مُطغِياً، أَوْ مَرَضاً مُفسِداً، أَوْ هَرَماً مُفْنداً، أَوْ مَوتاً مُجْهزاً، أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ فالسَّاعَةُ أدهَى وَأَمَرُّ". رواه الترمذي، وَقالَ : (حديث حسن).

      قدِّم لنفسك قبل موتك صالحاً *** واعمل فليس إلى الخلود سبيل 

      اغتنم عشر ذي الحجة
      ها نحن نقف على أعتاب العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي ميدان يتنافس فيه المتنافسون بالأعمال الصالحة؛ لأنها خير الأيام عند الله تبارك وتعالى، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر". (رواه البزار).

      والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من غيرها، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" (يعني أيام العشر)، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"، (رواه أبو داود).

      فشمِّروا عن ساعد الجد وبادروا بالأعمال الصالحة فإننا لا ندري متى تغلق الأبواب:

      سابـق إلى الخيـر وبادر به *** فإنما خلفك مـا تعلـم
      وقــدم الخير فــكل أمــرىء *** على الذي قدَّمه يقدُم
      mahomed_hafez
      mahomed_hafez
      Admin


      عدد المساهمات : 136
      تاريخ التسجيل : 20/05/2016
      العمر : 42
      الموقع : المنصورة _ ج م ع

      عشر من ذي الحجة Empty الأيام العشر .. جماع الخير

      مُساهمة من طرف mahomed_hafez الجمعة سبتمبر 02, 2016 1:29 am

      تحتاج النفس البشرية المؤمنة إلى استثارات إيقاظية قوية كلما لفها الكسل عن الطاعة                                       وأقعدها الميل إلى المتاع.

      وفي غمرة الزحام الدنيوي المتكاثر من الملهيات والمغفلات والمكتسبات المادية المحضة                                تتطلع نفس المؤمن إلى حالة إيمانية ترفعها عن الأرض، وترفرف بها إلى عنان الأفق                              رباني الرحب.

      وتمر على النفس أوقات وأيام تكون فيها أقرب ما تكون إلى العودة إلى الله وبناء عهد جديد معه سبحانه، وتعد هذه العشر من ذي الحجة أنسب ما يكون لتلك الأوبة وخلاص التوبة.

      والمنهج الإسلامي التربوي جعل من استغلال تلك الأيام وسيلة ناجعة لتربية إيمانية موجهة، ودفعة قلبية روحانية صالحة، تغسل فيها القلوب العاصية من درنها، وتئوب فيها النفوس المقصرة إلى بارئها، وتأوي الروح فيها إلى حياة شفافة نقية لا تلوي على شيء غير الطاعة والإيمان.

      الأيام العشر .. جماع الخير
      لقد جمعت تلك الأيام العشر الخير من أطرافه فهي خير الأيام وأعلاها مقامًا.

      أقسم بها الله سبحانه في كتابه بقوله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 2]، إذ يقول جمهور المفسرين: إن مقصودها عشر ذي الحجة.

      ورفع النبي صلى الله عليه وسلم شأن العمل الصالح فيها أيما رفعة، حين قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني أيام العشر-» (أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه).

      وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: «ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ولا أعظم أجرًا من خير يعمله في عشر الأضحى» (رواه الدارمي عن ابن عباس وحسنه الألباني).

      وأمر فيها صلى الله عليه وسلم بكثرة الذكر، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» (أخرجه أحمد عن ابن عمر).

      وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، فقد أخرج النسائي وأبو داود وصححه الألباني عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر؛ أول اثنين من الشهر وخميسين". قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "إنه مستحب استحبابًا شديدًا".

      وأمر بصيام يوم عرفة، فقد روى مسلم عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة، فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية»، وروى الطبراني عن ابن عمر أنه قال: "كنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعدله بسنتين" (وصححه الألباني).

      يقول الإمام ابن حجر في فتح الباري: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة؛ لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".

      وكان التابعي الجليل سعيد بن جبير "إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادًا حتى ما يكاد يقدر عليه"، وروي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر"؛ يريد قراءة القرآن وصلاة الليل.

      وقال ابن رجب الحنبلي: "لما كان الله سبحانه قد وضع في نفوس عباده المؤمنين حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرًا على مشاهدته كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركًا بين السائرين والقاعدين".

      وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟

      فأجاب: "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة".

      وقال ابن القيم مقارنًا بين فضل تلك الأيام: (خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر، كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر». ويوم القرّ هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر. وقيل: يوم عرفة أفضل منه؛ لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة؛ ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم تباهي ملائكته بأهل الموقف).

      لقد جمعت هذه العشر حقًّا الخير من أطرافه، فصارت بحق جماعًا للخير، فما من عمل صالح إلا ويستحب فيها، وما من أيام هذا العمل الصالح فيها خير منها.. فهي خير محض للنفس الطاهرة النقية، وهي دورة روحية إيمانية تتبوأ من العام مكان الصدارة من حيث خيرية الأيام.

      بين الحج والثج
      أما من وفقه الله لحج بيته فقد وفقه إلى خير ما يحب، وقد اختاره ليغسله من ذنوبه ويرجعه -إن أخلص نيته وأحسن حجه- كيوم ولدته أمه، ويسّر له أن يفتح سجلاًّ جديدًا أبيض يبتدئ فيه عهدًا إيمانيًّا جديدًا.

      فثياب الإحرام تخرجه من حيز رؤية المتاع وتضعه في حيز رؤية الكفن، فلا زينة خداعة، ولا شهوة مغفلة، ولا صراعًا أحمق على الدنيا الزائلة، فالكل في ثوب الإحرام سواء، تمامًا كما هم في الثوب الأخير، والكل خائفون من الذنب راجون الرحمة التي وسعت كل شيء.

      وليعلن المؤمنون يوم الحج إعلانًا عالميًّا -في وقت تنزف فيه الأمة وتسيل دماؤها- أن شعوب المسلمين في كل أنحاء الأرض هم على قلب واحد، ومنهج واحد، وهدف واحد.. يعبدون ربًّا واحدًا، يرجون رحمته ويخافون عذابه، فليخسأ عندئذ الشيطان وأولياؤه، وليعتزّ كل مسلم بدينه، ذاك الدين الذي يعلو؛ إذ إنّ الله مولاه وأعداؤه لا مولى لهم..!!

      وفي ذات الوقت الذي يثجّ فيه الحجيج دماء هديهم.. وينهر المضحون دماء أضاحيهم يوم النحر، وتعلو في الآفاق أصوات التكبير.. يقدم الشهداء الصالحون في كل ربوع الأرض دماءهم ونفوسهم طيبة رخيصة لوجه الله ربهم، فتبتسم شفاههم عند آخر أثر للروح، ويستقبلون الآخرة يثج منهم الدم.. اللون لون الدم.. والريح ريح المسك.

      كيف يستغل المربون أيام العشر ؟
      تعد أيام العشر من ذي الحجة فرصة تربوية يستطيع كل مربٍّ أن يستغلها في التوجيه إلى معالي الفضائل والأخلاق، كما يستطيع أن يجعلها منطلقًا صحيحًا لتجديد نفسي سنوي لمتربيه ومتعلميه على مستوى الإيمان والتوبة والعمل الصالح، ونحن نقترح أن يكون ذلك من خلال بعض المحاور الأساسية:

      أولاً: صناعة البيئة الإيمانية:
      فالمنهج الإسلامي يساعد المربي في تلك الأيام على تهيئة البيئة الإيمانية، وصناعة الجو الإيماني العام المؤثر على الأفراد المراد توجيههم.

      فالصيام والتكبير والذكر وعدم الأخذ من الشعر أو الأظفار -للمضحين- وارتفاع أصوات التلبية من الحجيج في شتى الأماكن تنقلها الإذاعات ووسائل الإعلام، وشراء الأضاحي والاستعداد ليوم النحر... كل ذلك يساعد المربي على إكمال الجو الإيماني المطلوب.

      ودور المربي هنا هو استغلال ذلك بأعمال دعوية تكون ذلك الجو الإيماني الصالح، فيدعو متربيه إلى لزوم المساجد لأوقات قد تطول بعض الشيء وينتظرون من خلالها الصلاة بعد الصلاة، ويتلون من خلالها القرآن، ويتحينون الفرصة عند الإفطار في كل يوم للدعاء الصالح والمناجاة.

      كما يمكن المشاركة في بعض الأعمال الجماعية التي تنشئ روح التضحية والبذل كالاجتماع على صناعة طعام للصائمين، ودعوة الفقراء لذلك الطعام الذي قد أعدوه بأنفسهم وتعبوا في إعداده، وتعاونوا على الإنفاق عليه من أموالهم الخاصة.

      كما يمكنه أن يجتمع بهم فيتلو عليهم آيات وأحاديث تأمر بالصدقة والبذل والعطاء وسير الصالحين في التصدق في سبيل الله، ثم يأمرهم بالخروج للتصدق (كل على حدة)، ويذكّرهم باستحضار النية الصالحة وإخفاء الصدقة.

      كما يمكنه أن يذكرهم بحديث أبي بكر الصحيح يوم أن قام بأربعة أعمال صالحات، هي: الصيام، واتباع الجنائز، وعيادة المريض، والتصدق بصدقة، وبأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال عنه لمّا عرف ذلك منه: «ما اجتمعن في رجل في يوم إلا غفر الله له». فيتشبهون بفعل أبي بكر -رضي الله عنه- في جمع تلك الأعمال الصالحات الأربع في يوم... وغير ذلك.

      ثانيًا: الدعوة إلى تغيير النفس والخلق والعادات من السلب إلى الإيجاب:
      تناسب هذه الأيام العشر أن يجدد المربي دعوته لمتربيه أن يقوموا بعملية تغيرية لأنفسهم وأخلاقهم السيئة أو السلبية وعاداتهم المرفوضة إلى نفوس نقية للخلق جميعًا، وأخلاق تتشبه بأخلاق نبيهم صلى الله عليه وسلم، وعادات إيمانية طيبة، خالعين أخلاق وعادات الجاهلية والنفعية وما يتعلق بحب النفس والرغبة في العلو على الآخرين.

      وينبغي أن يوجه المربي توجيهه نحو ذم خلق الكبر والعجب، مذكرًا إياهم كيف أمر الشرع أن يستوي الناس في الحج في ثيابهم وسلوكهم وكلامهم وأهدافهم، وأن يتركوا الدنيا والعلو فيها، وكيف يستوون في الرغبة فيما عند الله يوم عرفة، فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح، كما يوجههم نحو السيطرة على النفس وعلى شهواتها ورغباتها وترك الترفه والتنعم ما استطاعوا إلى ذلك والاخشوشان؛ عملاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «البذاذة من الإيمان»؛ وتشبهًا بالمحرمين الذين لا يجوز لهم الترفه بحال، ولا التنعم بشيء من المتاع الممنوع منه المحرم، بل ضبط للنفس ورباطة للجأش وبُعد عن شهوات الفرج والجنوح نحو المعاصي {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ} [البقرة: 197].

      ثالثًا: التوجيه نحو التعاون والاعتصام ووحدة الكلمة:
      ففي العشر من ذي الحجة تبين معاني الاعتصام بحبل الله تعالى وعدم التفرق، فالمسلمون جميعهم كل عام يرغبون في حج بيت الله تعالى، والحجيج يمثلون أعظم الصور الواقعية من التعاون والاعتصام بذات المنهج وذات الهدف في مشارق الأرض ومغاربها، والذين لم يقدر الله لهم الحج لهذا العام فهو يشارك الحجيج مشاعرهم القلبية، وترفرف روحه من حولهم داعيًا ربه أن يلحقه بهم في قابل.

      والمربي ها هنا يدعو متربيه لنبذ الخلاف والتفرق والسعي للوحدة، وعدم استحقار العمل الصالح من أحد أيًّا كان، ورؤية العاملين لله جميعهم على ثغور مستهدفة، فيدعو لهم، ويرجو لهم النصرة، ولا يخذلهم ولا يسلمهم، بل يدعو لهم وينصرهم بما استطاع، ويناصحهم فيما رآه خطأ منهم، ويوجههم بالحسنى فيما خفي عنهم.

      إنها أيام صالحات مباركات ينتظرها المؤمنون الصالحون؛ ليخلعوا ربقة الارتباط بالدنيا عنهم ويتحرروا من قيد الشهوة وقيد الأماني البالية، ويسطروا سجلاًّ من نور، فلا مادية تكسر حاجز الشفافية، ولا معصية تدنس الطاعة، بل ذكر وخشوع وتوبة وبكاء، فيرون الكون كله حبورًا وشفافية، ويمتزج النور بالسعادة، والأمل بمعنى الصدق، وتصبح الجنة هي المطلب والإخلاص هو المرتجى، وحسن الظن بالله هو كهف الأمنيات.


      عدل سابقا من قبل mahomed_hafez في الجمعة سبتمبر 02, 2016 1:42 am عدل 1 مرات
      mahomed_hafez
      mahomed_hafez
      Admin


      عدد المساهمات : 136
      تاريخ التسجيل : 20/05/2016
      العمر : 42
      الموقع : المنصورة _ ج م ع

      عشر من ذي الحجة Empty عشر ذي الحجة .. فضائل ومسائل

      مُساهمة من طرف mahomed_hafez الجمعة سبتمبر 02, 2016 1:33 am

      أيام فاضلة، وليال مباركة، جعلها الله موسمًا للخيرات، فيها تضاعف الحسنات                             عشر من ذي الحجة 21970_image002%5B1%5D           وتمحى السيئات، وتتنزل الرحمات، وتجاب الدعوات، فالسعيد من تعرَّض لهذه                                               النفحات، واغتنم فيها الأوقات، واشتغل فيها بالصالحات.

      وفضل العشر الأوائل من ذي الحجة مشهور، تشهد به الآيات والأحاديث، فالله -سبحانه وتعالى- عظَّمها حين أقسم بها في قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2]. قال ابن عباس وابن الزبير -رضي الله عنهم- ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف: هي عشر ذي الحجة.

      وأما الأحاديث، فقد روى الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" -يعني عشر ذي الحجة- قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء". وهذا حديث عظيم في بيان فضل هذه العشر وما فيها من عظيم الأجر، حيث جعل العمل فيها أفضل وأحب من العمل في غيرها، والحديث يدلُّ على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة من غير تخصص أو استثناء.

      وقد استحب العلماء الصيام فيها؛ لأن الصيام من أخص وأفضل العبادات، فالرب -سبحانه وتعالى- يقول في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزئ به". وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل صالح عظيم الأجر قال: "عليك بالصوم فإنه لا عدل له"، وفي رواية: "لا مثل له".

      والذكر مستحب أيضًا؛ لقوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]، وهي الأيام العشر من ذي الحجة عند جمهور العلماء. وروى الإمام أحمد -رحمه الله- في مسنده عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام أعظم ولا أحب إليه العمل عند الله فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". واستحب الإمام الشافعي -رحمه الله- إظهار التكبير، وأورد الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما- أنهما كانا يخرجان إلى الأسواق في أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

      وقيام ليال العشر وإحياؤها مستحب؛ لعموم ما ورد فيها من الفضل، ونصَّ عليه الإمام الشافعي، وكان يقول: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر".

      وفي هذه العشر يوم عرفة، وهو أفضل الأيام كما روى جابر -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه ابن حبان رحمه الله. وهو يوم مغفرة الذنوب للحجاج، كما ورد في صحيح الإمام مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة". وخير الدعاء دعاء يوم عرفة، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم.

      وغير الحاج له في يوم عرفة فرصة مغفرة الذنوب أيضًا، فقد صح عن أبي قتادة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والتي بعده". وروى الإمام أحمد -رحمه الله- من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يوم عرفة هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له".

      وعاشر هذه الأيام يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر الذي قال فيه رسول الهدى -عليه الصلاة والسلام-: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر". وهو أكبر العيدين وأفضلهما؛ لأنه يكون في وسط فريضة الحج، ولكونه بعد يوم عرفة الأغر، ولما فيه من التقرب إلى الله بذبح الأضاحي والهدي.

      وأيام التشريق تتبع العشر، وفيها أخرج أصحاب السنن -رحمهم الله- عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب وذكر لله".

      قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله-: "لما كان الله -سبحانه وتعالى- قد وضع في نفوس المؤمنين حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادر على مشاهدته في كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركًا بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته، يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج".

        الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 11:37 am